عربية ودولية
مسؤول إيراني: «السبيل الوحيد» لمجموعة 5+1 هو قبول مطالب طهران في المجال النووي
تاريخ النشر : الاثنين ١١ يونيو ٢٠١٢
طهران - (ا ف ب): اعتبر ممثل المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي لدى الحرس الثوري ان «السبيل الوحيد» لقوى 5+1 التي تتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي هو قبول موقف ايران.
وقال علي سعيدي الشخصية البارزة لدى الحرس الثوري الإيراني، كما نقلت عنه وكالة مهر أمس الأحد «للأسف ان منطق الترهيب لدى قوى 5+1 وخصوصا الولايات المتحدة ليس مقبولا بأي شكل للسلطات ولا للشعب» الإيراني. وتضم مجموعة 5+1 الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وهذه التصريحات الحازمة جدا تأتي قبل أسبوع من استئناف المفاوضات بين إيران وقوى 5+1 في موسكو حول البرنامج النووي الإيراني في 18 و19 يونيو. وتشتبه القوى الغربية في ان البرنامج الإيراني يخفي شقا عسكريا وهو ما تنفيه طهران. كما تزيد لهجة التحدي هذه من التشاؤم المتزايد إزاء نتيجة الحوار الذي يجري في موازاة ذلك بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران حول عمليات التفتيش اثر اجتماع غير مثمر يوم الجمعة الماضي في فيينا.
واتهم سعيدي الغرب «بالسعي إلى تحقيق أهدافه الخاصة التي تتجاوز بنود (معاهدة الحد من الانتشار النووي) وتشريعات الوكالة». ووصف موقف إيران في مساري التفاوض بانه «منطقي وعقلاني»، وطلب من الولايات المتحدة وحلفائها اعتماده.
ونقلت عنه وكالة مهر «السبيل الوحيد أمامهم هو قبول مطالب إيران في جو من الاحترام المتبادل ووقف تسييس (المسالة النووية)». وأضاف أن « إيران قبلت قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن مصلحة الغرب الالتزام بقواعد الوكالة».
وشدد مسؤولون إيرانيون آخرون على ان طهران لن تغير موقفها بان على الغرب تخفيف العقوبات الاقتصادية وان يقبل «حق» إيران بتخصيب اليورانيوم كخطوات أولى في المفاوضات.
ويتناقض ذلك مع موقف مجموعة 5+1 الذي يدعو إيران إلى وقف تخصيب اليورانيوم بنسب عالية مقابل تحفيزات أكثر تواضعا مثل الحصول على قطع غيار للطائرات ورفع حظر أوروبي على التامين لشحنات النفط إلى آسيا.
والهوة الكبيرة بين هذين الموقفين كادت ان تتسبب بانهيار جولة المحادثات الأخيرة بين إيران والقوى الكبرى في بغداد الشهر الماضي. لكن الطرفين اتفقا رغم ذلك على عقد الجولة المقبلة من المحادثات في موسكو قبل اسبوعين من بدء سريان حظر اوروبي كامل على واردات النفط الإيراني.
من جهته، قال وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي مجددا لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية ان إيران كانت «على الدوام مستعدة للتعاون» مع القوى الكبرى لكنها لن تتخلى عن «حقوقها» في المجال النووي. وأضاف أن «على الغربيين الانصياع إلى الطلب العقلاني لإيران باستخدام الطاقة النووية لغايات سلمية». وانتهى اللقاء السابق في مايو في بغداد إلى فشل، وصعد الغربيون الضغط عبر مطالبة طهران بالقيام بمبادرات «ملموسة» لإثبات حسن نيتها.
وقد فشلت المحادثات الجمعة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الهادفة إلى تحسين الرقابة على البرنامج النووي الإيراني. وأعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو يوم السبت انه «غير متفائل» إزاء تطور المحادثات.
وردا على ذلك، أعلن المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية أمس الاحد لوكالة الانباء الطلابية ان الاتصالات لم تقطع وان تعقيدات المواضيع التي تتم معالجتها تتطلب «التحلي بالصبر» وان إيران مازالت تأمل «في التوصل إلى اتفاق خلال اللقاء المقبل» الذي لم يحدد موعده.
لكن سلطانية كرر انتقادات إيران للوكالة الذرية مؤكدا في مقابلة نشرتها أمس الاحد صحيفة طهران تايمز ان الملف الايراني «مسيس وموضع تلاعب» وان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستخدم غطاء لأجهزة الاستخبارات الغربية. وقال إن «مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يرغمون من قبل بعض الدول على القيام بأنشطة استخبارية وقبول وثائق مزورة وهو أمر غير مقبول».
ولفت إلى ان إيران تلتزم ببنود معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لكن التزامها بـ«بروتوكول إضافي» لتلك المعاهدة يتيح عمليات تفتيش مشددة أكثر تقوم بها الوكالة الذرية «رهن بحل المسائل النووية بما هو متعلق بمجلس الامن الدولي».
وكان مجلس الامن الدولي اصدر منذ عام 2006 ستة قرارات تطالب إيران بالالتزام بالبروتوكول الاضافي الذي انسحبت منه في عام 2005 وتعليق كل أنشطة تخصيب اليورانيوم.