الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

في مؤتمر الأحياء الدقيقة والأمراض السريرية

المطالبة بسنّ تشريع يقنّن صرف المضادات الحيوية

تاريخ النشر : الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٢



أجمع المشاركون في المؤتمر الطبي الأول لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض السريرية الذي نظمته وزارة الصحة بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية بمستشفى قوة دفاع البحرين وبدعم من شركة «gsk» للأدوية الطبية صباح أمس على ضرورة تقنين صرف المضادات الحيوية وسن التشريعات والقوانين التي تحدّ من حجم استهلاكها.
وقد انطلقت أعمال المؤتمر صباح أمس بحضور قائد الخدمات الطبية الملكية البروفيسور اللواء الشيخ خالد بن علي آل خليفة وبرئاسة الدكتور مناف محمد القحطاني استشاري الباطنية والأمراض المعدية ومكافحة العدوى بمستشفى الدفاع والدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية ورئيسة قسم مكافحة العدوى بالسلمانية، وبمشاركة نخبة متميزة من الأطباء المختصين بمجال الالتهابات والأحياء الدقيقة.
وقالت استشارية الأمراض المعدية ورئيسة قسم مكافحة العدوى بالسلمانية الدكتورة جميلة السلمان ان نسبة انتشار الالتهابات بسبب الميكروبات والمصاحبة لدخول المستشفيات بالمملكة تقدر بـ 10% بينما تبلغ نسبة التهابات الجراحة اقل من 4%، مشيرة إلى أن المؤتمر سيضم 10 أوراق متخصصة ومتحدثين من داخل وخارج البحرين منها 7 بحرينية و3 أوراق خليجية وهي «الكويت والسعودية والإمارات»، مفيدة بأن المتحدثين في المؤتمر هم من ذوي الاختصاص في الأمراض المعدية ومكافحة العدوى وعلم المايكربولوجي، وسيتناولون أهم الأمراض المعدية في دول الخليج والمنطقة وطرق تشخيصها وطرق العلاج وكيفية التعامل مع الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية والتي تنتشر على مستوى كبير محليا وعالميا، منوهة إلى أن الميكروبات هي السبب في وجود الكثير من الالتهابات مثل التهابات الدم والبول والرئة والالتهابات المصاحبة للدخول في المستشفيات والتي باتت قضية مؤرقة للقائمين على النظام الصحي في البحرين.
ومن جانبها قالت وكيل وزارة الصحة الدكتورة عائشة بوعنق في كلمتها ان الأوراق العلمية التي ستطرح خلال المؤتمر ستتطرق إلى العديد من المواضيع المهمة للرعاية الصحية كالعدوى المكتسبة داخل المؤسسات الصحية حيث تعتبر مكافحة العدوى المكتسبة داخل المؤسسات والمرافق الصحية من المشاكل التي تؤرق القطاع الصحي العالمي والإقليمي والوطني، مؤكدة أنها ظاهرة منتشرة بين دول العالم المتقدم والنامي على حد سواء، مشيرة إلى أن من الأوراق المهمة التي سيتناولها المشاركون في المؤتمر مشكلة ازدياد الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية وتأثيرها على النظام الصحي مع التركيز على الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية من اجل الحد من هذه الظاهرة.
وأفادت بأن المملكة قطعت شوطا كبيرا وتطورا ملحوظا في مجال الامراض المعدية ومكافحة العدوى من خلال تدريب العاملين الصحيين على اعلى المستويات والشهادات العالمية وحضور العديد من الدورات التدريبية والمحاضرات وورش العمل، مشيرة إلى أن مجال الامراض المعدية يعتبر من المجالات والتخصصات العلمية ذات الاهمية الكبيرة على مستوى جميع دول العالم.
وقالت ان تنظيم هذا المؤتمر يأتي في إطار اهتمام وزارة الصحة والقطاعات الصحية الاخرى بالتعليم الطبي المستمر للعاملين بها والتعريف الصحي على مستوى المملكة وعلى مستوى دول المنطقة، منوهة إلى ان هذا المؤتمر سيتم بمشاركة نخبة من الاختصاصيين والخبراء في هذه المجالات من مملكة البحرين ومن دول مجلس التعاون.
