الجريدة اليومية الأولى في البحرين


قضايا و آراء


جمعيات التأزيم ومصير الوطن

تاريخ النشر : الخميس ٧ يونيو ٢٠١٢



هل صحيح أن هنالك من يريد أن يستمر في خيانة الوطن ويتحمل وزر السلبيات وفرضها بشكل قسري حتى الآن؟
نسأل هذا السؤال ليس من باب الجهل مع علمنا بمن يدفع بالمزيد من التأزيم حفاظا على منجزاته للجهات الأجنبية، ويغالي في الثناء حين يتكلم عن الوطنية، وتراه يسهر الليل لا يذكر البحرين في تغريداته (التويترية) إلا بالأرض الفارسية، فواعجبا للعقول التي تحمل الحقد على البحرين لاتزال تتربع على وشاح التصدر والتميز السلبيين، ولعل القارئ لم يكن ليسمع في يوم عن التميز السلبي الذي هو السقوط الخلقي والتلبس بلبس الأباليس المتعجرفة في وحل التعاسة، منعت عقولهم نسمات الرضا من أن تصنع لذواتهم قوة الإدراك والتقبل، وجارت أفئدتهم تسعى إلى نيل التقوس والتغربل، يا فئات قادتكم الضغينة، كفاكم العزيمة لتخريب الوطن وتشويه سمعة البحرين، نحن نؤمن بأننا ننعم بأجمل القيم والمبادئ التي تمكننا من قيادة العالم نحو التقدم والازدهار، ونؤمن بأن لنا قيادة حكيمة رشيدة تثمن الأخيار، ونؤمن بأن البحرين خير في خير بحكم آل خليفة.
إلى القلوب المريضة المحرضة البغيضة، البحرين تحتاج إلى أوفياء يحملون الوطنية من دون عناء، فالوطن يجمع الجميع بلا استثناء، بقيادة ملك المحبة والوفاء، صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ينبوع النماء، البحرين محروسة بالعطاء في ظل صاحب اليد البيضاء، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وليد السخاء، البحرين مباركة في ظل صاحب القول البنّاء ، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة شعلة الضياء، البحرين مملكة الوئام والسابقة في حكم الانسجام.
ومن هنا نستغرب ممارسات تهدف لتضييع حقوق الإنسان، ولاتزال تطالب بقلب النظام، تصريحات همجية تتوالى بشراسة لتفتك بالوطن من دون أن تكون مسئولة عما تقول، وعلى سبيل المثال ما إن أعلنت وزارة الداخلية وفاة أحد الموقوفين حتى باشر أحد قياديي الإرهاب في جمعية الوفاق النيل من سمعة البحرين في قناة العالم وبشكل مباشر إعلان المتوفى شهيدا ضمن سلسلة الشهادات المقدمة بالشهادة لمن يموت تحت وصايتها.
الغريب مواصلة وتفنن في تشويه سمعة البحرين، فإلى حساب من؟ وعلى حساب من؟ هذه البحرين، ألم يأن أن تنكسر ضمائركم الملوثة بتلويث الوطن؟ فالمواطن اليوم يشكو من ظلمكم وبغضكم وبعدكم عن جادة الطريق.
هنالك حملات كثيرة من أجل ضرب الاقتصاد البحريني بعدما تعافى خلال الفترة الماضية بالخصوص بعد محاسبة بعض وجوه الإجرام بالقانون وكشف الأقنعة الكثيرة التي تقف خلفهم، ونحن بدورنا كمواطنين نشد على يد وزير الداخلية بالمزيد من ضبط النظام والحفاظ على الأمن، وندعم كل خطوات الإصلاح ومن يتقدمه، وندعم كل القوى العاملة من شرفاء البحرين من أجل البحرين، هنالك من يريد إعادة الوضع إلى الوراء وخلط الأوراق من جديد وسوف يخسر.
إن جهودنا متضافرة، وقوتنا بالعزم أن نمضي حماة للوطن بكل طلاقة وشرف، لا نسأم، ونعلنها مرات ونكررها إن البحرين أرض الطيبين وليس لغيرهم مكان فيها، المستقبل لا تتحكم في رسمه عقول جوفاء وقلوب صماء، ولا يرسم للبحرين طريقها من يحمل الوهم ويريد غربلتها بالغم.
في مادة علمية أشار بعض الدراسات إلى وجود مادة هلامية ذات صبغة داكنة ترسل عبر الجهاز الهضمي إلى الدماغ لتشويهه، فيصبح ضعيف التفكير بسبب التحريض وكثرة الكلام المسيء ومنها الكذب والتشويه، ومنها البغض والكره، ومنها الأفكار الهدامة، يتسبب في تشكيلها الجو المكتئب والحراك الغائب عن البصيرة والنظرة الثاقبة.
هكذا تستغل جمعيات التأزيم عقول شبابنا وقلوبهم من أجل السيطرة على كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة في جعلهم بأجواء العتامة والظلام، وقلب الحقائق لهم، وسلبهم القدرة على اتخاذ القرار، منعا منهم لأن يصلوا إلى الواقع الذي هم فيه، وما أغلب من سجنوا وندموا وعلموا بعد فوات الأوان أن لحاقهم بفئات التأزيم لم يجلب لهم سوى التعاسة والشقاء.
ينعمون في أجواء المظلومية والمحرومية، يطالبون بالحرية والديمقراطية، ويمارسون التعصب والتطرف، وتنصب كياناتهم على الوصاية والجبر.
هكذا عهدنا فئات التأزيم في الوطن، لا غلبة لهم إلا بتفصيل الفتوى، ولا قوة لهم إلا بجبر النساء على الخروج من بيوتاته ليكن كبش فداء لهم والأطفال بلا رحمة ولا شفقة.
ومع المزيد من التأزيم سيشهد الغد أفعال إرهاب قد تمتد إلى أكثر المناطق البحرينية، وندعو الله أن يحرس أبناء الوطن من رجال الأمن المرابطين للحفاظ على أمن الوطن وأن يسلمهم من كيد هذه الثلة المغرر بها للنيل من حرمة البحرين.
في الوقت ذاته نُحمل المسئولية كما حمّلناها من قبل رقاب من يقف وراءهم ويدعمهم ولو بالكلمة ولو بالتأكيد والتأكيد، إننا نمر في منعطف خطر بانت معالمه الآن وعلى صوت العقل أن يعلو ويرفض هذه الأفعال المشينة، والبدع المهينة إلى سمعة الوطن والوطنية والانتماء، حان الوقت لتعود القلوب صافية متنعمة بنعمة الفهم والإدراك، مشددين على رفضنا كل ما يمس الوطن وسمعته وقيادته.
حفظ الله البحرين.