مصارحات
عجزتم عن هذا ومرّرتم ذاك!
تاريخ النشر : الاثنين ٤ يونيو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
طالما انتقد النّاس تشكيلته، وطالما انتقدوا ممثّليه وبعدهم عن الواقع وهموم المواطنين، ومازال رجل الشّارع البسيط يتساءل: مجلس الشّورى يمثّل من بالضّبط؟
بعد تقديم مشروع زيادة رواتب موظّفي الدولة في القطاعين العام والخاص، ورفع المعاشات التقاعدية بنسبة 15%، انتقد الجميع هذه النسبة المتواضعة، لأنّها تعبّر عن «طراره» نيابية لحقوق الشّعب، الذي يستحقّ أفضل من ذلك بكثير.
مع ذلك تفاجأ الجميع بأنّ اللجنة المالية بمجلس الشورى تتفاعل مع القرض الخاسر لطيران الخليج، وتوصي بدعمها بـ 200 مليون دينار، بينما تؤجّل مشروع دعم المواطنين بتلك الزيادة البائسة بالرغم من أنّه يتكون من مادتين فقط!
النّاس مقبلة على شهر رمضان، وبعدها على عيد الفطر، والجميع يعلم كيف تعاني الأسر المحدودة الدّخل من المصاريف في هذه الفترة، ولكن يبدو أنّ مجلس الشورى لا يعيش المعاناة التي تواجه الكثير من الأُسر، لذلك فهو غير مكترث لها أصلا.
«بطن الشبعان على الجوعان بطي»، وفي رواية «شوط بدل بطن»، لكن كليهما يعبّر عن غياب التمثيل الحقيقي لهموم المواطن البسيط داخل مجلس الشورى.
هل أصبحت الطائرات أهم من خدمة المواطنين، حتى تتجاهلوا مشروعا بسيطا ولكنّه مهم بالنسبة الى عائلات كثيرة، بينما تجتهدون في دعم مشاريع تعلمون مدى غضب المواطنين منها.
تلك الحوادث تشرح بشكل مبسّط المعايير غير العادلة في تنصيب الكثير من أعضاء مجلس الشورى، ولنا في الأحداث التي مرّت بالبحرين قبل عام، أبلغ الأمثلة لأعضاء شاهدنا كيف كانوا يتغنّون بالشعر في مدح القيادة، حتى أصيبوا بسمنة مفرطة من الأموال والأراضي والهبات! ليفاجأ الجميع برسوبهم وتخاذلهم مع أوّل اختبار في الوطنيّة.
النّاس يحتاجون الى أعضاء يتحدّثون بهمومهم، يقدّمون المشاريع التي تنهض بالبشر قبل الحجر، وهو ما نفتقده للأسف الشديد.
برودكاست: تحطيم أصنام الاستبداد من دون تحطيم الجهل الذي صنعها، سيضطرّك الى مواجهة أصنام جديدة قد تعجز عن تحطيمها، نحن أمّة تصنع طواغيتها.
«منقول بتصرف»