الرياضة
في دوري الدرجة الأولى
نجوم مؤثرون غابوا عن أنديتهم بقرار مدربيهم
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢
يترك غياب لاعبين لهم وزنهم عن فرقهم في الدوري العام لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم أكثر من علامة استفهام لدى المتابعين لشأن كرة القدم المحلية وبالذات إذا سلمنا بأن هؤلاء يمكن أن يفرضوا نجوميتهم كما كانوا في فترات سابقة حين كانت تتاح لهم الفرص وبالمقابل نرى أن الدوري أتاح الفرصة لبزوغ نجومية لاعبين كانوا حتى وقت قريب ليسوا ضمن دائرة المتابعة الجماهيرية، ولكن حين أتيحت لهم الفرصة تمسكوا بها ولم يجعلوها تفلت منهم، لأنهم يعرفون إن كرة القدم فرص ولابد من التمسك بهذه الفرص التي قد لا تأتي إلا مرة واحدة!
فحين يتمكن مدرب مثل الكابتن محمد زويد في توظيف إمكانات لاعب مثل أحمد الختال لينفرد بصدارة هدافي الدرجة الأولى بعد أن كان مهاجما مغمورا في الدرجة ثانية فهو أمر يحسب لهذا المدرب ويؤكد على قدرته في التعاقد مع لاعبين يخدمون الأسلوب الذي ينتهجه وأعتقد بأن اللاعب الختال أثبت بأنه مهاجم يعرف كيف يسجل من أنصاف الفرص وهي موهبة عوض بها بعض الإمكانات الفردية التي تنقصهن وقد اختلف كثيرون مع بيتر تايلور يوم ضم الختال لقائمة المنتخب، ولكن الرجل كان يعرف إن اختياره يتوافق مع أسلوب اللعب الذي ينتهجه في المنتخب، ولم يكن الختال هو الوحيد الذي قدمه الكابتن زويد فهناك أيضا اللاعب جاسم عياش الذي يعد واحدا من اللاعبين الواعدين الذين ينتظرهم مستقبل باهر في اللعبة وكثير من أهداف الختال كانت تمر عبر هذا اللاعب.
وفي البسيتين برز اللاعب عيسى غالب من خلال أهدافه النادرة والمثيرة، وظهرت حينها الأقاويل بشأن تفريط المحرق فيه وبروزه في البسيتين، وهو يملك مهارات عالية وقوة تسديد بالقدم اليسرى، وهو قدم عربون نجوميته مما عجل بتواجده في المنتخب الأولمبي، وهو لاعب دؤوب الحركة ويعد من المكاسب التي قدمها الزياني للمنتخبات الوطنية ولفريقه، ومن البارزين الذين سجلوا حضورهم بقوة لاعب النجمة أحمد المهيزع والذي بزغت موهبته منذ كان في المحرق، ويتميز بالمهارات العالية، وهنا يترك أكثر من علامة استفهام بالنسبة للمحرق حول تغريبه للاعبين من شاكلة المهيزع و عيسى غالب، إضافة الى وجود لاعبين يمكن أن يتحولوا إلى نجوم.
وفي مقابل هؤلاء الذين برزوا يجد آخرون لم تتح لهم فرص اللعب ، وقد لا يتناسبوا مع الطريقة التي يلعب بها المدربين فلاعب مثل حمد الدخيل يعد اليوم واحدا من أفضل اللاعبين الذين يمكن أن يكونوا عماد مستقبل كرة القدم في البحرين، ولكن الفرصة الكاملة لم تتح له في ناديه ولكنه أثبت في اللحظات التي زج به الكابتن السعدون بأنه يملك إمكانات عالية جدا في منطقة المناورة، ولكن المدرب قد يرى أن الفرصة وهو في طور المنافسة تتوقف على اللاعبين أصحاب الخبرة، ولكنني شخصيا أعتقد أنه بشيء من الجرأة كان يمكن للدخيل أن يأخذ فرصته، وهو في المرات القليلة كان مؤثرا، إلى جانب ابن عمه عبد الله الدخيل والذي عاد إلى المحرق بعد أن كان أعير للنجمة، وهو لاعب أثبت فيما مضى أنه هداف بالفطرة، ولكن السعدون أبقاه على مقاعد الاحتياط في ظل وجود لاعبين من ذوي الخبرة من شاكلة دييغو البرازيلي وحسين علي وإسماعيل عبد اللطيف.
في الأهلي كانت هناك غياب مؤثر ترك بظلالها على الفريق وأثرت بشكل كبير على تجانسه وانسجامه فانسحبت على نتائجه ومن ثم بقائه، وقد يكون لتغييب بعض اللاعبين عائد إلى رؤية المدربين ، ولكن حاجة الأهلي إلى لاعب من شاكلة محمود عباس لا يختلف عليها اثنان، مهارة وقدرة على التسجيل، وشخصيا كنت وقفت على تألمه وهو بعيد عن فريقهن ويومها تمنى علي ألا يخرج ما باح به لي من كلام للنشر، وأنا وعدته بذلك، وكثير من الأهلاوية يرون آنذاك حاجة الفريق إليه، وكذلك الحال مع قائد الفريق عيسى شهاب وهو مؤثر في خط الظهر، ولكن تبقى رؤية الجهاز الفني أحق أن تحترم.
في الرفاع كان إشراك اللاعب عبد الرحمن بن مبارك وهو هداف للدوري في مرة سابقة ولكن كان إشراكه في الموسم المنقضي قليل جدا، وفي المرات القليلة التي شارك فيها كان يسجل أهدافا نادرة، وغياب عبد الرحمن ترك المجال في البداية لكثير من التكهنات حول خلافات له مع المدرب مرجان عيد، وأشيع بأن اللاعب له رغبة الاحتراف الخارجين وبغض النظر عن وجهة نظر الكابتن مرجان فإن اللاعب عبد الرحمن يملك رصيدا كبير من الإعجاب لدي الرفاعيين من مسئولين وجماهير ويستبشرون كثيرا حال مشاركته، ولعل اختيار المدرب تايلور له ليكون ضمن المجموعة المتواجدة في معسكر القاهرة استعدادا لكأس العرب يؤكد بأن اللاعب يتمتع بموصفات اللاعب القادر على تغيير دفة نتيجة مباراة بأكملها.
وبعيدا عن الهدافين حري بنا الإشارة إلى غياب اللاعب محمود العجيمي حارس الشباب والذي كان في فترة سابقة حارسا للفريق الأولمبي وهو يصر دوما على أن بمقدوره أن يكون من ابرز الحراس من خلال تدريب المستمر حتى بشكل فردين وكانت لديه العديد من عروض الانتقال لنواد أخرى لم تنته إلى قرار، طبعا لا نريد أن نختزل النجوم المغيبون فيمن ذكرناهم لأن هناك آخرون لهم تاريخهم وخبرتهم فرض عليهم مدربيهم أن يكونوا حبيسي مقاعد الاحتياط، وكذلك لا يمكن اختزال اللاعبين البارزين في الدوري ببضعة لاعبين ولكن هناك آخرين سيأتي الدور على ذكرهم خلال عملية تحليلنا ورصدنا للدوري العام.