الرياضة
فريق باربار البطل غير المتوج
يمتلك جميع الإمكانات البدنية والفنية والذهنية ويحتاج إلى توظيف لاعبيه
تاريخ النشر : الأربعاء ٦ يونيو ٢٠١٢
الحديث عن فريق كرة اليد بنادي باربار طويل ومتشعب فالفريق يمتلك كامل الأوراق الفنية والبدنية والذهنية لخطف بطولتي الدوري والكأس إضافة إلى الدورة التنشيطية التي حصدها لاعبو باربار مبكرا وكان ذلك بالنسبة للمتتبعين لرياضة كرة اليد ناقوس خطر لباقي الفرق المتنافسة على البطولات المحلية التي كانت تعاني من الضعف والتغيير في اجهزتها الفنية وحاجتها إلى التكيف والانسجام مع الفكر الجديد في حين تأثرت بعض الفرق سلبا بغياب النجوم المؤثرين لأسباب مختلفة مما جعل الترجيح بفوز باربار بالبطولات المحلية عاليا ولكن جاءت النتائج على عكس التوقعات وخرج باربار المرشح القوى من المولد بلا حمص وبخفي حنين.
قرار توقيف لاعبي منتخب الناشئين
نعود إلى السنة الماضية عندما تسلم المدرب الوطني القدير عباس التوبلاني زمام الأمور خلفا للمدرب المصري عبدو الذي ترك الفريق من دون سابق اندار وكان التوبلاني حينها مدربا لفريق الناشئين بنادي باربار القوى الذي يلعب أغلب نجومه مع فريق الشباب صاحب بطولتي الدوري والكأس للموسم الحالي وكاد التوبلاني أن يقود فريق الكبار إلى النهائيات المحلية إلا أن قرار مجلس إدارة اتحاد اليد بحرمان اللاعبين المسجلين في منتخب الناشئين من المشاركة مع أنديتهم في الدوري المحلي وهذا ما أضعف من قدرات باربار وعرض الفريق إلى خسائر ما كان لها أن تحدث لو لا قرار مجلس إدارة الاتحاد في ذلك الحين حيث كانت الرغبة في الحفاظ على لاعبي المنتخب بعيدا عن التعرض للإصابة قبل الدخول في بطولة كأس العالم للناشئين في الأرجنتين وحل الفريق في مركز متأخر بعيدا عن مستوى الطموح والتطلعات.
الاستعانة بالمدرب
ظافر صاحب
محاولات عديدة أجراها مجلس إدارة نادي باربار قبل عدة سنوات في سبيل الحصول على خدمات المدرب العراقي الكبير ظافر صاحب إلا أن المحاولات لم يحالفها النجاح لظروف ظافر صاحب المهنية وارتباطاته المسبقة مع تدريب الفرق اللبنانية والمنتخب العراقي في الفترة الأخيرة، ولكن محاولات الإدارة الباربارية الأخيرة نجحت في التعاقد مع المدرب القدير ظافر صاحب حيث يرتبط صاحب بفريق باربار من خلال تحقيق بطولتي الدوري والكأس على حساب النادي ألأهلي في الوقت الذي كان باربار يزخر بالنجوم الكبار وعلى رأسهم اللاعب النجم جعفر عبدالقادر ومحمود عبدالقادر وأحمد التاجر وحسن مدن وتيسير محسن وحسن النشيط وغيرهم من النجوم الكبار القادرين على قلب الموازين وتحقيق الانتصار.
بداية رائعة
جاءت بداية ظافر في تدريب الفريق مشجعة للغاية إذ شهدت بسرعة متناهية تعاون اللاعبين الكامل والجاد مع البرنامج التدريبي السنوي والتزامهم بمواعيد الحضور إلى التدريبات إضافة إلى التواجد الإداري المكثف خلال التدريبات اليومية، والمباريات الودية والرسمية، مشى فريق باربار في بداية الدور التمهيدي كما كان طموح مجلس الإدارة وطار مغردا خارج السرب وحيدا وسعيدا بين الأندية التي كانت تعاني من الإصابات والتجديد والغياب عن التدريب والتفكك والتياهان الإداري، وطوال ست عشرة مباراة في الدور التمهيدي والدورة التنشيطية لم يخسر فريق باربار مباراة واحدة وخرج فائزا ببطولة الدورة التنشيطية وقال البعض بعدها بداية الغيث قطرة.
حضور إداري مربك
يحرص رئيس وأعضاء مجلس الإدارة على التواجد في جميع المباريات الرسمية على مستوى الكبار تقريبا في محاولة للدفع باللاعبين وبالجهاز الفني إلى تقديم المستوى المتقدم والانضباط في الملعب وخارج الملعب، إلا أن الحضور الإداري إلى المباريات الرسمية أخذ طابع التقييم العام لمستوى الفريق بعد كل مباراة من الناحية البدنية والذهنية ومدى نجاح القيادة الفنية للجهاز الفني والإداري المرافق للفريق داخل وخارج الملعب، كما شكل التواجد الإداري الدائم ضغوط على أطقم التحكيم وبالتالي ينعكس الضغط على اللاعبين يأتي ذلك في اتجاه رغبة الإدارة على تميز الفريق وتحسين قدرته على المنافسة على البطولات المحلية والتمثيل الخارجي والعودة إلى البطولات المحلية بعد غياب طويل بالنسبة لإدارة النادي وعشاق البنفسج.
