الرياضة
هامرين المدافع الذي يعشق الكرة الهجومية
تاريخ النشر : الخميس ٧ يونيو ٢٠١٢
ستوكهولم - أ ف ب: تلقى اريك هامرين إشادات عدة منذ استلامه مهمة تدريب منتخب السويد لكرة القدم، نظرا لاعتماده النفس الهجومي خلافا لسلفه لارس لاغرباك. عجزت السويد عن التأهل إلى نهائيات كأس العام 2010، فعاشت الجماهير ووسائل الإعلام مرحلة من القلق، إذ لم تفشل السويد فقط بالتأهل إلى مسابقة كبرى للمرة الأولى منذ نحو 20 عاماً، لكنها حرمت عشاقها من الاستمتاع باللعب الجميل. لم تكن نظرة لاغرباك الدفاعية شعبية، فانتظر السويديون فلسفة مغايرة لتلك، والأسوأ من ذلك أن النجم الأول في البلاد الهداف زلاتان إبراهيموفيتش أعلن اعتزاله الدولي آنذاك. جاء هامرين (54 عاماً) وجلب معه ثورة تغييرية صغيرة، أولاً بإقناع إبراهيموفيتش بالعودة عن اعتزاله قبل أن يبدأ، واعدا هداف ميلان الإيطالي بتغييرات هجومية في الفريق.
لم يعد «إبرا» معزولاً ومحبطاً في المقدمة، فنجح في إظهار مهارته مسكتا الانتقادات التي اتهمته بأنه غير قادر في البروز على الساحة الكبرى. خرج اللاعبون ذات العقلية الدفاعية، وجاء أصحاب النشاط مع رغبة التقدم إلى الإمام.
كان هامرين جريئاً وصريحاً، خلافا للاغرباك الذي تصارع مع وسائل الإعلام وتميزت علاقتهما بغياب الثقة، ما تسبب بضجة عندما أعلن أن فريقه سيهاجم ويحاول السيطرة على الكرة عندما يواجه هولندا في تصفيات كأس أوروبا 2012. لم تنجح خطته، فخسر 1-2 في أمستردام، لكن السويد قطعت مرحلة مختلفة من خلال أسلوبها الهجومي. خدمتهم هذه الطريقة، ففازوا بجميع مبارياتهم باستثناء واحدة، حتى أنهم هزموا هولندا في آخر مباريات المجموعة فتأهلوا مباشرة إلى النهائيات كأفضل وصيف في التصفيات.
قد يكون اسم هامرين مجهولاً خارج اسكندينافية، وخصوصا أن مسيرته كلاعب كانت متواضعة، لكنه استمتع بنجاحات متعددة. أحرز لقب الدوري النرويجي مرتين مع روزنبورغ عامي 2009 و2010، لقب الدوري الدنماركي مع البورغ عام 2008، وثلاث مرات لقب الكأس في السويد مع أيك ستوكهولم عامي 1996 و1997 واورغريت عام 2000.
ثلاثة ألقاب وثلاث كؤوس في ثلاث دول مختلفة هو إثبات على علو كعب المدرب الذي اختير أيضاً مدرب العام في الدنمارك والنرويج. وفي وقت أصبح معروفا لمقاربته الايجابية على ارض الملعب، لا يزال هامرين براغماتيا، مدركا انه ضد فرنسا وانكلترا وأوكرانيا المضيفة، سيكون عقيما التفكير بالقضاء على أخصامه. قال هامرين مؤخراً للصحافة السويدية: «يجب أن نكون واقعيين ونقبل فكرة مواجهة أفضل الفرق في أوروبا، ما يصعب الأمور على بلد صغير كالسويد». وتابع: «سنلعب للفوز، وسنقوم بذلك بفلسفة هجومية ايجابية. لكن ذلك يتوقف على مدى قوة الفرق التي سنواجهها». قد تكمن قوة هامرين بقدرته في إقناع لاعبيه بالفوز على أي فريق خصم، لكن المحطة القارية المقبلة ستكون بالغة الصعوبة كونه سيواجه منتخبات من العيار الثقيل ابتداء من الدور الأول.