الرأي الثالث
محكمة الربيع العربي
تاريخ النشر : الأحد ٣ يونيو ٢٠١٢
محميد المحميد
}} أول السطر:
قريبا.. قناة فضائية لجمعية إسلامية «ليست الوفاق».. والأيام القادمة ستكشف المزيد.. ولن أزيد..!!
}} للعلم فقط:
أظهر التقرير السنوي للثروة العالمية الذي يحمل عنوان «المعركة لاستعادة الثروة لعام 2012» الصادر عن مؤسسة بوسطن كونسالتنج جروب الأمريكية للاستشارات أن مملكة البحرين سجلت المركز العاشر في قائمة المليونيرات لكل 100 ألف شخص، ولكن أعتقد أن التقرير لو رصد ثروة بعض «مشايخ الخمس» لكانت مملكة البحرين في المركز الأول، وهؤلاء يستحق عليهم تطبيق عنوان التقرير: «المعركة لاستعادة الثروة».
}} محكمة الربيع العربي:
حينما جلس قادة ثورة يوليو عام 1952م في مصر طالب البعض منهم بمحاكمة الملك فاروق وإعدامه، فقال لهم الرئيس جمال عبدالناصر إذا كنتم تريدون إعدامه فلماذا تحاكمونه إذا؟؟ وتقرر إبعاد الملك فاروق إلى النفي، ومات بعد ذلك.
مثل هذا المشهد كان حاضرا في الأذهان لحظة صدور الحكم القضائي ضد الرئيس المصري السابق، مع تناقض المواقف والآراء والأحكام على الحكم القضائي، بين من يرى أن الحكم بالسجن المؤبد على مبارك كان عادلا، وبين من يرى أن الحكم سياسي وصادم، وبين من يطالب الرئيس الجديد بإعادة المحاكمة. ووسط كل تلك الآراء والمواقف يتم وضع القضاء المصري في محل النقد والتطاول، وتلك قضية ستستمر تحتلّ الجدل والخلاف بين هيبة القضاء واحترام أحكامه في مصر الثورة.
المحاكمة التي تابعها العالم عبر القنوات الفضائية باعتبارها أول محاكمة قضائية تتم داخل بلد عربي بعد موسم الربيع العربي الحقيقي، وليس الخريف الطائفي مثل ما حصل عندنا في مملكة البحرين، تعدّ حدثا مهمّا ودرسا كبيرا لجميع الأطراف، والبعض اليوم يرى أن أكثر المستفيدين من الحكم القضائي الصادر ضد مبارك هو المرشح للرئاسة محمد مرسي، وأن هذا الحكم سيدفع الناخبين الى التصويت لصالح مرسي ضد أحمد شفيق باعتباره من رجال مبارك السابقين.
مثل كل المهتمين بالشأن المصري والعربي سأتابع غدا الصحف المصرية وأقرأ مانشيتات وعناوين الخبر الرئيسي عن الحكم القضائي، وسيركز البعض منها على كلمات وعبارات مثل «نكسة الثورة.. محاكمة فرعون وهامان وجنودهما.. مطلوب ثورة جديدة وقانون لا يسقط بالتقادم».. عموما فما حصل في محاكمة مبارك لن يتوقف فقط عند الحكم القضائي، ولكنه ستكون له تداعيات كبيرة من الوزن الثقيل ولن ينشغل عنه الرأي العام بسرعة.
}} ملاحظة واجبة:
في كتابه الأخير أشار الكاتب الأستاذ محمد هيكل الى أن الموقف الروسي الداعم لسوريا والرافض للتدخل العسكري كان بسبب أن روسيا لا تريد تكرار أخطائها في الخروج من «المولد بلا حمص» في استيلاء أمريكا واستفرادها مع غيرها بثروات البلاد كما حصل في العراق وليبيا، ولكن أمريكا ستمضي في القرار العسكري حتى بعد الفيتو الروسي، وستخرج روسيا من سوريا بلا حمص ولا ثروة.. مع كل العار والخزي والأخطاء.
}} آخر السطر:
«ضربني وبكى.. سبقني واشتكى».. هذا المثل الدارج ينطبق بالتمام على المعارضة الطائفية التي تمارس الإرهاب والتخريب ثم تتباكى عند عتبات مراكز حقوق الإنسان والسفارات الأجنبية.