عربية ودولية
بانيتا: واشنطن بدأت تفقد صبرها من باكستان لعدم تحركها ضد شبكة حقاني
تاريخ النشر : الجمعة ٨ يونيو ٢٠١٢
كابول - (أ ف ب): حذر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أمس الخميس من ان صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد حيال باكستان لعدم ملاحقتها شبكة حقاني التي تهاجم القوات الأمريكية في افغانستان. وكان بانيتا يتحدث خلال زيارة قصيرة لكابول طغى عليها غضب افغانستان بسبب ضربة جوية قام بها حلف شمال الاطلسي وأدت الى مقتل 18 مدنيا وهي مسألة لم يأت وزير الدفاع الأمريكي على ذكرها خلال مؤتمره الصحفي.
وغادر بانيتا الى المطار بعد ساعات الى وصوله فيما تعهد الرئيس الافغاني حميد قرضاي باختصار زيارته لبكين والعودة الى البلاد اثر مقتل حوالى 40 مدنيا يوم الاربعاء في ضربة جوية وفي تفجير انتحاري.
وبانيتا الذي زار كابول لتقييم وضع الحرب والمخططات لسحب القوات الأمريكية المقاتلة بحلول نهاية 2014، هاجم شبكة حقاني وباكستان بسبب تزايد معدل العنف في افغانستان في الاونة الاخيرة.
وشبكة حقاني المرتبطة بحركة طالبان والقاعدة، يعتقد ان مقرها في منطقة القبائل الباكستانية في وزيرستان الشمالية وحملت مسؤولية بعض الهجمات الدموية التي وقعت في افغانستان خلال عشر سنوات من الحرب.
وقال بانيتا في مؤتمر صحفي في كابول ان «وجود ملاذات لشبكة حقاني حتى الان من الجانب الآخر من الحدود (الافغانية) هو مصدر قلق متزايد لنا» مضيفا ان على باكستان «التحرك» ضد الملاذات الآمنة التي تستخدمها شبكة حقاني في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان. وأضاف في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الدفاع الافغاني عبدالرحيم ورداك ان «صبرنا بدأ ينفد».
وتقول الحكومتان الافغانية والأمريكية ان الحرب في افغانستان لا يمكن كسبها بدون تفكيك الملاذات الامنة في باكستان. في المقابل يقول البعض في باكستان انهما تسعيان عبر ذلك الى تحويل الانظار عن المسؤولية في الحرب.
وتقود الولايات المتحدة قوة قوامها 130 ألف عنصر من حلف شمال الاطلسي تقوم بمحاربة تمرد طالبان وتعتزم سحب القسم الاكبر من قواتها القتالية من افغانستان بحلول نهاية 2014 وان تسلم المسؤولية الامنية إلى الافغان.
وقال بانيتا انه خلال المحادثات مع باكستان اوضحت الولايات المتحدة «تكرارا» الحاجة إلى ضرب ناشطي شبكة حقاني. لكن قرضاي الذي يحضر قمة منظمة شنغهاي للتعاون في بكين انتقد بشدة الغرب بسبب مقتل مدنيين في يوم دموي شهدته افغانستان يوم الاربعاء.
وقال قرضاي «هجمات الحلف الاطلسي التي تتسبب بخسائر بشرية ومادية بين المدنيين غير مبررة وغير مقبولة في مطلق الظروف» منددا «بشدة» بالقصف. واعرب قرضاي في البيان عن «حزنه الشديد» لمقتل مدنيين في لوغار وقندهار حيث وقعت عملية انتحارية مزدوجة.
وأوضح البيان ان قرضاي «سيختصر رحلته الى الصين» حيث دعي للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون و«سيعود على وجه السرعة الى البلاد».
وأقرت قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) بانها شنت «عملية قصف محددة» بعدما هاجم متمردون قوات افغانية ومن الحلف الاطلسي بـ«أسلحة خفيفة وقنبلة يدوية». لكنها اعلنت انها ستجري تحقيقا بعدما اعلنت الشرطة المحلية ان 18 مدنيا بينهم نساء واطفال قتلوا في الضربة.
وسقوط ضحايا مدنيين في ضربات امريكية او من قوة حلف شمال الاطلسي كان مصدر توتر متكرر بين قرضاي والولايات المتحدة. وفي السنوات الخمس الماضية سجل عدد المدنيين الذين قتلوا في الحرب ارتفاعا متزايدا وبلغ في 2011 رقما قياسيا هو 3021 غالبيتهم بضربات من متمردين بحسب الامم المتحدة.
وفي الهجوم الانتحاري في قندهار يوم الاربعاء قتل 23 مدنيا حين فجر عنصران من طالبان نفسيهما في سوق ومحطة حافلات قرب قاعدة كبرى للحلف الاطلسي.
وقال بانيتا في خطاب امام القوات الأمريكية في مطار كابول ان الحرب المستمرة منذ عقد اصبحت «على منعطف». وحاول طمأنة الجنود الى ان تضحياتهم لم تذهب سدى، وطمأنة الافغان الى ان انسحاب قوات الاطلسي لا يعني التخلي عنهم.
وقال بانيتا ان القادة الأمريكيين «وضعوا خطة جيدة جدا» وعلى الافغان القلقين من الانسحاب ان يعلموا «اننا لسنا ذاهبين الى اي مكان» في اشارة الى الخطط لابقاء قوة في افغانستان. واضاف ان القوة التي ستبقى بعد الانسحاب في 2014 لا يزال يجب تحديد حجمها وستشمل مكافحة «الارهاب» والتدريب وتقديم الاستشارات. وتابع «لقد فقدنا الكثير من الناس في المعركة، وعلينا التأكد انهم لم يموتوا سدى».