الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بريد القراء


معزة الحفيد

تاريخ النشر : الأربعاء ٦ يونيو ٢٠١٢



استغربت من منظر حدث في ليلة شتوية شديدة البرودة، أم تحمل طفلها الرضيع وهو يبكي بطريقة غريبة ومتواصلة ومن دون توقف وبصوت يجرح قلب كل من يسمعه وفي مقدمتهم نفسي ويستنتج من هذا البكاء أن هناك أمرا ما يعانيه هذا الطفل ولا يستطيع التعبير عنه إلا بالبكاء الشديد وإنه لا يستطيع أن يخبرنا بما يشعر به من ألم لأنه مازال طفلا رضيعا.
إن هذا ليس بغريب عن جميع الأطفال في هذه المرحلة من العمر، الأم بدت عليها علامات الخوف على رضيعها ودموعها واضحة في عينيها التي لا تستطيع أن تخفيها ولا تعرف كيف تتصرف، وقفت برهة من الزمن محتارة كيف تتصرف حاولت أن تهدئ من بكائه فلم تنجح، وبدأ الجميع يحمله على أمل أن يتوقف عن البكاء ولم ينجحوا أيضا، وفي هذه الأثناء جلس الجد يراقب الموقف بخوف وقلق فهو الجد الحنون المحب لأحفاده والذي يؤلمه رؤية أي مكروه يحصل لهم وكان أيضا يراقب ابنته من بعيد وهو قلق عليهم جميعا ولم يكن يتحمل مشاهدة منظر ابنته ولا سماع بكاء حفيده المتواصل، هذا الجد الذي أحب أبناءه وأحفاده حبا كبيرا رجعت به السنين عندما كان أبا لهذه الأم الحنون العطوف على ابنها ويتذكر كيف إنه يحب أبناءه ويخاف عليهم ويبكي عندما يبكون، أصبح هذا الجد متوتر الأعصاب من شدة الخوف على حفيده العزيز على قلبه وبدأ يصرخ ويقول فلنأخذه إلى أقرب مستشفى فإن طفلنا يعاني من الآلام وأنا لا أستطيع أن أتحمل بكاءه، وفي الحال ذهبت الأم بالطفل إلى المستشفى ووقف الجد عند باب المنزل ينتظر رجوع الأم مع طفلها من المستشفى، وبعد ساعات رجعت الأم بطفلها وهو بخير بعد أن كشف الطبيب عليه وأعطاه العلاج المناسب وعاد إلى صحته الطبيعية وقد رقص الجد من شدة الفرح.
عندما يولد للعائلة أحفاد فإنهم يكونون أعز من الأولاد وقد صدق المثل القائل «أعز من الولد ولد الولد».
حفظ الله جميع أبناء المسلمين وأحفادهم.
صالح بن علي