وحول انتشار الميكروبات في الوقت الراهن قالت الدكتورة جميلة السلمان إن أسباب انتشارها تعود الى زيادة الحالات المعقدة وضعف المناعة، كذلك سوء استهلاك المضادات الحيوية وعدم متابعة قوانين مكافحة العدوى بالمستشفيات حيث تصل نسبة الاستخدام غير السليم للمضادات الحيوية الى30%، مشيرة إلى ان الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يؤدي الى ظهور سلالات جديدة مقاومة للمضادات كما الإنفلونزا وظهور حالات جديدة منها، داعية الى ضرورة سن قوانين وشرائع تحدّ من الاستخدام غير السليم للمضادات الحيوية.
وعلى جانب متصل أكدت البروفيسور إيمان محمد مقدس استاذ بكلية الطب بجامعة الكويت ان ظهور سلالات جديدة من البكتيريا في منطقة الخليج والشرق الاوسط يأتي بسبب الاستخدام غير السليم في صرف المضادات الحيوية وعدم الترشيد في استخدامها، وهذا ادى الى ظهور هذه السلالة الجديدة من البكتيريا المقاومة للمضادات والتي نراها في المستشفيات والتي تظهر في العديد من المرافق العامة، مضيفة أن هذا النوع من البكتيريا يختلف عن الانواع المعروفة وقد تصل نسبة مقاومة هذه البكتريا من 40 الى50 % الامر الذي ينتهي بفشل العلاج الإكلينيكي في حالات العدوى المختلفة.
وأكدت ان هذه المشكلة ليست مقتصرة على دول الخليج وإنما هي ظاهرة عالمية على الرغم من حرص الدول الغربية على ترشيد استخدام المضادات الحيوية إلا انها تعاني من ذات المشكلة، مشددة على ضرورة أن تتبع دول الخليج سياسة موحدة لترشيد استخدام واستهلاك المضادات الحيوية والتوعية الصحية للمرضى والأطباء لخطوة الوضع الحالي حيث بإمكان أي شخص شراء ما يريده من المضادات مباشرة من الصيدليات وهو بحد ذاته يكفي لتدمير مفعول المضادات الحيوية الحالية والتي تعتبر قليلة العدد والكيف، مبينة ان الكويت هي البلد الخليجي الوحيد الذي يطبق سياسة منع صرف المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية معتمدة من الطبيب المختص.
وعلى جانب متّصل قال اختصاصي الطب الباطني والامراض المعدية ومكافحة العدوى بمستشفى قوة دفاع البحرين الدكتور مناف محمد القحطاني ان نسبة مقاومة المضادات الحيوية تفوق 40% بالعسكري، مشيرا إلى ان المؤتمر يعدّ خطوة مهمة بمجال الطبي البحريني والخليجي لكونه يستعرض آخر المستجدات الطبية في مجال الوقاية والتشخيص والمعالجة لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض السريرية.
وقال إن محاور المؤتمر ستطرح من خلال عشر أوراق متخصصة منها 7 بحرينية تستعرض آخر المعلومات المبنية على اخر النتائج التي توصلت اليها الابحاث الطبية في هذا المجال إضافة الى تبيان العوامل المتعلقة بسوء استهلالك المضادات الحيوية واللقاحات والامراض المعدية بالإضافة الى استعراضه عددا من الامراض المعدية الموجودة في منطقة الخليج والبحرين بالتحديد، مؤكدا ان المؤتمر سيكون فرصة مناسبة للمختصين المشاركين والمحاضرين في عرض اخر الأبحاث وتبادل الخبرات.
واشار القحطاني الى انه لا بد ان يكون هناك تعاون من وزارة الصحة متمثلة في ادارة مراقبة الأدوية للسعي لوضع قوانين وتشريعات تحد من حجم استهلاك الأدوية والعمل على زيادة التوعية بمجال التعريف بالأضرار التي تسببها المضادات الحيوية والتي قد تؤدي الى مضاعفات خطرة جدا وتشجيع التواصل بين الاطباء العاملين بهذا المجال محليا وخليجيا لإيجاد البحوث والتقارير المشتركة في المجال ونشرها عالميا وخصوصا ان علم الامراض المعدية هو علم حديث على دول العالم والخليج ويكلّف مبالغ طائلة للمرافق التي تقدم الخدمات الصحية للمرضى، منوها إلى ضرورة اقرار خطة خليجية لمراقبة صرف الادوية وخصوصا المضادات الحيوية في المراكز الصحية والمستشفيات من قبل الاطباء العاملين في البحرين ومتابعة الاطباء في هذا الجانب.