أخبار البحرين
المستشار آل بن علي:
قول وزير الداخلية بالتصدي للإرهاب بالقانون.. ليس إرهابا
تاريخ النشر : الخميس ٧ يونيو ٢٠١٢
ذكر المستشار محمد بن أحمد آل بن علي الأكاديمي في القانون الدستوري والعلوم السياسية أن حوار الشفافية الذي أجراه رئيس تحرير «أخبار الخليج» الأستاذ أنور عبدالرحمن مع وزير الداخلية معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة له دلالات كثيرة يجب التمعن فيها, لا على المستوى الأمني والحقوقي في البحرين وإنما على مستوى المسئولية الأمنية والحقوقية في كل دول العالم الديمقراطية.. وهذا ما يجب الوقوف عنده وخاصة ما ذهب إليه وزير الداخلية في تلك المقابلة إذ قال «لا نعالج الإرهاب بالإرهاب.. وإنما بتطبيق القانون».. لهذه العبارة تفسيرات كثيرة في قلب الوزير, كما هي في نفس يعقوب.. فنحن دولة قانون ومؤسسات دستورية تستوجب احترام القانون الداخلي والدولي.. ومنها أن واجبنا الأمني يتطلب منا احترام القانون الداخلي, أي قانون غير استثنائي, وإنما قانون العقوبات فقط وليس تطبيقا لقوانين استثنائية كقانون السلامة الوطنية أو لوائح الضبط البوليسية.. وهذا واضح في أن لسان وزير الداخلية قانوني يحمل كل الضمانات الدستورية والدولية في حفظ الأمن العام في الظروف العادية, أي أن حفظ الأمن العام في خطة الرمادي وفق القانون الداخلي وحقوق الإنسان.. ومن ذلك تصريح الوزير بأن رجال الأمن لا يدافعون عن إرهاب يوجه إليهم فقط وإنما يواجهون ذلك الإرهاب في إطار مسئوليتهم في حفظ الأمن العام للمواطنين والمقيمين والزائرين والممتلكات العامة والخاص, وهذا يعني أن منهج الوزير يكمن في تطبيق القانون ضد الإرهاب وليس إرهاب الآخرين.
أما تصريح الوزير الذي في نفس يعقوب.. فهذا يعني أنه يريد توصيل رسالة إلى الإرهابيين مرادها أنه لن ينفعكم أحد من الخارج أو من الداخل إذا استمر الإرهاب الذي يمارس في حق الآمنين وفي حق الوطن.. كما يقول إن أمريكا وأوروبا بعد أحداث 11 سبتمبر عالجت الإرهاب بالإرهاب داخل دولها وفي الخارج حينما عجز القانون عن حفظ الأمن العام في تلك الدول من الإرهاب.. يبدو أن رسالة وزير الداخلية ضبابية للقيادات الدينية والسياسية التي ترعى العنف والإرهاب بتعمد.. ويكفيني أن أضع قول وزير الداخلية بين قوسين (فكيف نفرط في سيادتنا وعروبتنا اللتين ضحينا من أجلهما وخضنا بسببها المعارك والصراعات).. ومعنى كل ذلك أنه يتوجب علينا أن نعالج الإرهاب بالإرهاب وفقا لقول الله تعالى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».. فاحذروا ما في قلب وزير الداخلية «قلب يعقوب» فإذا كان إرهابكم يعني إرباك الدولة الدستورية التي يشهد العالم لها.. سوف تجدون رباط الخيل وهذه هي قراءتي الخاصة لهذا الحوار المهم.