الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية

خبراء يحذرون نتنياهو:

سياسة الاستيطان قد تؤدي إلى انتفاضة ثالثة

تاريخ النشر : الاثنين ١١ يونيو ٢٠١٢



تل أبيب - الوكالات: ذكرت تقارير إسرائيلية امس الأحد أن خبراء في شئون الشرق الأوسط حذروا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا من أن مواصلة التوسع الاستيطاني أو الاعتداء على أي مسجد كبير قد يشعل فتيل انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية.
وذكرت صحيفة «هاآرتس» امس الأحد أن خبراء حذروا نتنياهو من إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة في اجتماع استغرق نحو 90 دقيقة مساء الثلاثاء الماضي.
ورأى الخبراء أن المضي في خطط التوسع الاستيطاني من دون تقدم دبلوماسي مع الفلسطينيين يمكن أن يقوض دعم الفلسطينيين لرئيسهم محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، وهو الأمر الذي سيضعف بدوره قوات الأمن الفلسطينية التي تمنع أعمال العنف.
ووفقا للصحيفة، فقد قدم الخبراء إحصائيات توضح أن اندلاع الانتفاضة الأولى في ديسمبر من عام 1987 ثم الثانية في سبتمبر عام 2000، سبقتهما أعمال عنف جماعية وفردية استخدمت فيها أسلحة بسيطة. وأكد الخبراء لنتنياهو أن مثل هذه الاتجاه واضح الآن أيضا.
وعقد الاجتماع في وقت يعاني فيه المشهد السياسي الإسرائيلي من توترات بسبب الإخلاء المرتقب لبؤرة ألباندا الاستيطانية القريبة من مستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية.
وتردد أن نتنياهو لم يستجب عندما حذره الخبراء من أن بناء الـ850 وحدة سكنية التي وعد بها لتعويض النازحين من بؤرة ألباندا قد يثير موجة من العنف، ولكنه بدا متوترا عندما تحدث الخبراء عن أن أي اعتداء على مسجد كبير قد يثير انتفاضة فلسطينية جديدة.
من ناحية اخرى يعقد مسؤولون كبار فلسطينيون وإسرائيليون لقاءات سرية في حين ان المفاوضات المباشرة بين الجانبين مجمدة منذ نحو عامين كما أفادت مصادر متطابقة الأحد.
وجاء الإعلان عن هذه اللقاءات التي لا يتعلق مضمونها بمفاوضات السلام عن طريق صحيفة هارتس الإسرائيلية وقد اكده مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون. ويشارك اسحق مولهو مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والمفاوض الفلسطيني صائب عريقات في هذه المباحثات التي اسفرت خصوصا عن تبادل رسائل بين رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما عالج الرجلان قضية اضراب المعتقلين الفلسطينيين عن الطعام وطلب السلطة الفلسطينية نقل اسلحة من الاردن لقوات الامن الفلسطينية.
واكد مسؤول اسرائيلي ان «الاتصال بين الجانبين يجرى على مستويات عدة». وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان «إسرائيل على استعداد لبدء مفاوضات بدون شروط مسبقة». وقال «لقد وضعنا اجراءات ثقة لمحاولة توفير مناخ أفضل لهذه المباحثات»، مشيرا إلى الاتفاق الذي وضع حدا لإضراب المعتقلين عن الطعام والآخر الذي سلمت إسرائيل بموجبه جثث ناشطين فلسطينيين. كما أكد عريقات عقد هذه اللقاءات موضحا أن هذا الحوار يتعلق بمطالب فلسطينية ولا علاقة له بمفاوضات السلام. وقال «تحدثنا مؤخرا عن ضرورة الافراج عن جميع الأسرى المعتقلين قبل اتفاقات اوسلو وعددهم 123» اسيرا.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعلن السبت استعداده لإجراء «حوار» مع نتانياهو اذا وافقت إسرائيل على تحرير الأسري المعتقلين قبل توقيع اتفاقات اوسلو بشان الحكم الذاتي الفلسطيني عام 1993. لكنه اشترط لاستئناف المفاوضات المباشرة وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض.
إلى ذلك قال تقرير حقوقي إن أسرى قاصرين فلسطينيين في أحد السجون الإسرائيلية يعانون من أوضاع صعبة للغاية. وذكر نادي الأسير الفلسطيني في تقرير له نقلا عن محاميه الذي زار سجن «هشارون» الإسرائيلي، أن الأسرى القاصرين فيه يعانون من سوء الطعام كماً ونوعاً وكذلك من جودته.
وأضاف أن هؤلاء يواجهون عمليات اقتحام يومية لأقسام السجن مستخدمة في ذلك كلاب بوليسية، إضافة إلى استخدام إدارة السجن سياسة العزل كعقوبة بحقهم «تحت حجج واهية».
وذكر التقرير أن الأسرى القاصرين أكدوا بأنهم لا يستطيعون النوم «فالسجانين يواصلون إصدار أصوات مزعجة ويصرخون وعلى الرغم من حديثهم معهم ليتمكنوا من النوم إلا أنهم وفي العادة ينهالون عليهم بالشتائم». كما اشتكى الأسرى- وفق التقرير- من سوء أوضاع غرفهم وافتقاد أقسام السجن لأي بنية تحتية.
وناشدوا ضرورة إنقاذهم أو العمل على نقلهم لأي سجن آخر في ظل ما يعانون منه من أوضاع صعبة، معتبرين أن ما يجري بحقهم بأنها «سياسة عقابية متعمدة من إدارة السجون الإسرائيلية». وتعتقل إسرائيل قرابة أربعة آلاف و600 أسير، من بينهم 215 طفلا.
ومن المقرر أن يعود الأسرى اليوم للإضراب عن الطعام تضامنا مع ثلاثة من زملائهم المضربين عن الطعام منذ عدة أسابيع. وبهذا الصدد قال مركز أسرى فلسطين للدراسات إن الإضراب سيكون جزئيا بهدف التضامن ليوم واحد فقط مع زملائهم المضربين عن الطعام.