الجريدة اليومية الأولى في البحرين


كما أرى


إلى الشرق

تاريخ النشر : السبت ٩ يونيو ٢٠١٢

عبدالله المناعي



وأخيرا بدأت انظارنا تتجه إلى الشرق بدلا من الغرب. فولاؤنا المطلق لدول تبيع أصدقاءها قبل اعدائها لم يكن منطقيا ولا مفهوما. وعلى الرغم من ان بعضنا عاش في بيئة اشبه ما تكون بالغربية وخصوصا في الجانب التعليمي والتربوي فإننا اخذنا من هذه الدروس الغربية في اغلب الاحيان ما يريدون هم تصديره إلينا وليس فهما كاملا للثقافة والسياسة، ونسينا - او فشلنا أصلا في تعلم - الدرس الرئيسي الذي يتكرر دائما في المدارس الفكرية الغربية الحديثة وهو ان المصلحة هي اساس اي علاقة خارجية، ومع زوال المصلحة او تغيرها تزول الحاجة الى العلاقة.
غلطتنا الاستراتيجية الكبرى هي اننا لم نع اننا كنا، ومازلنا، في مرمى مصالح الدول الغربية، وانه لا ينبغي لنا ان نحاول كثيرا من اجل نيل رضاهم وكسب ما نستطيع كسبه من تلك العلاقة. فمهما علا نباحهم في هذا الموضوع او ذاك فإن تلك الدول تعي اليوم ان مصلحتها الاستراتيجية معنا، وبالتالي فإننا أمام واقع يفرض نفسه عليهم غصبا عن انوفهم. ولكن هذا الواقع لن يدوم طويلا، ويجب ان نبدأ بالنظر إلى حلول بديلة قبل زوال تلك المصالح الاستراتيجية.
توجهنا شرقا من خلال زيارات رفيعة المستوى إلى دول آسيوية هو بداية جيدة للتحرر من هذا الولاء الاعمى الغريب لدول لم تعد تستطيع ان تحافظ حتى على سلامة اقتصادها او قوة فكرها العلمي الذي بدأ تدريجيا يتجه شرقا. فاليوم خطة التوسع الاساسية ينبغي ان تكون شرقا، فالازدهار في الدول الشرقية النامية يتصاعد بمعدلات كبيرة جدا والقوة التصنيعية والاقتصادية بدأت تتجه شرقا والقوة الفكرية قادمة لا محالة. ولذلك يجب علينا اليوم ان نبدأ في التفكير بكل جدية في الانتقال إلى الشرق من خلال التعليم والتجارة والصناعة. فلا ضرر من ارسال ابنائنا في بعثات إلى الصين او اليابان او غيرهما من الدول الشرقية. وبالتاكيد فإن التجارة والصناعة هما مفاتيح النجاح في توطيد اي علاقة. اتمنى ان نتعلم من حكمة بعض البحرينيين الذين اتجهوا شرقا منذ اعوم مضت.