الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مصارحات


وماذا عن الأسوأ؟!

تاريخ النشر : الثلاثاء ٥ يونيو ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



إعلان وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف أمس الأوّل، رفعها دعوى قضائية بطلب حل جمعية العمل الإسلامي لمخالفتها دستور المملكة وقوانينها، في مقابل ترك جمعية الوفاق تسرح وتمرح، شبيه بالقبض على إبراهيم شريف وترك علي سلمان.
قد يكون بالفعل لجمعية العمل الإسلامي من المخالفات الكبيرة ما يستوجب حلّها، لكن السؤال: هل تستوي في الجرم مع ما قامت وتقوم به جمعية الوفاق ورموزها (الدينية والسياسية)، والذي لم يبدأ بالتحريض والتشويه والطعن في خاصرة الوطن، ولم ينته عند المجاهرة بالارتماء في الحضن الأمريكي وممارسة خيانة الوطن «عالمكشوف»!!
طالما تساءلنا، ما هي المعايير التي تتحكّم في القبض على الأذناب المساكين، بينما «الحبل متروك على الغارب» لرؤوس التحريض، يواصلون فرزهم الطائفي، ويجاهرون بعدائهم لهويتنا الخليجية العربية؟!
الوضع للأسف، لا يقتصر على البحرين فقط؛ حيث تعاني الكويت من نفس المصيبة، وفي كلتا الحالتين لا يخفى الدور الأمريكي في توفير الحماية لهؤلاء، كما وفّروا الحماية لعملائهم في العراق من قبل. والمضحك في الموضوع، أنّ الشخوص التي كانت تدير تلك المهازل في العراق، تمّ توريدها إلى البحرين لتمارس ذات الأدوار؟!
نحن في البحرين ننعم بحرية تفوق الكثير من الدول التي تتغنّى بحقوق الإنسان، وبالتأكيد لا نتحدّث هنا عن دول تدوس على حقوق الإنسان كإيران والعراق، والتي تفاخر رموز الوفاق السياسية بتجاربهما السياسية.
صحفيّون وسياسيّون، نمارس حريّتنا في الحديث عن الفساد والسرقات التي تطحن الوطن، ونتحدّث عمّا نراه ويصلنا من أوجه للقصور، ونوجّه رسائلنا الى من نريد في الوطن. لم نجد من يقمعنا، لأنّنا نتحدّث وحبّ الوطن يجري فينا مجرى الدم.
جميع المعارضات الشريفة في العالم تقوم بدورها الوطنيّ في بناء الوطن وتقويمه، عدا من تسمّي نفسها (المعارضة) في البحرين!!
لو جلسنا نجرد سواد وسوء مواقفها تجاه الوطن والشّعب فلن نتوقّف، وليس الحديث عن دورها المخزي في أحداث البحرين فقط، وإنّما حتى مواقفها تجاه المجازر التي يتعرّض لها الشّعب السوري مثالاً وليس حصرا.
فئة منحرفة سياسيا، اختطفت الإرادة الشيعية في الوطن، وسخّرتها لخدمة مشروع طائفي يرفض الآخر ويريد الاستئثار بمصير من يعيش على هذه الأرض الطيّبة، بالضّبط كما يفعل الحزب الإيراني في لبنان.
برودكاست: مثلُ النّظام السوري المجرم كمثل بيت يحترق من دون نوافذ، تحطّمت جميع أعمدته، وبدأت النيران تأكل بعضها بعضاً بداخله.
لا يغرنّكم خطاب السفّاح قبل يومين، فها هو بدأ بتصدير معركته الفاشلة إلى لبنان، لأنّه على يقين بأنّه على وشك الانهيار السريع والمفاجئ.