الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مقالات


سمو رئيس الوزراء الموقر

تاريخ النشر : الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢



هو شمعة البحرين ونورها وضياؤها. وهو الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء. وهو الشجرة المباركة الوارفة الظلال التي نطمئن إليها، ونتفيأ ظلالها ونسعد بجوارها.
إنه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر. حفظه الله ورعاه. المتواجد الآن في مملكة تايلند، حيث شارك سموه في (المنتدى الاقتصادي العالمي لدول شرق آسيا). متحدثاً باسم البحرين ودول مجلس التعاون، يستعرض الرؤية الاقتصادية المثلى للمنطقة بتعاونها المثمر مع مجموعة دول شرق آسيا، كما يضع البحرين على خريطة دول العالم النامي والمتحضر.
عندما يغيب عنا سمو الأمير، تغيب معه طلّة البحرين المهيبة البهّية. ونشتاق إليه في هيئته، وهيبته، وأناقته ووقاره. واشتياقنا إلى سمو الأمير خليفة (وولهنا عليه) دفعنا إلى الكتابة عنه. وعن بعض السمات الخاصة جداً والجميلة في شخصية سموه الغنية بالذوق والجمال (عن هيئة سموه، وعن أسلوبه في الحديث، وعن اهتمامه الكريم بشؤون وشجون المواطن البحريني).
ولعل أكثر ما يشد انتباه المرء في ملاحظته لهيئة سمو رئيس الوزراء هو (أناقته الدائمة). وأعتقد جازماً أن كل بحريني لابد أن يشعر بالفخر والإعجاب بهذا الأمير المهيب. الذي يعكس فعلاً (كشخة) الأمير البحريني المحترم والمثقف النبيل، والمواطن الحر الأصيل. سواء كان بثوبه البحريني النفيس والصديري المطرز وبشته العطِر. أو ببدلته الباريسية الفارهة الأنيقة عندما يكون في الخارج.
فهو في كل الأحوال لا يخرج إلى الملأ إلا بكامل أناقته، وقيافته، وابتسامته الجميلة. وكثيراً ما يوصي وزراءه (بالتجمل) أمام الناس، فلا يلبسون إلا الجميل، ولا يضمرون سوى الأجمل.
وأناقة سمو رئيس الوزراء - حفظه الله ورعاه - لم تأت من فراغ، بل هو من روعة الفنان الذي تشكل في شخصه الكريم والموهبة لديه، وكذلك حبه وعشقه للفنون جميعاً. وأولها عشقه للفنون التشكيلية. وهو لذلك يرعى سنوياً معرض الفنون التشكيلية في البحرين. الذي يوليه الاهتمام والرعاية والتشجيع دائما.
ولذلك، إذا تمعنت جيداً عزيزي القارئ في أناقة سمو رئيس الوزراء، ستجد أن فناناً محترفاً ودقيقاً يقف خلف اختياره لتفاصيل مكتبه ومجلسه وملبسه. وتناغم الألوان والمواد مع المكان والمناسبة. إنه ذوقه الخاص، وحسّه المرهف، وموهبته الفنية.
وإذا تأملت وقوفه، فهو لا يقف إلا شامخاً، منتصب القوام، حاد النظرات، واثقاً ومبتسما.
ولهذا، فهو كثيراً ما يتحدث مع طاقم الموظفين لديه من خلال (النظرات فقط)، وهي لغة الحوار لدى أهل الفطنة والكياسة. وخاصة في الدواوين والقصور الملكية.
وإذا تحدث سموه، أسر محدثه بصوته الشجي، وحسن حديثه، وسلاسة أسلوبه، والمنطق الذي يتحدث به. فهو المتحدث اللبق الذي ينتقي أجمل المفردات وأرقاها كي يعبر بها عن رأيه أو فكرته التي يريد إيصالها إلى مستمعيه. وهو في ذات الوقت مستمعٌ جيد، يتعامل مع الناس على مختلف مستوياتهم بالأدب الجم والمحبة واللطف والاحترام. ويصغي إليهم بكل اهتمام، مهما كبر شأنهم أو صغر.
وأتمنى في هذا المقام على تلفزيون البحرين أن يتحفنا ببعض المقتطفات من أحاديث سموه الأسبوعية التي يلقيها على زوار مجلسه الأسبوعي في كل أحد.
ففي أحاديث سموه - حفظه الله - الكثير من الحكمة والموعظة والعبر. وهي أشبه بالمحاضرات في الوطنية الصادقة وحسّ الانتماء والعطاء لهذا الوطن الحبيب. وتصلح أن تكون هذه الأحاديث الأسبوعية نبراساً يهتدي بها كل مواطن يسعى إلى الخير والعطاء والبناء.
أكثر من خمسين عاماً من البذل والعطاء للبحرين وأهلها.
منذ عام 1953 وسمو الأمير خليفة بمعية والده المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ينظر إلى شؤون الرعية ويتفقد أوضاعهم المعيشية ويرعاها بصدق محبته وعطائه.
لم يبخل بزهرة شبابه أن يُفنيها في العطاء لوطنه، ولشعبه الكريم.
يقول عنه الأستاذ محمد بن ابراهيم المطوع، في حديث الذكريات من كتاب (رجل وقيام دولة):
«من المواقف الطريفة التي صادفت سمو الأمير خليفة في إحدى جولات تفقد سموه لمواقع العمل في البحرين في غير الأوقات الرسمية، ما حدث عندما قام سموه بزيارة ليلية مفاجئة لميناء سلمان. وعند وصول الموظف المسؤول على بوابة الدخول، رفض الموظف الإذن لسمو الأمير بالدخول، ذلك أنه لم يتعرف على سموه، وعلى أساس أن سموه ليس لديه تصريح لدخول منطقة الميناء. فسأله سمو الأمير (أتدري من أنا؟) فأجاب الرجل (ربما تكون خليفة بن سلمان، فأنت تشبهه كثيرا) فابتسم سمو الأمير، وأصر الرجل على موقفه. فحاول سمو الأمير خليفة باسماً إقناع الموظف بأن يفتح له البوابة دون أن يُفصح عن شخصيته، لكن دون جدوى.
وأخيرا غضب موظف الأمن وحذر سمو الأمير خليفة بأنه إذا لم يبتعد عن البوابة فإنه سوف يستدعي الشرطة!!... وفي صباح اليوم التالي تم استدعاء هذا الموظف إلى ديوان سمو رئيس الوزراء.
وكان الرجل في حالة يرثى لها من الخجل والارتباك. إلا أن ارتباكه تبدد تماماً عندما استقبله سمو الأمير، وأمر له بمكافأة نظير حرصه وإخلاصه في عمله».
اليوم، عندما نتذكر سمو الأمير خليفة بن سلمان وهو في سفراته البعيدة. يعاودنا الحنين إليه ونشتاق إلى طلته البهية وحسّه بيننا. فهو شمعة البحرين وشجرتها المباركة. ولا يسعنا إلا أن ندعو له بالصحة والسعادة وطول العمر. ونسأل الله العلي القدير أن يحفظه لنا. وأن يعود سالماً غانماً معافى إلى شعبه الكريم، ووطنه الحبيب.
حفظ الله سمو رئيس الوزراء. وحفظ الله البحرين حرة كريمة. والله خير الحافظين.