الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


كل ذنبهم أنهم لم يموتوا بسبب (الأنفلونزا)!

تاريخ النشر : الاثنين ١١ يونيو ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



حين يموت مواطن بسبب (أنفلونزا حادة) يسمونه شهيدا! وحين يموت مواطن بانفجار قنبلة وضعوها أمام بيته يسمونه عميلا!.. وهذه المسألة لا تنطبق فقط على حادثة الفقيد الشاب (أحمد سالم الظفيري) الذي قضى نحبه وهو يحاول إزالة إطارات محترقة أمام منزله فانفجرت فيه قنبلة محلية الصنع وضعها (المخربون) داخلها بقصد إزهاق أرواح الأبرياء.. بل تنطبق على المواطنة (زهرة صالح محمد)، (المعمري) و(رانيا وابنها عبدالله)، و(السردي)، و(الكاشف)، و(فاروق)، والمريسي)، وعشرات المواطنين ورجال الشرطة الذين يستهدفهم المخربون والمحرضون معا.
أخبرني أحد المواطنين مؤخرا بأنه حصل على بيت من وزارة الإسكان في منطقة (اللوزي) منذ سنة تقريبا، ولكنه لم يتمكن من العيش فيه سوى شهرين، وبقية الشهور أمضاها في منزل والدته مع زوجته وأطفاله، بسبب انعدام الأمان في تلك المنطقة (اللوزي)، فكل يوم منذ الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل تشتعل الإطارات وتنتشر رائحة احتراقها وسمومها في الجو، بالإضافة إلى انفجازات السلندرات التي تهدد المواطنين في منازلهم. ويتساءل عن عدم توافر الحماية الأمنية لمنطقة إسكان اللوزي التي يتعذب فيها المواطنون (من شيعة وسنة) بسبب أعمال التخريب والعنف في الشوارع.
لاحظوا أن خطابات المحرضين في مظاهرات الجمعيات السياسية المتطرفة دائما ما تركز على حقوق المواطنين في الحصول على الخدمات الإسكانية من فلل وشقق وقروض مالية وأراض، وحين تقوم (الدولة) بتوفير ذلك، يتحرك المحرضون والمخربون بتحويل حياة المواطنين المستفيدين منها إلى جحيم!
ليس هذا فحسب، بل يهددون حياتهم بالخطر والموت مثلما حدث مع الشاب (أحمد سالم الظفيري) والقتيلة المغدورة بالأسياخ الحديدية (زهرة صالح)، و(رانيا وابنها عبدالله) وغيرهم كثيرون. كل هذا يفعلونه بدم بارد وانعدام ضمير إنساني، بينما أبواقهم الإعلامية في الخارج تصور (المخربين) الذين يقتلون الأبرياء على أنهم مناضلون من أجل الحرية والعدالة!
أين جمعيات حقوق الإنسان من الدفاع عن الأبرياء من المواطنين الذين يموتون غدرا على أيدي المخربين؟.. من ينصفهم ويأخذ بحقهم العادل؟! هؤلاء مغيبون في وسائل الإعلام الغربية!.. ومغيبون في مناقشات (الإدارة الأمريكية) مع جمعية (الوفاق)! ومغيبون في جلسات (الحوار الوطني) في البحرين!.. إنهم مغيبون ومغيبة قضيتهم العادلة لأنهم لم يموتوا بسبب مرض (الأنفلونزا)!