قضايا و آراء
مغزى مشاركة سمو الأميرة سبيكة في مؤتمر «سعفة الحرية» بباريس
تاريخ النشر : السبت ٩ يونيو ٢٠١٢
أولا وقبل كل شيء تحية تقدير واعتزاز لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة لمشاركتها في افتتاح مؤتمر «سعفة الحرية» في باريس، فلقد كانت لهذه المشاركة معان كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر أن مملكة البحرين في الماضي والحاضر كانت وستبقى هكذا ملتقى الأديان وواحة للتعايش السلمي وانها أنموذج حي للحريات الدينية، وهذا دليل ساطع يلمسه القاصي والداني.
ان المساجد وبجوارها الكنائس هي اليوم منتشرة في مملكة البحرين يصدح فيها الأذان مع قرع الأجراس، وهذا في حد ذاته ما يمثل تجسيد العمق الإنساني في التعامل الراقي مع فئات المجتمع كافة. ان الأميرة سبيكة بمشاركتها في هذا المؤتمر أظهرت للعالم من أقصاه إلى أقصاه إن مملكة البحرين بالرغم من صغر مساحتها فانها عظيمة بشعبها الوفي في حبه المترامي لتراب هذا الوطن بقيادته الرشيدة، وهذه المشاركة من جانب سمو الأميرة ستبقى نورا يضيء سماء وارض البحرين، وستبقى البحرين كذلك جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية عونا وسندا لأمتها بجانب أخواتها دول مجلس التعاون.
وعودة ثانية لهذه المشاركة في فعالية «سعفة الحرية» (المنعقدة في ساحة كاتدرائية بنوتردام بالعاصمة الفرنسية باريس)، فقد كانت حقا مكسبا للبحرين تجلى بكل حس وطني من خلال كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة التي جاء فيها ان البحرين كانت ولاتزال تمثل ملتقى فكريا وحضاريا لممارسة شعائر وعقائد الاديان، ولا ننسى هنا ان نشير إلى دور الجاليات والمقيمين في البحرين، فلهم الدور البارز والحضاري في المساهمة في عملية التطوير والاستقرار.
ومما تقدم تثبت المرأة البحرينية مجددا انها لا تقل شأنا عن الرجل، لذا فان زيادة او رفع نسبة عمل المرأة ومساهمتها في التنمية الشاملة تتطلب تعبئة كل الطاقات المنتجة للمرأة.
يقول العلي القدير سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز في سورة النساء، بسم الله الرحمن الرحيم «للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن» صدق الله العظيم.
فمنذ بدء الخليقة كانت المرأة العمود الفقري للأسرة والمجتمع، وخير سند ودعم للرجل في سائر مراحل تطور البشرية، تشد من ازره وتساعده على تدبير أمور معيشته وحياته. ان البحرين بفضل قيادتها الحكيمة أوصلت شعبها الوفي إلى ما كان يتمناه لحياته في الحاضر والمستقبل من حيث التمتع بحرية الرأي والشفافية والحياة الكريمة، وهو ما تُوِّج من قبل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين المفدى بالمشروع الإصلاحي، بجانب سياسة الابواب المفتوحة بين المواطن وأي مسؤول في المملكة، وحتى نعطي الموضوع حقه فان مساواة الرجل والمرأة وصلت إلى مستويات رفيعة بحيث اصبح لها القدرة على ان تكون وزيرة وسفيرة ومحامية ونائبة برلمانية، ناهيك عن مشاركتها في المؤتمرات الدولية والعربية والإقليمية.
ان مشاركة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة في المؤتمر المشار إليه في باريس دليل قاطع على قدرة البحرين على المشاركة في اي تظاهرة سياسية او اجتماعية في الداخل والخارج تكون ذات طابع حضاري يرتقي بالقيم والمبادئ الإنسانية.
ان المجلس الأعلى للمرأة برئاسة الأميرة سبيكة هو اليوم يحفظ للمرأة ومن خلال الشريعة الإسلامية مكانة سامية، فالإسلام حقق للمرأة ما لم تحققه أي من العقائد او الشرائع الاخرى، وكذلك فقد حملها مسؤولية إنسانية وحضارية لا تقل عن مسؤولية الرجل، ولهذا نقول ان اختيار مملكة البحرين كضيف شرف في احتفالية افتتاح واحة «سعفة الحرية» لهذا العام جاء تكريما وتقديرا لجهود صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة في الارتقاء بحقوق المرأة ومواكبة اتجاهات التقدم العالمي في هذا الشأن، وهو ما أصبح محل تقدير عالمي، وهذا يمهد الطريق لمواصلة مثل هذه المشاركة العالمية، وهو الأمر الذي نرجو ان تعكسه مؤتمراتنا السياسية والاجتماعية بما يترجم واقعيا الصورة او المكانة المشرفة التي بلغتها المرأة البحرينية