الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


مقتل 22 في هجوم انتحاري استهدف الوقف الشيعي في بغداد

تاريخ النشر : الثلاثاء ٥ يونيو ٢٠١٢



قتل 22 شخصا على الاقل واصيب العشرات بجروح في هجوم انتحاري استهدف مقر الوقف الشيعي في بغداد امس الاثنين، ما اثار مخاوف وتحذيرات من امكان انزلاق البلاد مجددا نحو العنف الطائفي.
ودعا الوقف الشيعي عقب الهجوم أبناء الطائفة إلى «وأد الفتنة» لتجنب اندلاع «حرب اهلية» في العراق، رافضا اتهام جهة محددة، فيما سارع ديوان الوقف السني إلى ادانة العملية «الجبانة والمتطرفة».
وقال مصدر في وزارة الداخلية ان انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه امام مقر الوقف الشيعي في منطقة باب المعظم. وذكر مصدر طبي رسمي ان «22 شخصا قتلوا في الهجوم واصيب اكثر من 65 بجروح». وتحدث مصدر طبي آخر عن مقتل اكثر من 22 شخصا في الانفجار الذي دمر بالكامل مبنى الوقف في منطقة باب المعظم وسط بغداد ولم تتبنه أي جهة.
واغلقت القوى الامنية مكان الهجوم ومواقع قريبة منه، بينما عملت فرق الدفاع المدني على انتشال جثث الضحايا ونقل عشرات الجرحى إلى سيارات الاسعاف.
وتدفق إلى المكان اقرباء الضحايا وهم يبكون ويصرخون. وتقدم من بينهم شخص ونزع نظارته الطبية ورماها على الارض وهو ينتحب ويقول بصوت عال «كلهم ماتوا، كلهم ماتوا».
وقال صاحب مطعم يقع قبالة المقر ويدعى محمد «كانت سيارة من نوع جي ام سي بيضاء يقودها شخص بسرعة قبل ان يصطدم ببوابة المقر ويفجر نفسه لأجد بعدها ان اثنين من عمالي قتلا على الفور». واضاف محمد الذي كانت الدماء والجروح والضمادات تغطي الجزء العلوي المكشوف من جسده «تعالوا وانظروا إلى البيوت التي تهدمت على رؤوس الاطفال، اخرجت اطفالا بيدي من تحت الانقاض».
وقال وهو يبكي ويصرخ ان «المالكي وعلاوي يتصارعان على الحكومة، ونحن الضحايا»، في اشارة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي وخصمه السياسي الابرز اياد علاوي والازمة السياسية التي تشل البلاد منذ ستة اشهر.
وفي مستشفى مدينة الطب القريبة من مكان الهجوم، تجمع العشرات للتبرع بالدم.
وقال طبيب يعمل في قسم الطوارئ «استقبلنا اكثر من 150 حالة، وعدد كبير منهم مصاب بشظايا او بجروح اثر تناثر الزجاج».
وغطت الدماء طول الطريق التي تربط بين المستشفى ومقر الوقف الشيعي وتمتد الى حوالي 300 متر.
وجاء هجوم اليوم بعدما اثار قرار الوقف الشيعي بتملك أوقاف مدينة سامراء ولاسيما مرقد الإمامين العسكريين الذي تعرض للتفجير عام 2006 ما دفع البلاد نحو حرب طائفية دامية، استياء قيادات سنية. وقال نائب رئيس الوقف الشيعي الشيخ سامي المسعودي «تلقينا تهديدات بعدما سجلنا مرقد الامامين العسكريين باسم الوقف الشيعي، علما ان هذه القضية التي اتممناها قبل خمسة ايام قانونية ودستورية كون مرقد الامامين مرقدا شيعيا». واضاف «نحن لا نتهم احدا وندعو الشارع العراقي وخصوصا ابناء الطائفة إلى وأد الفتنة لان هناك مخططا لاشعال حرب اهلية بين ابناء الشعب وهناك قوى تريد ان تفرق بين المذاهب في العراق».
في موازاة ذلك، قال المتحدث باسم الوقف السني فارس المهداوي ان «هذه العمليات الجبانة والمتطرفة تحاول ان تبث الفرقة وهناك جهات تحاول ان تقوم باعمال مماثلة لخلق الفتنة، لكننا لن نسمح لهم بتحقيق احلامهم».
وتحدث عن «اياد قذرة تحاول ان تعيد البلاد إلى الوراء»، في اشارة إلى اعمال العنف الطائفي بين السنة والشيعة والتي بلغت ذروتها في العامين 2006 و2007 وقتل فيها الآلاف. وذكر المتحدث ان «هناك جهات تحاول ان تدق اسفينا بين الوقفين علما ان الخلافات بينهما ليست سوى خلافات ادارية».
وردا على سؤال حول امكان ان يكون هجوم اليوم على علاقة بقضية مرقد الامامين العسكريين، قال «هذا موضوع مختلف»، مضيفا «رحمة الله على الشهداء الذين سقطوا اليوم».
واعلن مصدر مسؤول في ديوان الوقف السني سقوط قذيفة هاون على بعد 20 مترا من الباب الخلفي لمقر الوقف في شمال بغداد اثر الهجوم على الوقف الشيعي، مضيفا ان الانفجار لم يسفر عن ضحايا.
وحذر قادة سياسيون من امكان الانزلاق نحو مواجهات طائفية. وقال المالكي في بيان «نؤكد ان هذه الجرائم البشعة ستفشل في زرع الفتنة الطائفية»، داعيا «المواطنين الكرام إلى التحلي باليقظة ونبذ الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنية».
واعتبر حزب «الدعوة» بزعامة رئيس الوزراء في بيان ان الهجوم يستهدف «جر العراق إلى صراعات طائفية»، بينما رأى رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ان «هذه الافعال الاجرامية البشعة وغير الاخلاقية تهدف إلى خلق الفتنة».
واتهمت جماعة علماء العراق التي تضم مئات الشخصيات الدينية السنية المعتدلة «عصابة القاعدة» بالوقوف خلف الهجوم بعدما رأت انها «استغلت الظروف السياسية الحالية ودخلت على خط الخلاف الحاصل بين الوقفين».