المال و الاقتصاد
رحب بتوجه الشركات العائلية إلى الإدراج في البورصة - خالد كانو:
النمو والتطور يتطلبان تحولا في فكر الشركات وإدراكا للمتغيرات والتحديات
تاريخ النشر : الجمعة ٨ يونيو ٢٠١٢
رحب رئيس الجمعية البحرينية للشركات العائلية رجل الأعمال الوجيه خالد محمد كانو بتوجه شركات عائلية في البحرين للإدراج في البورصة، وقال إن تصريح رئيس مجلس إدارة شركة بورصة البحرين عن هذا التوجه قبل أيام يعني تحولا في فكر هذه الشركات وإدراك أصحابها لطبيعة وحجم المتغيرات والتحديات ولمتطلبات استقرارها ونموها وتعزيز قدراتها وتنافسيتها.
وأضاف انه من الداعين والمؤيدين للإقدام على هذه الخطوة، وانه يحث الشركات العائلية على مستوى البحرين ودول المنطقة على المضي في هذا التوجه، منوها بعدة تجارب ناجحة في هذا الصدد كانت تنشد النمو والتطور في عالم سريع التغير ويتصف بالتكنولوجيا الجديدة والمنافسين الجدد والسلوكات الجديدة والأساليب الإدارية الأكثر احترافية، واستراتيجيات عمل جديدة.
واستطرد خالد كانو قائلا: ان هناك العديد من الشركات العائلية في المنطقة تقتضي ظروفها او طموحاتها ومشاريعها المستقبلية والرغبة في تقوية أوضاعها ان تتجه لتوسيع قاعدة ملاكها عبر التحول إلى شركات مساهمة عامة او حتى مقفلة، وقال إن بعض هذه الشركات وصلت إلى الجيل الثالث من أبنائها وباتت في وضع حرج، ومنها ما حدث فيها انفصال وطلاق بين الابناء والورثة، وبعض حالات الانفصال كان سهلا وحضاريا وأحيانا أخرى بشعا وحزينا وباعثا على الأسى، مما أدى إلى فقدان هذه الشركات لمكانتها وإرثها ومجدها وسمعتها وامتيازاتها التجارية من وكالات وأصول، والحقيقة ان الخاسر الأكبر هو الاقتصاد.
ويشير رئيس الجمعية البحرينية الى الشركات العائلية إلى ان هناك شركات عائلية كبرى تطورت تاريخية لا تجد ان هناك حاجة الى الاقدام على خطوة التحول إلى شركات مساهمة وانها تمتلك من القدرات والمقومات المالية والإدارية والتخطيطية ما يؤهلها اللتوسع الرأسي والأفقي، ولها مكانتها ووضعها المرموق، وتتبع اساليب إدارية محترفة واستراتيجيات عمل فاعلة، ولذلك نجد استقرارا وديمومة ونموا لهذه الشركات، بخلاف تلك الشركات العائلية التي تعاني من التنافس على الإدارة والملكية والسلطة والخلافة وتعاني من ترتيب انتقال الإدارة بين الاجيال مما قد يؤدي إلى تفكك واندثار هذه الشركات التي بحسب الدراسات لن تكون قادرة على الاستمرار بعد الجيل الثالث.
وأكد خالد كانو ان المرحلة الراهنة والمقبلة مليئة بالتغيرات والتحديات مما يتطلب ان تتحرك الشركات العائلية لإيجاد كل ما يقوى أوضاعها ويضمن استمرارها من خلال نماذج تواكب المستجدات وتمكن من مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية والتي تلقى بظلالها على أوضاع شركاتنا العائلية وتعرض كثير منها للمخاطر.
وأضاف خالد كانو قائلا: انه اصبح من الضروري على الكثير من الشركات العائلية في المنطقة بوجه عام ان تبحث في دخول مرحلة جديدة من النمو والتوسع وتقوية أوضاعها عن طريق اتخاذ قرارات تخدم مصالحها انسجاما مع ما تقتضيه مصالحها في المرحلة الراهنة والمقبلة عبر التحول إلى شركات مساهمة عامة، وانه بالنسبة للبحرين وفي ظل السياسات والتوجهات الاقتصادية وخاصة التي تمثلت في القرارات التي تسهل وتشجع شركاتنا العائلية التي تمتلك مقومات التحول من حيث الاداء والربحية والإدارة والرؤية الاستراتيجية الواضحة، واعتقد ان هذه الشركات وخاصة التي تمتلك ما يقرب من عشرة ملايين دينار كرأسمال عليها ان تبدي اهتماما في بحث تغيير هيكليتها بالتحول إلى شركة مساهمة عامة حتي تقوي من أوضاعها وتعزز من تنافسيتها وتنتقل من كونها شركة عائلية صغيرة او متوسطة إلى شركة كبيرة وعلى هذه الشركات النظر في المضي بهذا الاتجاه لتحقيق ما تنشده من نمو وتطوير ومراعاة التوافق مع ما يقتضيه قانون الشركات لسنة 2001 (المادة 21)، من الشروط واللوائح الداخلية الصادرة بهذا الخصوص تحت المادة (39) من قبل بورصة البحرين وتماشياً كذلك مع متطلبات الجهات الرسمية الاخرى والتمعن فيما تقتضيه المستجدات والمتغيرات.
ومن جانب آخر قال خالد كانو ان الجمعية البحرينية للشركات العائلية تعكف على وضع اللمسات الاخيرة لعدد من الفعاليات التي تتطرق إلى العديد من المواضيع والقضايا التي تهم الشركات العائلية في البحرين والمنطقة والتي بدأتها بمنتدى الحوكمة والقيادة والارث الذي نظمته في 13 مايو الماضي والذي تحدث فيه الأمير هايزيشن فون ليشتنشياين الذي تطرق إلى تجربته في مجموعته LGT التي تمتاز بالتركيز على القيادة والتعامل مع الإرث والقيم وإدارة الثروة والأصول، وكان منتدى مفيدا حيث اطلع الحضور على هذه التجربة الثرية في إدارة شركة عائلية عالمية مرموقة.
وبيّن كانو اهتمام الجمعية واستمرارها في التعريف بالتجارب الناجحة للشركات العائلية عبر استضافة عدد من كبار رجال وسيدات الأعمال في المنطقة، وغيرها والوقوف على عوامل نجاح هذه التجارب وكيف تواجه التحديات. كما أشار خالد كانو إلى ان الجمعية تتجه لإقامة منتدى يناقش نتائج الدراسة التي أصدرتها الجمعية مؤخرا عن واقع ومستقبل الشركات العائلية في البحرين والتي خلصت إلى نتائج مهمة وبينت التحديات التي تواجه هذه الشركات على المدى البعيد.