بريد القراء
جيل أبناء المطلقات
تاريخ النشر : السبت ٩ يونيو ٢٠١٢
إن حياة المدنية السريعة في كل نواحيها مثلها مثل الفاست فود (الأكلات السريعة) أثرت بشكل مرعب في نمط التعايش بين أفراد المجتمع سواء في البيت أو القرية أو المدينة فالكل مشغول بحياته غير آبه بغيره مثلما يقال نفسي نفسي «ولا علي من غيري» وهذا بدوره دمر العلاقات بين الأفراد على جميع المستويات بين الأبناء ووالديهم، وبين الأزواج وزوجاتهم وبين القيادات ونظرائهم فالكل يجري جري الوحوش ولا نعرف سببا لهذا الجري الذي في غالب الأمر يفكك ويدمر هذه العلاقات ومن أهمها علاقات الأزواج الذي تسبب في التفكك الأسري بسبب وقوع الطلاق بدرجات مخيفة، تربو على العشرات أسبوعيا والمئات شهريا والآلاف سنويا من دون أسباب جوهرية بل لأتفه الأسباب.
هناك من يقول إن أسباب هذا الانهيار الأخلاقي سببه ضعف الوازع الديني، وكذلك ضعف التثقيف والتعليم ومنهم من يقول إن أسباب هذا الانهيار هي تناول الأكلات السريعة غير الصحية التي بدورها تؤثر في هرموناتهم الدموية فتجعل منهم غير أسوياء التصرف بل يدفعهم إلى الغضب من أي شيء تافه، ومنهم من يقول إن الأسباب ترجع إلى ظاهرة الخدم في المنازل جعل الفتيات كسولات لا يفقهن ولا يرغبن في الخوض في أغوار المطابخ من أجل إعداد طعام يريح معدة الأزواج ويوفر عليهم نفقات المطاعم الباهظة الثمن!
أيا كانت الأسباب فإن الذي يدفع ثمن هذه الانهيارات الأسرية هم الجيل القادم الذي سيطلق عليه جيل أبناء المطلقات أو عصر أبناء المطلقات هذا إن لم نبحث ونعالج أسباب ومسببات هذه الانهيارات الأسرية قبل فوات الأوان.
يوسف محمد الأنصاري