الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


خطيب جامع الخالد يوعي الناخبين في الانتخابات التكميلية ويقول: المطالب الدنيوية مهمة.. لكن لا تنسوا الأمور الدينية

تاريخ النشر : السبت ٩ يونيو ٢٠١٢



في خطبة الجمعة بجامع الخالد بالمنامة قال فضيلة الشيخ عبدالله بن سالم المناعي:
أوجه نصائحي إلى المترشحين والمترشحات للانتخابات التكميلية في الدائرة الثامنة بمحافظة المحرق وعلى الخصوص منطقة الحد بعد خلو المقعد إثر تعيين البوعينين وزيرا للدولة للشئون الخارجية، وهناك أربعة مترشحين منهم مترشحة من النساء أعلنوا ترشحهم للانتخابات التكميلية وهم عبدالرحمن بوعلي وسمير الخادم ومبارك مخيمر وهند بوجيري من النساء وستجري الانتخابات التكميلية النيابية يوم السبت القادم الموافق 16/6/2012.
الدخول في المجالس التشريعية «النيابية» قد أفتى به كبار هيئة العلماء وأهل العلم الشيخين بن باز والعثيمين رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته بجواز الدخول في المجالس التشريعية النيابية إذا توافر الشرطان الآتيان: أن ينوي المسلم بدخوله تحكيم الشريعة الإسلامية، وذلك بنصرة هذا الدين وتأييد الحق ونبذ الباطل فيكون هدفه الإصلاح، وذلك بجلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها فإن لم يستطع تحصيل المصالح كلها فإنه يشارك في تحصيل بعضها وزيادتها ويقدم أكبر المصلحتين على الأخرى وإن لم يستطع على دفع المفاسد كلها فإنه يقللها ويرتكب أخف الضررين لدفع أعلاهما.
أما إذا كان هدفه الطمع في المنصب والدنيا والمال أو كان ممن يسكت على أهل الباطل في باطلهم ويجاريهم في ذلك أو تنازل عن شيء من أمور دينه فهذا لا يجوز.
أما الشرط الثاني: ان يدخل المسلم وهو على علم وبصيرة حتى يستطيع أن يميز بين الحق والباطل كما قال سبحانه وتعالى على لسان يوسف عليه السلام قال: «اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم». (يوسف 55).
فإذا توافر هذان الشرطان جاز للمسلم الدخول في البرلمان النيابي بل لابد من الدخول والمشاركة في هذه المجالس حتى لا تخلو من الخير وأهله ويترك المجال للسفهاء والفساق وأشباههم ممن هم يصدون عن الصلاح والإصلاح الإسلامي.
أحببت أن اذكّر أخوتي المترشحين في أيام الانتخابات التكميلية القادمة إذا وفقه الله إلى النجاح في الانتخابات نسب ذلك النجاح إلى نفسه أو بلاغته أو عائلته أو جاهه أو ماله أو خدماته للناس ومساعدته لهم أو إلى شخص وقف معه ونسى أن المتفضل أولا وأخيرا هو الله عز وجل وان هذه الجهود التي ذكرها ما هي إلا أسباب جعلها الله عز وجل وسخرها له.
قال سبحانه وتعالى: «وما بكم من نعمة فمن الله» (النحل/53). كذلك أحبتي في الله.. على المترشح أن يدرك أن المواطنين مرت عليهم تجربتين في الانتخابات والدورات السابقة في البرلمان وأصبحوا أكثر وعياً وفهماً وفقهاً، كذلك إذا أراد من ينتخب ويعطي صوته إلى من يستحق وهذا يعطي ثقة كبيرة إلى الناخبين إذا أراد أن يعطي صوته القوي وأكثر أمانة لا لمجرد قرابة أو مصلحة خاصة لأن الناخب يدرك ذلك ولا يقبل الهدايا والمال وهذا أمر محرم لأنها شراء ذمم وأمانات أفتى بها العلماء بالتحريم وهذا للأسف أصبح يروج له عبر مبررات باطلة وحجج واهية، فتارة يسمونها هدية وتارة يسمونها مساعدة وتارة مكافأة من أجل الإدلاء بأصواتهم إلى المترشحين وهذا بعيد كل البعد. لا أتهم أحدا بذلك، ولا يجوز للناخب أخذ مبلغ من المال مقابل الإدلاء بصوته إلى أي مترشح لأن التصويت أيها الأخوة أمانة ويجب على الناخب أن يختار الأكفأ ليقوم بما أسند إليه خير قيام، وقد جاء في الحديث الشريف إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة فقيل وما تضييعها؟ قال إذا وسدِّ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة». (رواه البخاري).
ولا يجوز للناخب ان يختار الأضعف أو الأقل أمانة. وما المنكرات في الانتخابات ما يقع هذه الأيام من كثرة الكلام الذي لا فائدة من ورائه بل قد يكون سببا في الوقوع في الإثم، فهناك من إذا جلس مجلسا وقع في الناس وأطلق لسانه في أعراضهم وعيوبهم غيبة ونميمة وافتراء وبهتانا وسخرية واستهزاء كل ذلك من أجل رفع بعض المترشحين على حساب الآخر وقد نهانا الله عز وجل عن الغيبة ووصفها بوصف بشع فقال: «ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم» (الحجرات 12).
على المسلم أن يحسن الظن بإخوانه المسلمين كما قال سبحانه وتعالى: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن إثم» (الحجرات/ 12).
وكذلك من المخالفات الشرعية أيضا ان بعض الناخبين لا يعطون أصواتهم إلا للمترشح الذي يطالب بالأمور الدنيوية وهذا مطلب جيد كعلاوة وزيادة الرواتب والإسكان والزواج ولكن هناك مطالبة بالأمور الدينية يغفل عنها المترشح مثل إنشاء معاهد وكليات إسلامية يستفيد منها المواطن وكما جاء في هذا الحديث الشريف: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة ان أعطي رضا وإن لم يُعط سخط تعس وانتكس وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ (رواه البخاري). فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل الذين يعبدون الدنيا ولو كان ذلك على حساب الدين.