الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بريد القراء


الطائر العربي.. والبحث عن الحرية

تاريخ النشر : الأربعاء ٦ يونيو ٢٠١٢



عندما يفرض على طائر ما العيش في قفص 30 سنة أو 40 سنة.. يبقى للطائر حلم وهو الحرية.. على الرغم من المشرب والمأكل متوافر وبانتظام. فالطائر في القفص يرى ان هناك طيورا خارج القفص تطير بحرية وتغرد أو تزقزق بفرح وسعادة.. فتتضاعف لدى الطائر تلك الرغبة في الهروب والانطلاق في الفضاء الواسع.. وعندما يفتح باب القفص ينطلق وبسرعة خارجه وهو في نشوة الحرية.. ولكن يصاب بعضل في جناحية ويتعثر فيصطدم بالجدار تارة وبالنافذة الزجاجية تارة أخرى وبالباب المغلق تارة ثالثة وذلك بسبب طول المكوث في القفص.. فإن كان محظوظا وجد فسحة فأطلق جناحية للفضاء الواسع.. على الرغم من الألم بسبب تلك الارتطامات والاصطدام فإنه تحملها في سبيل الحرية.. على الرغم من وجوده في فضاء بلا حدود فإنه وقع في حيرة من أمره.. وتساءل إلى أين يتجه..؟! في الخارج «الفضاء الواسع» هناك الغربان وهناك القطط وهناك الكواسر من الطيور.
في ظل هذه الأوضاع التشاؤمية والغريبة.. البعض قد يعيد حساباته.. البعض قد يفكر في العودة إلى القفص.. على الرغم من العبودية والقيود فإنه مكان آمن محصن ضد الغربان والقطط والكواسر من الطيور,
كل منا ينشد التغيير.. بالرغم من أن كل تغيير له حساباته الخاصة من ظروف وتبعات.. البعض الآخر لا يقبل به بسبب الخوف.. ولكونه رحلة إلى المجهول.. فالديمقراطية مثلا.. يكاد الجميع يطالب بها.. ولكن هناك إشكالية في تعريف مفهومها اللغوي أو السياسي.. أو الثقافي.. على الرغم من إن الدين الإسلامي يمثلها عقائديا ودستوريا.. وهو بمفهوم العدالة الشامل ومفهوم العلاقة بين الحاكم والمحكوم.. إلا إن الكثير من الدول الإسلامية تفضل مفهوم الديمقراطية «كل بحسب تفسيراته» بالطبع..!! على الإسلام الذي يحد من صلاحية الحاكم من الاستعباد «الطاعة العمياء للحاكم» من تحقيق استغلال المال العام لمصالحه الخاصة أو الشخصية.
في مصر وليبيا وتونس واليمن والدول «الملكية أو الجمهورية» والتي علي قائمة الانتظار عند باب التغيير قد تكون الأوضاع السياسية فيها متفاوتة ولكنها متطابقة لوجود ممثلين للاستبداد واستغلال السلطة وسرقة المال العام أو بمعنى آخر «الدكتاتورية».
في مصر العروبة بالرغم من الوعي السياسي لشعبها الكريم فإن هناك الكثير ممن كانوا يقتاتون على موائد النظام المخلوع ومن يجدون الحكم الفاسد مجالا رحبا وخاصة من أصحاب النفوذ للسرقة والرشوة ونشر الرذيلة..!! سواء كانوا من قوى داخلية المتمثلة في «الأحزاب الموالية» أو خارجية «مثل أمريكا والكيان الصهيوني أو التي غالبا ما تقبع تحت عباءة حقوق الإنسان أو ما يسمى بالحقوق المدنية والتي كانت تقوم بالتمويل غير المشروع للجمعيات» مؤسسات المجتمع المدني «والأحزاب في مصر فمن بضعة أسابيع كان من المتوقع محاكمة هذه المؤسسات الخارجية» الأمريكية «على الرغم من صدور الأمر من قبل النيابة العامة فإنهم غادروا وعن طريق المطار وبطائرة خاصة لم يتم التصريح لها بالهبوط مسبقا». قمة الفساد.. من المؤكد ان من على شاكلتهم ليس في صالحهم تغيير النظام الفاسد فقد كان مصدر رزق ونفوذ.
خالد قمبر