الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


أمريكا و«الوفاق».. حوار بين طرف واحد!

تاريخ النشر : الثلاثاء ٥ يونيو ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



من جديد تحاول الإدارة الأمريكية إخراج جمعية «الوفاق» من مأزقها السياسي تحت لافتة (الحوار مع المجتمع المدني)، ونحن لا ندري هل تعرف أمريكا بأمر المرجعية الدينية الطائفية وولاية الفقيه التي تحتكم اليها «الوفاق» في كل قراراتها السياسية والأمنية والاجتماعية.. أم انها تعرف ذلك ولكنها تحاول فعل المستحيل لإنقاذ «الوفاق» من العزلة السياسية والازدراء من قبل غالبية المجتمع البحريني (شيعة وسنة) مواطنين ومقيمين؟!
مجلس الوزراء أكد في جلسته يوم الأحد الماضي: (انه في ظل التوجيه والتأكيد الملكي السامي، فإن أبواب الحوار مفتوحة دائما أمام مكونات المجتمع كافة، طالما كان هذا الحوار شاملا للجميع، وفي اطار التوافق الوطني والانفتاح على الآخر من دون أن تستفرد به جهة واحدة).
وهذا يعني وجود اختلاف في الرؤية بين البحرين وأمريكا حول تمثيل (الحوار الوطني) داخل المجتمع البحريني.. فواشنطن تعتبر (جمعية الوفاق) هي وحدها التي تمثل (المعارضة) وهي الناطق الرسمي باسم الشعب البحريني! بينما (البحرين) ترى أن الحوار يجب أن يكون مع جميع مكونات المجتمع المدني وكل الطوائف الدينية.
إذن هناك خلل كبير في فهم الادارة الأمريكية لمن يمثل (المعارضة) في البحرين، أو من يمثل الشعب البحريني.. وحين تختصر ذلك التمثيل في (الوفاق) وأطقم (حزب الله) في البحرين، فإنها تكون قد جلبت لنفسها عداء وخصومة الأطياف السياسية والمذهبية الأخرى، ليس (السنة) فقط، بل عداء قطاع كبير أيضا من (الشيعة) الذين يختلفون مع (الوفاق) والمرجعية الدينية التي تنتمي إليها.. وحين تعتبر (واشنطن) ان المسيرات والمظاهرات التي تنظمها (الوفاق) ومن لفّ لفّها من الجمعيات السياسية الأخرى هي الوحيدة التي تمثل (المعارضة) وتمثل الشعب البحريني، ولا تنضم إلى المسيرات والمهرجانات الخطابية التي تنظمها الجمعيات السياسية الأخرى في (تجمع الفاتح) وفعاليات (تجمع الوحدة الوطنية) فإنها تكون منحازة لطرف واحد فقط في المجتمع المدني البحريني، وهذه المسألة وحدها كفيلة بإفشال أية مساع جيدة لإنجاح الحوار الوطني.
المسألة الأخرى التي يجب على (واشنطن) أن تدركها وهي تخوض الحوار مع (الوفاق) إن غالبية الشعب البحريني (ومرة أخرى شيعة وسنة) صاروا ينظرون الى (الوفاق) بعد أحداث شهر فبراير 2011 على أنها (صنيعة ايرانية)، واذا كانت (واشنطن) قد قبلت بهذه الصنيعة الايرانية في العراق فإن شعب البحرين يرفض ذلك جملة وتفصيلا.
نصيحة أخيرة لأمريكا.. قبل أن تحاولوا إنقاذ (الوفاق) من ورطتها السياسية، عليكم أن تنقذوا أنفسكم من نظرة (الشك والريبة) التي صار أهل البحرين ينظرون بها إليكم كلما غازلتم (الوفاق) وحدها!