الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


عشرات القتلى في مجزرة جديدة بسوريا والمراقبون يتعرضون لإطلاق نار أثناء توجههم إلى موقعها

تاريخ النشر : الجمعة ٨ يونيو ٢٠١٢



قتل عشرات المدنيين، بينهم نساء واطفال، في مجزرة جديدة وقعت في ريف حماة بوسط سوريا ونددت بها الاسرة الدولية في حين لم يتمكن المراقبون الدوليون من الوصول إلى موقعها الخميس.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ان قافلة من اربع سيارات مصفحة تابعة لمهمة المراقبة الدولية في سوريا تعرضت لاطلاق نار اثناء محاولتها الوصول إلى القبير، فعادت ادراجها من دون ان يصاب اي من افرادها.
ولكن دمشق نفت وقوع مجزرة، مؤكدة ان ما حصل في القبير بوسط البلاد الاربعاء هو «جريمة ارتكبها الارهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والاطفال»، كما نفت منع فريق المراقبين الدوليين من الوصول إلى القبير، واكدت انهم دخلوا إلى البلدة. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا «ان وفدا من فريق المراقبين الدوليين زار مزرعة القبير بريف حماة»، وذلك غداة اعلان المعارضة السورية وحقوقيين مقتل 55 مدنيا في هذه المزرعة.
غير ان الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين قال في بيان الخميس ان وفد المراقبين لم يتمكن بعد من الدخول إلى مزرعة القبير. ولفت مود إلى ان عدة عوامل عرقلت وفد المراقبين الدوليين من الوصول إلى مزرعة القبير من اجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية، مشيرا إلى ان «المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية ويجرى توقيفهم عند حواجز تابعة للجيش السوري وفي بعض الاحيان يعودون ادراجهم، ويجرى توقيف بعض دورياتنا من قبل المدنيين في المنطقة».
وكان التلفزيون السوري الرسمي قد أكد في شريط عاجل نقلا عن مصدر رسمي ان «بعثة المراقبين دخلت إلى مزرعة القبير بريف محردة التي شهدت جريمة ارتكبها الارهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والاطفال».
ونفى المصدر ما تناقله بعض وسائل الاعلام حول منع مراقبي الامم المتحدة من الدخول إلى مزرعة القبير، مؤكدا ان هناك تسهيلات كاملة للمراقبين بحرية التحرك والانتقال إلى اي مكان يختارونه. وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن قد افاد مقتل 55 شخصا على الاقل الاربعاء في مجزرة القبير معظمهم من عائلة واحدة. وقال عبدالرحمن ان «العدد الموثق لدينا بالاسماء حتى الآن هو 49 شخصا غالبيتهم من آل اليتيم»، مشيرا إلى ان من بين القتلى «18 امرأة وطفلا»، لافتا إلى ان ستة قتلى سقطوا امس كذلك في قرية جريجس بالقرب من القبير.
من جهته اعلن المجلس الوطني السوري ان ثمانين مدنيا بينهم 22 طفلا و20 امرأة، قتلوا في القبير، داعيا على لسان الناطق باسمه محمد سرميني «الجيش السوري الحر إلى تصعيد هجماته العسكرية من اجل فك الحصار عن التجمعات السكانية المحاصرة وحماية السوريين في مختلف انحاء البلاد».
من جهته افاد الناشط احمد الاحمد في اتصال مع وكالة فرانس برس عبر سكايب من ريف حماة، ان الناشطين «وثقوا بالاسماء مقتل 78 شخصا نتيجة مجزرة القبير».
وأضاف أن الناشطين لم يتمكنوا من دخول بعض الاحياء بسبب وجود الجيش النظامي فيها. وفي نيويورك اعلن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس ان مراقبي الامم المتحدة تعرضوا «لاطلاق نار من اسلحة خفيفة» اثناء توجههم إلى موقع المجزرة. ولم يشر بان كي مون الذي كان يتحدث امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إلى سقوط جرحى بين المراقبين. لكنه وصف من جهة اخرى المجزرة بأنها «مروعة ومقززة»، مؤكدا ان الرئيس السوري بشار الاسد «فقد كل شرعية».
