بريد القراء
بلد متعدد الحضارات
تاريخ النشر : الأربعاء ٦ يونيو ٢٠١٢
كان الرئيس المصري السابق مبارك قائدا للطيران المصري أثناء حرب أكتوبر 1973 وقد قال عنه الرئيس السادات انه عمل انجازا عظيما من خلال الضربة الجوية الأولى في الحرب حيث قام بتركيب صواريخ على طائرات التدريب وأشركها بالقتال مما يبين روح المغامرة في مبارك آنذاك. ثم عين السادات مبارك نائبا له وكلفه بمهام غامضة منها عملية سفاري الخاصة بتشكيل قوة عسكرية ذات مهام وخاصة ومبهمة مما يؤكد روح المغامرة في عقل وتفكير مبارك. وبعد اغتيال السادات تسلم مبارك السلطة حيث بدأ عهده بإطلاق سراح معتقلي سبتمبر السياسيين وفتح صفحة جديدة مع القوى السياسية في مصر. كل ذلك بدا واعدا للشعب المصري لكن ما إن بدأ حكم مبارك حتى تكشفت شخصية مبارك المهزوزة حيث بدأت السياسات الاقتصادية العشوائية لتفكيك القطاع العام وبيعه بأبخس الأثمان وانتشرت المحسوبية ببيع الأراضي الزراعية والمستصلحة بثمن زهيد وتراكمت الديون ودفع خدمة الدين مما تسبب بتآكل الاقتصاد المصري وتعويم العملة الوطنية وأصبحت قوانين الانفتاح سداح مداح فعلا كما وصفه المثقفون المصريون ولم ينقذ الاقتصاد المصري المتردي سوى حرب الكويت عام 1990 وقد كانت فرصة حقيقية للبدء من جديد بعد إسقاط الديون العسكرية عن مصر إلا أن انتشار الفساد والمحسوبية من أقارب ومعارف الرئيس وخاصة أبناءه ثم جاءت قصة التوريث لجمال ابن الرئيس كضربة للشعب المصري وتكريس الملكية المطلقة في بلد جمهوري. أخيرا ذكر الكاتب الكبير هيكل ان مبارك سئل عن التوريث فغضب قائلا: «يا شيخ توريث إيه دي بقت خرابة» فالسؤال هنا من جعل مصر البلد العريق بحضاراته المتعددة خرابة؟
إبراهيم الصباح