الرياضة
حراسة مرمى بولندا في الميزان:
تشيزني يخيب الآمال وتيتون يخطف الأضواء
تاريخ النشر : الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٢
وارسو - د ب أ: ربما بات الوقت متأخراً لإزالة اللوحة الهائلة متعددة الأبعاد التي تحمل صورة حارس المرمى البولندي فوجيتش تشيزني وتغطي واحدا من أعلى المباني في العاصمة البولندية وارسو. وتستضيف بولندا في الوقت الحالي بالتنظيم المشترك مع أوكرانيا نهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم التي افتتحت منافساتها أمس الأول بتعادل المنتخب البولندي مع نظيره اليوناني 1-1. وتغطي اللوحة التي تحمل صور حارس مرمى آرسنال الإنجليزي ومواطنيه القائد جاكوب بلازيكوفسكي وروبرت ليفاندوفسكي لاعب بوروسيا دورتموند، سطح برج أوركو الواقع في وسط وارسو والبالغ ارتفاعه 115 متراً. ولا يمكن إلقاء اللوم على شركة «نايكي» التي اختارت أبرز ثلاثة عناصر في المنتخب البولندي لنشر صورهم في حملتها التي أطلقت تحت شعار: «الآن وقتي» حيث توقعت أن يحقق تشيزني، الذي قدم عروضاً رائعة مع المنتخب وفريق آرسنال خلال العام الماضي، بداية رائعة في البطولة المقامة ببلاده وخاصة وأنها أول بطولة كبيرة بالنسبة له.
ولكن تشيزني خيب أمال منتخب بلاده في أولى مبارياته بيورو 2012 حيث اهتزت شباكه في الدقيقة 51 بهدف التعادل لليونان كما طرد في الدقيقة 69. وخطف حارس المرمى البديل برزيمايسلاف تيتون الأضواء حيث شارك مكان تشيزني ومن أول لمسة للكرة، نجح في التصدي لضربة جزاء سددها جيورجوس كاراجونيس. كذلك تألق تيتون (25 عاماً)، حارس إيندهوفن الهولندي، بعدها في الدفاع عن شباكه وأنقذ مرماه من عدد من الكرات الخطيرة ليحول من دون هزيمة المنتخب في افتتاح منافسات البطولة. وقال تيتون: «لم أتوقع أن تتحول الأمور بهذه الطريقة وأن أحصل على فرصة المشاركة في المباراة الأولى».
وأضاف: «نزلت إلى أرض الملعب وكنت هادئاً وأقول لنفسي إنه حان الوقت لمساعدة المنتخب. إنني سعيد بأنني أمتعت المشجعين الذين حضروا المباراة في الإستاد وكذلك الذين تابعوها من خلال شاشات التلفاز». ولم يكن هناك اعترض على حصول تشيزني على البطاقة الحمراء وطرده، حيث أدرك الحارس على الفور أن تدخله مع ديميتريس سالبينجيديس داخل منطقة الجزاء سيسفر عن حصوله على البطاقة الحمراء. وقال تشيزني: «أعرف أنني عرقلت اللاعب اليوناني وتوقعت البطاقة الحمراء. لا يوجد شيء يمكنني الجدل بشأنه».
وأشار إلى أنه شاهد ضربة الجزاء عقب خروجه من أرض الملعب وشعر بالسعادة عندما تمكن زميله تيتون في التصدي لها، وأضاف: «لقد خفف ذلك من العبء علي شيئا ما». وافتتح ليفاندوفسكي التسجيل للمنتخب البولندي في الدقيقة 17 إثر تمريرة من بلازيكوفسكي. وظن مشجعو بولندا أن المواجهة حسمت بالفعل لصالح منتخب بلادهم عندما طرد المدافع سوكراتيس باباستاثوبيولوس من صفوف المنتخب اليوناني في الدقيقة 44.
وبعدها لم يخضع تشيزني لأي اختبار حقيقي ولكن الحال تغير بشكل كبير بعد بداية الشوط الثاني. ففي الدقيقة 51 ارتمى تشيزني لقطع تمريرة من فاسيليس توروسيديس لكنه لم يلحق بالكرة التي وصلت إلى اللاعب البديل سالبينجيديس ليسكنها الشباك معلنا تعادل اليونان 1-1، وبعد 18 دقيقة حصل تشيزني على البطاقة الحمراء إثر عرقلة سالبينجيديس. وعادة ما كان يحل لوكاس فابيانسكي، زميل تشيزني في فريق آرسنال، مكانه ولكن فابيانسكي يغيب عن قائمة المنتخب البولندي في البطولة بسبب إصابة في الكتف. وجاء ذلك ليحصل تيتون على فرصة لإظهار قدراته في سادس ظهور له مع المنتخب. ولكن ليست هناك أي شكوك إزاء قدرات تشيزني (22 عاماً) الصغير السن والذي مازال يمكنه تعلم الكثير واكتساب المزيد من الثقة. وكان تشيزني قد توقع قبل انطلاق البطولة أن يفجر منتخب بلاده مفاجأة كبرى بإحراز لقب يورو 2012. وقال تشيزني: «سأحتسي الشمبانيا في كييف. أطمح للتتويج بلقب البطولة الأوروبية». ولكن الأمور تغيرت شيئاً ما بالنسبة للحارس الشاب حيث أنه سيغيب على الأقل عن مباراة المنتخب المقبلة المقررة أمام نظيره الروسي الثلاثاء المقبل.