الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


السعيدي: ما يحدث في سوريا لا ترضى به أي نفس بشرية

تاريخ النشر : السبت ٩ يونيو ٢٠١٢



تحدث فضيلة الشيخ جاسم السعيدي خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى عن النعم التي أنعم الله بها على عباده وأهمية ووجوب شكره سبحانه وتعالى على هذه النعم بطاعته سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه، مبينا فضيلته وجوب الصدع بالحق والثبات على العقيدة الإسلامية والدفاع عنها ومواجهة أعداء الأمة بدون مجاملات ولا مداهنات على حساب الثوابت الإسلامية ومبادئها، مستعرضا فضيلته ما يخطط له المجرمون ضد المسلمين وما حصل في العراق وما يحصل في سوريا وما وقع علينا في البحرين جراء المؤامرات المخططة التي تستهدف المسلمين في كل بقاع الأرض فكانت البداية في العراق والنهاية في بلاد الحرمين الشريفين، داعيا فضيلته المسئولين الخليجيين إلى اتخاذ المواقف الواضحة والصريحة تجاه المخربين وأعداء الإسلام وعدم مجاملتهم ومداهنتهم وعدم محاربة الأصوات المنادية بالحق والداعية إلى شرع الله وتطبيقه، فهذه نصرة لأعداء الامة وسوف يحاسبون عليها أمام الله عز وجل يوم القيامة، مؤكدا فضيلته أن الله عز وجل ليس بحاجة إلى نصرة من أحد وإنما نحن بحاجة إلى نصرة دين الله عز وجل ابتغاء رضاه سبحانه وتعالى وخوفا من عذابه وطمعا في نعيمه، ومهما حصل فإن العبد المخلص العامل لله لا يضرّه من خذله وليس للإحباط مكان في حياته فهو فائز في كل الحالات وفي كل المعايير.
وتابع فضيلته «إذا أردنا مداهنة الآخرين من أي دولة كانت أو من أي ملّة أو إقليم على حساب ديننا وعقيدتنا فإن الله عز وجل قادر على ذلّنا وبوارنا وقادر على نصرة دينه بدوننا وهو سبحانه ليس في حاجة الينا ونحن في أمس الحاجة اليه عز وجل، وعبرتنا في ذلك عندما جاء جيش أبرهة ليهدم الكعبة وتفرق الناس والقبائل وذهبوا إلى الجبال وقالوا للبيت رب يحميه، فأرسل سبحانه وتعالى الطير الأبابيل دفاعا عن بيت الله، وكذلك دين الله عز وجل فهو سبحانه يحميه إن أراد البعض التنازل والتهاون والمداهنة والخضوع بهذا الدين من أجل أن يعيشوا ويتعايشوا مع أي دين وأي مذهب لمجرد المجاملات حتى ضاعت القيم وضاعت العبادات وأصبح الناس في حيرة بين الحق والباطل، فالذي يجب أن يكون هو أن يعرف الناس الحق والباطل والصدع بالحق والاعتزاز به وعدم المجاملة عليه، كما قال حذيفة رضي الله عنه: عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقّيه ومن لا يعرف الشر من الخير من الناس يقع فيه، فنحن إذا لم نعلم الناس معتقدهم وعقيدتهم ومن يحبهم ومن يكرههم ومن يعطون ومن يمنعون ولم نكشف الحقائق واضحة جلية فهذه طامة ونحن محاسبون أمام الله عز وجل على ذلك، فلا عز لنا إلا بدين الله ولا مجاملة في الدين لأي سبب من الأسباب ولا نخشى في ذلك أحدا فمن كان مع الله كان الله معه، وإذا كنا في نصر دين الله فإن الله مالك الملك هو الناصر لنا والمؤيد وإذا كان هو الناصر والمؤيد فمن نخشى بعده وهو القائل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» فهذه هي العقيدة وهذا هو المنهج.
وواصل فضيلته: هل تريدون منا أن تنازل عن منهجنا وهل تريدون منا التخلي عن عقيدتنا؟ وهل تريدون منا الصمت عما يحدث في سوريا وعما يحدث لإخواننا في الأحواز وما يحدث في بحريننا الحبيبة؟
واستطرد فضيلته: ما يحدث في سوريا هل يرضي العالم؟ هل تقبل به نفس بشرية سوية؟ المخططات للعلن لتدميرنا انطلاقا من العراق وانتهاء بالحرمين الشريفين، فهم أصحاب مشروع ورسالة، فما هو مشروعكم أيها القادة الخليجيون؟ وما هي خططكم الأمنية أو العسكرية أو الاقتصادية أمام زحف صفوي سافر التهم العراق ويقتل الأبرياء في سوريا التي ارتفعت بها الأصوات والاستغاثات وأرواح الكثير صعدت إلى بارئها ولم يجدوا لهم ناصر إلا الله عز وجل، فلم يعد بإخوانهم رجاء فقد ماتت النخوة ومات الشعور والإحساس وذهبت الغيرة ولم يعد لهم إلا اللجوء إلى رب الأرباب والشكوى له من ظلم الظالمين وتقاعس المسلمين وتخاذلهم، قال تعالى: «حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُنجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين»، لذلك نقول ان ما يحصل في سوريا اليوم غدا سيكون عندك وستشرب من نفس الكأس إن تقاعسنا.