مقالات
الطريق إلى الحوار يجب أن يكون واضحاً
تاريخ النشر : السبت ٩ يونيو ٢٠١٢
على الطريق إلى حوار وطني جاد وهادف وعادل، لا بد من تحديد الهدف من الحوار، والاطراف المشاركة فيه، والأرضية التي سيقوم عليها الحوار. وحين نتحدث عن حوار وطني فإن الميزة الأولى لهذا الحوار انه لا يقتصر على فصيل واحد أو تيار واحد يقيم حواراً مع الحكومة، فمثل هذا الحوار لا يمكن وصفه بأنه وطني، كما أنه لن يكون حواراً بالمعنى العلمي والطبيعي للحوار، إنه في الحقيقة نوع من المفاوضات أو المساومات.
وحين يرفض أي فصيل أو تيار من التيارات وجود أي تيار آخر معه على مائدة الحوار، فهو بالتأكيد يخالف أبسط قواعد الحوار وأبسط مبادئ المواطنة، إذ انه ينفي التيارات والفصائل الأخرى بالدرجة الأولى، ويريد تفصيل مفاوضات على قياسه الخاص مع الحكومة أو الدولة ليتمكن من تحصيل ما يمكن تحصيله من دون أي اعتبار لحقوق التيارات الأخرى ومن دون اعتراف بأن ثمة أطرافا وفصائل واتجاهات أخرى تحمل هوية الوطن وتهتم لأمره.
ولعل أغرب تبرير يمكن ان نسمعه أو يدلي به مواطن، أن الرئيس الأمريكي طالب بحوار مع جمعية محددة..! وهو تبرير أقل ما يمكن أن يقال فيه انه متهالك وضعيف ويكشف عن مستوى التفكير السياسي لصاحبه وعن عدم عدالة ومنطقية هذا المطلب. ولكننا للأسف الشديد قرأنا هذا التبرير العجيب على صفحة أحدهم في تويتر.. وهي ذات الصفحة التي سخر فيها من تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن الملف النووي الايراني.. فمن أين تصبح عبارة هامشية قالها الرئيس الامريكي وانتهى مفعولها الزمني في نفس يومها، مرجعية لهذا الناشط السياسي وجمعيته؟ ومن أين تصبح عبارة أخرى للرئيس نفسه بحق إيران محلّ سخرية واستهزاء واستنكار من الشخص نفسه والجمعية نفسها..؟!
وعلى كل حال، وبعيداً عن هذا النوع من السجال الذي ندرك تماماً أنه ــ بغضّ النظر عن منطقيته ــ لن يؤدي إلى النتيجة المطلوبة، لأن (وراء الأكمة ما وراءها).. فالمطلوب الطبيعي من أي جهة تنوي المشاركة في حوار ما، أن تعلن غاياتها من هذا الحوار.. وحين تقول الجمعية المعنية ان غاياتها وطنية واصلاحية، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: كيف تكون الغاية وطنية اذا كانت الجمعية تنفي وترفض وجود غيرها في الوطن..؟! وأي إصلاح هذا الذي يكون بنفي الآخر..؟! وكيف يتحاور النظام مع مكوّن واحد يضمّ تياراً متشدداً ينادي بإسقاط النظام، ويطلق شعارات معادية له..؟!
أما إذا كانت الغاية من الحوار لا تعدو كونها محاولة يائسة لاسترجاع مكانة خسرتها الجمعية، واستعادة هوية أصبحت ملتبسة وتتزاحم عليها اختام الدول والاحزاب والمنظمات الخارجية، فعلى الجمعية أن تمارس ولو قدراً بسيطاً ومحدوداً من الشفافية التي لطالما طالبت بها وجعلتها عنوانا لبرامجها وشعاراً أساسياً من شعاراتها الانتخابية.. وبالتالي تصارح المواطنين - ومن بينهم قواعدها الشعبية - بغاياتها الحقيقية وتعلن أنها تريد التراجع عن مواقفها السابقة وخاصة مقاطعتها وخروجها من المجلس النيابي.
إننا بالتأكيد مع أي حوار ناجح وهادف ومكتمل المعطيات والظروف التي تؤدي إلى انتاج انفراج كامل وحقيقي في الساحة، ونحن أيضاً مع كل مبادرة إيجابية، لا تعيد الأمور إلى مربعها الأول. ونحن مع كل صوت وطني يمتلك الجرأة على الاعتراف بالحقائق، ويمتلك مصداقية الاعتراف بأن الدولة قطعت شوطاً طويلاً في الاستجابة لمطالب الاصلاح والتنفيذ المتواصل لتوصيات لجنة تقصي الحقائق المستقلة وتوصيات حوار التوافق الوطني.. وبالمقابل فنحن مع أي مبادرة من الدولة والتيارات الوطنية الأخرى، لتقديم بعض التنازلات، وتلبية المطالب التي لا تتعارض مع الدستور والثوابت الوطنية.. ففي سبيل الأوطان تصبح بعض الثوابت أغلى من الروح وتصبح بعض التنازلات أرخص من التراب.
في الشأن الوطني: من وراء
حرائق السيارات..؟!
وكأنه كان ينقصنا حرائق جديدة تصيبنا بالبلبلة وتفتح ابواب الاتهامات على اتساعها..! فحرائق السيارات التي تؤكد الجهات الأمنية انها بفعل فاعل وربما بتخطيط مسبق، لا تحقق سوى أهداف الذين يريدون للبحرين أن تبقى مرتهنة للتخريب ومشاعر الشك والاتهام التي بات من السهل اطلاقها يميناً وشمالاً، ومن دون براهين او شواهد حقيقية.. وهنا فإن المطلب الرئيسي لنا جميعاً من الجهات الأمنية هو كشف الحقيقة.. وما قد يكون وراءها.