عربية ودولية
السعودية تتهم دمشق بالمناورة والمماطلة وتطالب عنان بتقرير واضح وشفاف
تاريخ النشر : الاثنين ٤ يونيو ٢٠١٢
اتهم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل امس الأحد النظام السوري بأنه «يناور ويماطل» حيال خطة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان، مطالبا الأخير بتقديم تقرير «واضح وشفاف» يدفع مجلس الأمن إلى اتخاذ «قرار حاسم».
وقال الفيصل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش مؤتمر حول الإرهاب في جدة «قبل النظام كل مبادرة قدمت لكنه لم ينفذها وهذه طريقة من الطرق التي يستخدمها لكسب الوقت على قناعة بانه سيؤدي إلى انهاء التذمر عن طريق البطش والتقتيل». وأضاف «لا اعتقد انه يتعامل بأسلوب مختلف مع المبادرة الأخيرة لكوفي انان فهو يماطل ويناور ولن يصل إلى اتفاق».
كما طالب وزير الخارجية السعودي عنان بتقديم تقرير «واضح ومحدد وشفاف» إلى مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في سوريا. وقال في هذا الصدد ان «مندوب الأمم المتحدة والجامعة العربية سيقدم تقريره خلال شهر أو شهر ونصف لمجلس الأمن نأمل ان يكون واضحا وشفافا يمثل الحقيقة كما هي ونأمل ان يتخذ مجلس الامن الموقف الحاسم لهذه المأساة وهي نقطة سوداء في جبين البشرية». وأضاف «المهم في الموضوع ان يأتي التقرير الذي سيقدمه صريحا ومحددا وعلى الأمم المتحدة كذلك ان تتخذ قرارات بما يتطلبه الوضع». وكان عنان أعلن يوم السبت أمام اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة في سوريا ان المخاوف من اندلاع حرب طائفية شاملة جراء العنف في سوريا تتعاظم يوما بعد يوم، محملا النظام المسؤولية الأولى عن وقف العنف. وقال عنان ان «شبح حرب شاملة مع بعد طائفي مقلق يكبر يوما بعد يوم»، مشيرا إلى «تداعيات اقليمية» للازمة السورية. وأوضح انه أكد للأسد في دمشق انه «يتعين عليه التحرك فورا لتطبيق خطة النقاط الست وان يتخذ خطوات واضحة وملموسة فورا ليغير سياسته العسكرية بشكل جذري ويفي بتعهداته حول سحب الأسلحة الثقيلة ووقف العنف والافراج عن المعتقلين وفتح الباب أمام المساعدات الانسانية الدولية». كما طالب المجلس الوزاري للجامعة العربية السبت مجلس الأمن بتطبيق خطة عنان عبر اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، من دون الاشارة إلى عمل عسكري.
وأوضح الفيصل في هذا السياق ان «التدخل تحت البند السابع يخص مجلس الأمن وليس الجامعة العربية اما قرار العمل العسكري لإنهاء الوضع في سوريا من قبل الدول العربية، اعتقد ان العامل الرئيسي هو الأحداث التي تجري في العالم العربي، فالدول التي لديها الامكانيات للقيام بهذا العمل لديها مشاكل داخلية تحجبها عن هذا العمل».
وعبر عن اعتقاده بأنه «لن تكون هناك ممارسة لأي عمل عسكري حتى تستقر الأوضاع في العالم العربي».
وأضاف ردا على سؤال ان «المنطقة العازلة في سوريا مسؤولية مجلس الأمن اذا كان هناك امكانية لإقامتها ليلجأ إليها المضطهدون والمطاردون، هذا شيء نؤيده». وتابع الفيصل «لكن الحل الحقيقي هو الدفاع عن الفرد السوري من قسوة العمل العسكري ضده، خاصة وانه هو المجرد من السلاح بينما النظام يأتيه السلاح من حيثما يريد، فالوضع خطير وخطير جدا ولكن املنا ان عامل الزمن لا يترك الأمور لتتدهور أكثر وأكثر».
وحول الاشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية، قال الوزير السعودي ان «ما يجري في طرابلس لا شك امتداد لما يحدث في سوريا. ونحن منذ فترة نلاحظ ان النظام يحاول ان يحول الصراع إلى صراع طائفي». واندلعت اشتباكات بين مجموعات سنية معارضة للنظام السوري واخرى علوية مؤيدة له في مدينة طرابلس في شمال لبنان، موقعة 14 قتيلا و48 جريحا منذ السبت، بحسب مصدر امني.
وأضاف «هذه من الأشياء التي لا تهدد لبنان فقط بل سوريا نفسها لأنها قد تقسم البلد وهذه ظاهرة خطرة جدا، وان دلت على شيء فإنما تدل على ان هذا الصراع طالما انه امتد فانه سيخلق ظروفا اسوأ مما هي عليه الأزمة».