والهدف واحد
داخل مجلس إدارة باربار توجد وجهات نظر متباينة حول الطريقة والأسلوب الناجح في التعاطي مع الملفات المحيطة بالفريق وكيفية التعامل مع قرارات الاتحاد فهناك من يفضل التعامل مع إدارة الاتحاد بالطرق الرسمية بعيدا عن الانتقادات اللفظية لعمل الاتحاد بين أروقة النادي وخلف الستار، وطالب البعض بتسجيل موقف رافض من إسناد المباراة النهائية على بطولة الدوري إلى طاقم تحكيم بحريني في الوقت الذي لم يعطى الفرصة الكاملة في تحكيم مباريات الدورة السداسية والتي هي أقل صعوبة من المباراة النهائية، في الوقت الذي اتبع الآخرون داخل مجلس الإدارة التهدئة والتعامل مع الظروف المحيطة بواقع من الصعب تغييره في هذا الوقت بالذات وبالتالي أثر التجاذب والاختلاف في وجهات النظر على قوة القرار الإداري إلا أنه رغم كل ذلك الشحن النفسي والقلق والتوتر الملموس في المقصورة الرئيسية بصالة اتحاد اليد خلال المباريات ظل الجميع متمسك برباطة الجأش والتحلي بالصبر وتقبل النتيجة ولو كان ذلك على مضض.
خياران أحلاهما مر
شعر مجلس إدارة النادي خلال مباريات الدورة السداسية بخطورة الموقف مع التذبذب الحاد في المستوى وخسارة الفريق لبعض من المباريات وارجعوا السبب في الخسائر المزعجة إلى عدم الثبات على التشكيلة واحدة وعلى التغييرات التي يدخلها المدرب ظافر صاحب على أساليب اللعب داخل الملعب، إلا أن حكمة الإدارة وحسن التصرف والمستوى الحضاري في التعامل منحت المدرب ظافر الفرصة الكاملة والمساحة الكافية لقيادة الفريق، لم تتدخل الإدارة يوما بهدف إقصاء المدرب أو تغييره على غرار ما حدث لمدرب النجمة والاتفاق، وكانت التدخلات تأتي بأسلوب المشاركة والاستفهام وتقديم الملاحظات التي من شأنها مساعدة الفريق على تجاوز المشكلات وإيجاد الحلول الناجعة، وقد أثبتت إدارة باربار بقيادة حسن عبدالله علو كعبها في كيفية التعامل مع المحطات الصعبة والخسائر المزعجة، وعلى الرغم من ضياع البطولات المحلية عن فريق باربار المرشح القوى لبطولة الدوري والكأس إلا أن مجلس الإدارة احتفظ بهيبته باحترامه للعقود والمواثيق الموقعة.
نهاية المطاف
لا شك بأن الطريق بدأ يضيق على المدرب ظافر مع ابتعاد فريق باربار عن منصات التتويج بعد أن كان المرشح الأقوى للصعود عليها، وتبخر عامل الثقة بين لاعبي باربار والجهاز الفني من جانب والإدارة والجهاز الفني من الجانب الآخر، فأن حفل وداع ظافر عن نادي باربار أصبح على بعد خطوات وأن عمليات البحث عن البديل قد بدأت في التحرك على مختلف الجبهات في الوقت الذي يفضل ظافر اختصار الوقت والرحيل بسرعة لقضاء إجازته السنوية وفي اعتقادي الشخصي فأنه ليس من مصلحة ظافر التوقيع من جديد لفريق لباربار للمرة الثانية مع التباعد الكبير في وجهات النظر.
الحظ لم يكن في صالح ظافر
لم يكن المدرب العراقي القدير ظافر صاحب محظوظا في قيادته لفريق باربار إلى منصات التتويج وخصوصا في المباريات الحاسمة من عمر المسابقات المحلية في الدوري والكأس إذ تعرض نجوم الفريق إلى إصابات مكلفة ومزعجة في الوقت الصعب وخصوصا في لقاء الأهلي مع باربار في المباراة النهائية على بطولة الدوري عندما أصيب محمد المقابي وعلي عبدالقادر وعواد رجب ومحمد حبيب، إضافة إلى محمود عبدالقادر الذي لعب المباراة وهو مصاب في الوقت الذي لم يكمل حسن مدن مراحل العلاج الطبيعي في الوقت الذي لم ينجح ظافر في توظيف قدرات اللاعبين بالشكل المناسب، وفي المباراة الحاسمة أمام الشباب في الدور قبل النهائي لم يقدم باربار العرض المقنع وظل الفريق متأثرا بالمباراة الأخيرة مع الأهلي حيث كانت أصداء الخسارة مزعجة مع تقاذف أسباب الخسارة والاتهام وتوجيه اللوم إلى اللاعبين بالتقصير من جانب وإلى ظافر صاحب في عدم قدرته على توظيف إمكانات اللاعبين من الجانب الآخر، وأعتقد بأن مجلس الإدارة لم تنجح في مسك خيوط اللعبة بالشكل المناسب ولم تستفد من التجربة المرة.
المدرب البديل
عملية البحث عن المدرب المناسب لست بالمهمة السهلة وتحتاج إلى التمحيص ولأصحاب الخبرة الفنية بغض النظر عن المرتبات، حيث تسعى بعض الإدارات إلى تكييف المدرب القادم مع المرتب وليس تكييف المرتب مع المدرب القادم وفي هذه الحالة من الصعوبة بمكان الحصول على المدرب المناسب وإذا ما رجعنا إلى فريق باربار فأنه فريق يمتلك خاصية البطل بما لديه من لاعبين نجوم خليط بين أصحاب الخبرة والتجربة الميدانية الناجحة وبين الدماء الشابة الجديدة كما يمتلك فريق باربار خاصية البطل ويحتاج إلى مدرب انجاز حيث يختلف المدربون من حيث الهوية فهناك مدرب انجاز يعرف كيف تؤكل الكتف وكيف يصعد بفريق باربار إلى منصات التتويج.