الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


وزيرا الدفاع في دولتي السودان يلتقيان لمناقشة أمن الحدود

تاريخ النشر : الثلاثاء ٥ يونيو ٢٠١٢



اديس ابابا - (ا ف ب): التقى وزيرا الدفاع في السودان وجنوب السودان أمس الاثنين لمناقشة مسألة امن الحدود في اعقاب اسابيع من القتال الدموي على طول الحدود المتنازع عليها. وترأس الاجتماع الذي يأتي في إطار المحادثات التي تجري بوساطة الاتحاد الافريقي وزير دفاع جنوب السودان جون كونغ ونظيره السوداني عبد الرحيم محمد حسين، وتجري بوساطة رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي.
وتجري وفود من البلدين محادثات في العاصمة الاثيوبية في اعقاب اشتباكات عنيفة بينهما وقعت الشهر الماضي واوشكت ان تدفع البلدين إلى حرب شاملة. ويتوقع ان تجري خلال اجتماع الاثنين مناقشات حول ترسيم المنطقة الحدودية.
وبدأت المحادثات الاسبوع الماضي مع اتهام الجنوب للخرطوم بانتهاك خطة الاتحاد الافريقي التي تدعو إلى وقف الاعمال الحربية وسحب القوات من منطقة ابيي المتنازع عليها. وحضر الاجتماع كذلك وزير خارجية جنوب السودان نهيال دينغ نهيال، ووزير داخلية السودان ابراهيم محمود احمد.
وقبل اجتماع أمس الاثنين، اتهم نهيال الخرطوم بعدم تطبيق الشروط الواردة في خطة الاتحاد الافريقي لوقف اطلاق النار التي صادقت عليها الامم المتحدة. وصرح للصحفيين بان «جنوب السودان استجاب بسرعة لجميع الخطوات التي طالبت بها خريطة الطريق إلى وضعها الاتحاد الافريقي - ولكن الخرطوم لم تفعل ذلك».
واضاف «حتى الان، لم يتضح ما اذا كانت (قوات الخرطوم) انسحبت من ابيي ام لا». الا ان عمر دهب احد اعضاء الوفد السوداني في المحادثات جدد تاكيد الخرطوم ان جميع قواتها غادرت ابيي، مضيفا انه متفائل بان المحادثات ستكون بناءة. وقال «نأمل في ان تتم معالجة هذه القضايا بطريقة حقيقية تعتمد على الفعل». ولم تتضح مدة المحادثات، الا ان نيهال قال إن الجنوب «سيواصل المحادثات للمدة اللازمة». وترسيم الحدود المشتركة يعتبر جزءا من المواضيع الخلافية الكبرى، اذ لا يزال خمس الحدود بحاجة إلى ترسيم. حتى ان البلدين يتنازعان ايضا على السيادة على مناطق بكاملها مثل منطقة ابيي التي تبلغ مساحتها مساحة لبنان، والتي يريد الاتحاد الافريقي، بحسب اموم، تخصيص اجتماع بشانها في السابع من يونيو.
ولا تزال جوبا والخرطوم مختلفتين ايضا على تقاسم العائدات النفطية، فالجنوب ورث ثلاثة ارباع احتياط النفط الخام السوداني قبل انفصاله، لكنه يبقى مرتهنا بالكامل للبنى التحتية في الشمال لتصدير النفط.
ومن ناحية أخرى قالت المنظمة الدولية للهجرة أمس الاثنين انه من المنتظر تنظيم عملية ترحيل ما يقارب 12 الف جنوبي امرتهم الخرطوم بمغادرة السودان، إلى بلدهم جوا في نهاية الاسبوع الجاري. وبدأت المنظمة الدولية للهجرة في 14 مايو اجلاء آلاف السودانيين الجنوبيين الذين ظلوا عالقين لاشهر في مخيمات مؤقتة في كوستي على بعد 300 كلم إلى الجنوب من العاصمة السودانية، من مطار الخرطوم الدولي.
واعتبرت السلطات السودانية المحلية هؤلاء المهاجرين تهديدا لأمنها وحددت الخامس من مايو موعدا اخيرا لاخلاء المخيمات، ثم مددت المهلة حتى 20 مايو، لتسحب تحذيرها بعد اعلان المنظمة الدولية للهجرة عن خطتها لإجلاء المهاجرين.
وقالت المنظمة الدولية في بيان صباح أمس الاثنين انها نقلت 11 الفا وعشرين شخصا إلى جنوب السودان على متن 73 رحلة جوية، بكلفة اجمالية بلغت 5,5 ملايين دولار. وقالت جيل هيلك رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان «ان الامر اسثنائي». واضافت انه تمت اقامة هذا الجسر الجوي «لأن الامر كان ملحا».
وما زال حوالي 900 شخص مسجلين في كوستي ينتظرون ترحيلهم في إطار العملية التي تشرف عليها المنظمة الدولية للهجرة. لكن لن يتم نقل كل هؤلاء بالطائرة اذ ان عددا غير محدد منهم اختاروا الانتقال إلى الجنوب برا لأنهم يستطيعون في الغالب حمل المزيد من ممتلكاتهم معهم.