هزيمة أم نكسة؟!
 تاريخ النشر : الجمعة ٨ يونيو ٢٠١٢
بعد العدوان الإسرائيلي على مصر في ٥ يونيو ١٩٦٧ وضرب جميع المطارات العسكرية واحتلال صحراء سيناء التي تشكل ثلث مساحة مصر تقريبا أحس الرئيس عبدالناصر بفقدان شرعيته نتيجة الهزيمة العسكرية الكارثية التي مني بها ويروي بعض المؤرخين أن عبدالناصر وضع كلمة «هزيمة» في خطاب التنحي فإن الكلمة قد استبدلت في اللحظات الأخيرة قبل إلقاء الخطاب المتلفز آنذاك من قبل الكاتب الصحفي والصديق المقرب لعبدالناصر محمد حسنين هيكل إلى كلمة أخف وطئا هي «النكسة» وهي كلمة قد تعني هزيمة لكن عند البحث في المعجم العربي نجد أن من المعاني العربية للنكسة هي عودة السقم إلى المرء بعد شفائه منه وإسقاط تلك الكلمة على واقع مصر آنذاك لا يمثل الحقيقة فهي هزيمة وليست نكسة.
قد يكون العدوان الثلاثي عام ١٩٥٨ نكسة حيث إن الهزيمة العسكرية التي منيت بها مصر انتهت بنصر سياسي تمثل في احتفاظ مصر بقناة السويس وانسحاب القوات البريطانية والفرنسية من منطقة القناة وانسحاب إسرائيل من سيناء فإن القيادة السياسية المصرية لم تقم بإصلاح القيادة العسكرية وأبقت عليها تحت قيادة المشير عبدالحكيم عامر بل وأسندت إليه مهام سياسية أخرى كقيادة سوريا أثناء الوحدة عام ١٩٥٨ ولجنة تصفية الإقطاع سيئة السمعة عام ١٩٦٥. إذا فقد بقيت مصر عبدالناصر على سقمها العسكري بتورط الجيش في السياسة ولم تشف منه وبان عليها السقم العسكري بهزيمة عام ٦٧ ومن هنا نستخلص أنها لم تكن نكسة فما حدث في صباح ٥ يونيو ٦٧ هو في الحقيقة هزيمة سياسية لم تغادر سقما عسكريا.
إبراهيم الصباح
.