راصد
مجرّد خدمات استقبال وضيافة
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢
جمال زويد
مع كامل احترامنا وتقديرنا لشركة داناتا الإماراتية التي قررت مؤخراً شركة مطار البحرين إبرام اتفاقية مشتركة معها لتقديم خدمات الاستقبال والمساعدة للمسافرين في مطار البحرين الدولي، إلاّ أنه يحقّ لنا أن نتساءل: ولماذا داناتا الإماراتية؟ ألا توجد شركات أو مؤسسات بحرينية يمكنها أن تضطلع بهذه المهمة وتستطيع تقديم هذه الخدمات؟!
استوقفني نهاية الأسبوع الماضي تصريح السيد نبيل كانو عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين رئيس اللجنة السياحية بالغرفة الذي عبّر عن استياء الشركات السياحية المحلية بشأن هذه الاتفاقية التي استبعدتها عن عمل ومهمة عادية يتم تنفيذها ورعايتها في جميع مطارات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من قبل شركات محلية في كل دولة، وهذا النظام معمول به في غالب مطارات العالم، أهل البلد ومؤسساته أولى بخدماته.
في الحقيقة يمكن أن نجد عذراً لشركة مطار البحرين الدولي لو كان الأمر متعلقاً بتقديم خدمات استثنائية أو (خارقة) يعجز البحرينيون عن مقارعتها أو تقديم ما يشابهها أو لا يمكنهم المنافسة فيها. غير ان الأمر يتعلق فقط بخدمات استقبال وضيافة مسافرين في المطار، وهي مسألة أعتقد أننا نهين البحرينيين حينما نلتفت إلى غيرهم ونكلّفه بتقديمها في عقر دار هؤلاء البحرينيين.
ويمكن أيضاً أن نجد عذراً لشركة مطار البحرين الدولي في اتفاقيتها مع شركة غير وطنية لو كان الوضع الاقتصادي في البحرين في معدّله الطبيعي، والشركات عندنا متخمة بالأعمال والمشروعات، ولا تحيط بالوطن أخطار تتربّص به وتسعى الى إضعافه والإساءة إلى مقدّراته ومكتسباته الاقتصادية والسياسية بكل قوّة. والعذر موجود لهذه الشركة لو أن البحرينيين قد صفّروا نسبة البطالة بينهم وأنه لا يوجد خريجون بلا أعمال، وأن مناضد وسجلات الوزارات والمؤسسات والشركات خالية من العاطلين، وأن أبناءنا لا يكادون يتخرجون من مدارسهم أو جامعاتهم حتى تنهال عليهم الوظائف من كل حدب وصوب.
بعض الأحيان نقرأ تصريحات عن وضع اقتصادي صعب أو توجه لترشيد الإنفاق أو ثروتنا البشرية أو بحرنة الوظائف أو ما شابه ذلك، ثم يعقبها فعل أو أفعال تنقصها أو تفقدها قيمتها.
سانحة:
تعرف أخلاق الرجال عند أربع: في السفر، السجن، المرض، المخاصمة.