بدوره عبر المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان عن «اشمئزازه وتنديده» بمجزرة القبير، وقال عنان امام الجمعية العامة للأمم المتحدة «يجب معاقبة المسؤولين، لا يمكن ان نسمح بأن تصبح المجازر واقعا يوميا في سوريا»، مشيرا إلى ان «العنف يتفاقم» في هذا البلد. ودعا المبعوث المجتمع الدولي إلى «رفع مستوى» تدخله و«التحرك بسرعة» لانهاء هذا العنف وحل الازمة السورية. وقال «بكل صراحة، علي ان اؤكد ان الخطة لم تطبق»، مضيفا انه «بديهي القول ان الوقت قد حان لتحديد ما يمكننا القيام به اكثر لضمان تطبيق هذه الخطة والخيارات الاخرى المتوافرة للتعامل مع هذه الازمة»، من دون ان يقدم مقترحات محددة بهذا الشأن.
واذ اشار إلى ان المطالبة بتطبيق خطته ليست كافية، أكد انه «يجب ان نعلن صراحة انه ستكون هناك عواقب اذا لم تطبق الخطة»، مضيفا «اذا تجمعنا حقا وتحدثنا بصوت واحد، فاعتقد انه من الممكن تفادي الاسوأ وتمكين سوريا من الخروج من الازمة».
واثر مجزرة القبير، التي ارتكبت بعد اقل من اسبوعين على مجزرة الحولة اكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون من اسطنبول ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الاسد، معتبرة ان «العنف المدعوم من قبل النظام الذي شهدناه بالامس في حماة امر غير مقبول». وفي اسطنبول، اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية الخميس غداة اجتماع في اسطنبول مع القوى الغربية ودول عربية لتحديد سبل تعزيز الضغط على دمشق واحداث تغيير سياسي في هذا البلد انه «على الاسد ان ينقل سلطته ويغادر سوريا». واضافت كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو ان «العنف المدعوم من قبل النظام الذي شهدناه بالامس في حماة امر غير مقبول».
من جهتها، نددت وزارة الخارجية الروسية الخميس بالمجزرة الجديدة «الهمجية» معتبرة انها «استفزاز» يهدف إلى افشال خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش «ندين بأشد العبارات اعمال العنف الهمجية في منطقة حماة»، مشيرا إلى انه «من الضروري ان تستخدم الاطراف الاجنبية الضالعة في حل القضية السورية نفوذها لدى مجموعات المعارضة المسلحة التي تتناقض انشطتها التي تجددت اخيرا ودعواتها إلى تدخل اجنبي مع خطة عنان».
من ناحيتها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان اجتماع مجموعة «اصدقاء سوريا» الذي اعلن الرئيس فرنسوا هولاند تنظيمه، سيعقد في السادس من يوليو في باريس.
من جهته، دعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني إلى «انتقال سلمي للسلطة في سوريا»، وذلك اثناء محادثات مع هولاند في باريس الخميس.
ميدانيا، تواصلت اعمال العنف الخميس في سوريا حيث قتل 15 شخصا على الاقل بحسب المرصد. وقتل ستة مدنيين بينهم طفلة في محافظة حمص في حين قتل في محافظة حلب مدنيان، واغتيل قاضي الفرد العسكري بمدينة درعا ومساعد اول في القوات النظامية اثر اطلاق الرصاص عليهما امام المحكمة. وفي دمشق وريفها قتل مدنيان، وترافق ذلك مع تحليق طائرات حوامة بسماء المنطقة، بالاضافة إلى اصوات انفجارات في مدينة دوما. وفي محافظة حمص أكد المرصد ان «بلدة تلبيسة تتعرض لقصف من الطائرات الحوامة من قبل القوات النظامية السورية».
وبحسب وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا)، احبطت السلطات السورية فجر الخميس محاولة «تفجير انتحاري» لسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات تقدر بـ700 كلغ في ريف درعا.