عربية ودولية
دمشق تطرد مجموعة سفراء ودبلوماسيين والعنف مستمر
تاريخ النشر : الأربعاء ٦ يونيو ٢٠١٢
قررت دمشق امس الثلاثاء طرد عدد من السفراء والدبلوماسيين من ارضها، في وقت اعلنت فيه روسيا ان بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة بعد انجاز التسوية السياسية ليس شرطا لتسوية الازمة في سوريا، في موقف لافت من موسكو تجاه النظام السوري الذي دعمته بحزم حتى الآن.
واعلنت السلطات السورية امس الثلاثاء طرد عدد من الدبلوماسيين على رأسهم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا ردا على اجراء مماثل قامت به هذه الدول اخيرا. وعدد بيان لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية السفراء والدبلوماسيين الذين اعتبروا «اشخاصا غير مرغوب بهم». ومن هؤلاء السفير الأمريكي روبرت فورد والسفير البريطاني سايمون كوليس الموجودان حاليا في بلادهما للتشاور، والسفير الفرنسي ايريك دوشوفالييه.
كما اورد البيان بين الدبلوماسيين المطرودين السفير التركي عمر اونهون و«كافة اعضاء السفارة التركية في دمشق من دبلوماسيين واداريين». وطاول الاجراء سفراء سويسرا وايطاليا واسبانيا ودبلوماسيين في سفارات فرنسا وبريطانيا واسبانيا وبلجيكا وبلغاريا والمانيا وكل اعضاء السفارة الكندية.
وكانت الدول التي شملها الاجراء السوري اقدمت على طرد السفراء السوريين من اراضيها احتجاجا على مجزرة الحولة في محافظة حمص في وسط سوريا في 25 مايو التي قتل فيها 108 اشخاص، بحسب الامم المتحدة.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الثلاثاء غداة لقائه الموفد الدولي كوفي انان في جنيف «لم نقل ابدا، او فرضنا شرطا بان الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية» في سوريا، مشيرا إلى ان «هذه القضية يجب ان يعالجها السوريون بانفسهم».
الا انه اعتبر ان المشكلة تكمن في رفض المعارضة الدخول في «مفاوضات سياسية مع الحكومة»، ما يحول دون «التقدم نحو تسوية».
وكانت موسكو عطلت صدور قرارين من مجلس الامن الدولي يدينان قمع الحركة الاحتجاجية في سوريا من جانب نظام الاسد.
ومن المقرر ان يتوجه السفير فريدريك هوف موفدا من وزارة الخارجية الامريكية إلى موسكو خلال هذا الاسبوع لمناقشة الملف السوري، بحسب ما اعلنت الخارجية الروسية.
ودعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء روسيا والصين، حليفتي دمشق، إلى «المساهمة في حل» للنزاع في سوريا.
وشددت وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء على ان موقف الصين وروسيا موحد حول معارضتهما الحازمة لتدخل اجنبي وتغيير النظام بالقوة في سوريا، وذلك فيما اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في بكين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين ان «موقف الطرفين واضح للجميع: من الضروري التوصل إلى وقف فوري لاعمال العنف، على ان تبدأ عملية الحوار السياسي في اسرع وقت ممكن».
في جدة، اعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في ختام اجتماع المجلس الوزاري للدول الخليجية عصر امس ان الوقت حان لكي «ينتقل الروس من تأييد النظام السوري إلى وقف القتال وانتقال السلطة سلميا». وأضاف أن تغيير موقف موسكو «سيحفظ لها مصالحها في سوريا والعالم العربي».
ميدانيا، استمرت وتيرة الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومجموعات معارضة مسلحة في اكثر من منطقة في سوريا، وحصدت اعمال العنف الثلاثاء 34 قتيلا بينهم عشرون في معارك في منطقة الحفة في ريف اللاذقية بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد ان 15 عنصرا من القوات النظامية قتلوا في اشتباكات شملت عددا من القرى في ريف اللاذقية، بالاضافة إلى مدنيين اثنين وثلاثة عناصر من المجموعات المسلحة المعارضة.
وقال المرصد ان قوات النظام استخدمت في الاشتباكات «راجمات الصواريخ من قواعد عسكرية في قرى مجاورة وحوامات».
واكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عقب لقائه رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود الثلاثاء، رغبة دمشق في انجاح خطة المبعوث الدولي كوفي انان لحل الازمة في بلاده.
وتنص خطة انان على وقف اعمال العنف وسحب الدبابات من الشوارع واطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث الاخيرة وادخال المساعدات الانسانية ووسائل الاعلام وبدء حوار حول عملية انتقالية. وينتشر بموجب الخطة 300 مراقب دولي في سوريا للتثبت من وقف لاطلاق النار اعلن في 12 إبريل ولم يتم تنفيذه.
في اسرائيل، اعرب رئيس اركان الجيش الجنرال بني غانتز الثلاثاء عن قلقه ازاء تزايد مظاهر زعزعة الاستقرار في هضبة الجولان بسبب ضعف النظام السوري.
في تركيا، اعلن المركز التركي للتعامل مع حالات الأزمة امس ان اكثر من الفي سوري فروا من اعمال العنف في بلادهم إلى تركيا خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما رفع عددهم إلى اكثر من 26 الف لاجئ منذ بداية الازمة.