عربية ودولية
بانيتا: الهند محور في الاستراتيجية الأمريكية في آسيا
تاريخ النشر : الخميس ٧ يونيو ٢٠١٢
نيودلهي - (ا ف ب): دعا وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أمس الاربعاء في الهند إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مجال الدفاع معتبرا ان نيودلهي تشكل «محورا» في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية الجديدة التي تركز على آسيا. وأكد بانيتا ان الروابط العسكرية تحسنت بشكل واضح خلال العقد الاخير لكن ينبغي بذل مزيد من الجهود لكي تحتفظ القوتان بـ«طرق» الاقتصاد العالمي في المحيط الهندي وغرب المحيط الهادئ. وقال سيد البنتاجون في خطاب ألقاه في معهد الدراسات والابحاث الدفاعية في نيودلهي «لكي تضمن هذه العلاقة فعلا الامن لهذه المنطقة والعالم، علينا تعميق تعاوننا في مجال الدفاع»، مضيفا «لذلك جئت إلى الهند».
وتابع «ان دولتينا بدأتا بشكل لا رجعة فيه فصلا جديدا في تاريخنا» بعد تخطي الريبة المنبثقة عن فترة الحرب الباردة. لكنه راى ان العلاقات الثنائية «يمكن بل يجب ان تكون اكثر استراتيجية واكثر براجماتية».
واوضح ان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تهدف إلى «توسيع شراكاتنا العسكرية وحضورنا في القوس الذي يمتد من غرب المحيط الهادئ وشرق آسيا إلى منطقة المحيط الهندي وجنوب آسيا». وأكد أن «التعاون في مجال الدفاع مع الهند يشكل محورا في هذه الاستراتيجية».
ودعا بانيتا ايضا إلى بذل مزيد من الجهود في الابحاث وزيادة التمارين العسكرية، كما دعا البلدين إلى التفكير في المشاكل القانونية التي تطرحها الحرب المعلوماتية والتسلح الفضائي. وقد وصل وزير الدفاع الأمريكي يوم الثلاثاء إلى العاصمة الفيدرالية الهندية في إطار جولة في آسيا تعكس تحولا في استراتيجية واشنطن للتركيز على هذه المنطقة. ويعتبر هذا التغيير وسيلة لمراقبة الدور المتنامي للصين في المنطقة وبخاصة في جنوب بحر الصين، ومن خلال تعزيز الدبلوماسية الأمريكية لدى دول اصغر تواجه خلافات جغرافية مع الصين.
وفي هذا الاطار، تعتبر واشنطن الهند بمثابة ثقل مواز لبكين حتى وان كانت التصريحات الرسمية تشدد على ان الاستراتيجية الجديدة لا تتحدى ولا تستبعد الصين.
وتحدث بانيتا اثناء اجتماع مع وزير الدفاع الهندي ا.ك. انتوني عن انسحاب القوات العسكرية التابعة لحلف شمال الاطلسي من افغانستان بحلول نهاية 2014 كما هو مقرر، وكذلك تعزيز تجارة الاسلحة مع الهند والتعاون الثنائي في مجال التدريب العسكري. واضاف: «اناشد القادة الهنود مواصلة دعم افغانستان عبر التجارة والاستثمار واعادة الاعمار ومساعدة قوات الامن الافغانية».
وغداة مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ابويحيى الليبي في غارة لطائرة من دون طيار في باكستان، اقر بأن نيودلهي وواشنطن تصطدمان بصعوبات مع اسلام اباد. وأكد بانيتا مقتل ابويحيى الليبي الذي فر من سجن أمريكي في افغانستان ونجا من محاولات اغتيال عدة. وابويحيى الليبي الذي يعتبر من ابرز قياديي القاعدة ظهر مرارا في اشرطة فيديو للتنظيم في السنوات الماضية. وقال «ان علاقاتنا مع باكستان معقدة لكن علينا العمل لتحسينها»، مشيرا إلى ان «الهند والولايات المتحدة بحاجة إلى الاستمرار في التعامل مع باكستان لتذليل خلافاتنا معها لجعل منطقة شرق اسيا آمنة ومزدهرة».
واكد بانيتا ان الولايات المتحدة ستواصل شنّ غارات على عناصر القاعدة في باكستان. وردا على سؤال حول مواصلة قصف طائرات امريكية من دون طيار لاهداف في باكستان «كنا في غاية الوضوح باننا سنستمر في الدفاع عن انفسنا».
واضاف «ان الامر يتعلق ايضا بسيادتنا»، موضحا ان ناشطي القاعدة الذين خططوا لتنفيذ اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة موجودون في المناطق القبلية في باكستان. ولفت إلى ان «القادة الذين شاركوا في التخطيط لهذا الهجوم موجودون في باكستان، في المناطق القبلية». وفي ما يتعلق ببيع أسلحة للهند التي جعلت من الولايات المتحدة احد ابرز مزوديها مع مبيعات بقيمة 8,5 مليارات دولار منذ 2001 (بحسب ارقام البنتاجون)، اعتبر بانيتا ان على البلدين ازالة الحواجز الادارية التي تكبح المشتريات ونقل التكنولوجيا.