الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد

في الاستبانة الشهرية لبنك «أوف أمريكا ميريل لينش»:
الأسواق تترقب السياسات المالية والاقتصادية الجديدة لكبار صانعي القرار في العالم

تاريخ النشر : الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٢



كشفت نتائج الاستبانة الشهرية لبنك أوف أمريكا ميريل لينش لآراء مديري صناديق الاستثمار لشهر يونيو، عن عودة مخاوف تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بقوة إلى الساحة، وسط توقعات متزايدة بتحركات حاسمة لكبار صانعي القرار في العالم.
وأشارت تلك النتائج إلى أن 11% من المشاركين في الاستبانة يعتقدون أن الاقتصاد العالمي سوف يتباطأ خلال الشهور الاثني عشر المقبلة، في أدنى نسبة من نوعها منذ ديسمبر 2011. وكان 15% من المشاركين قد أعربوا خلال الشهر الماضي عن اعتقادهم بأن الاقتصاد العالمي سوف يزداد قوة، في تحول سلبي بلغت نسبته 26% هو الأعلى من نوعه منذ فترة يوليو - أغسطس 2011، بالتزامن مع تفاقم وطأة أزمة الديون السيادية الأوروبية. وشهدت توقعات المشاركين لربحية الشركات تحولاً سلبياً مشابهاً، حيث أعرب 19% منهم في يونيو الحالي عن توقعهم انخفاض أرباح الشركات خلال الشهور الاثني عشر المقبلة، مقارنة مع 1% منهم توقعوا ارتفاع تلك الأرباح الشهر الماضي.
الابتعاد عن المخاطر
وتبنى المشاركون بقوة مواقف «الابتعاد عن المخاطر»، حيث بلغ متوسط الحيازات النقدية في المحافظ الاستثمارية في يونيو الحالي، أعلى مستوياته منذ بلوغ أزمة الائتمان ذروتها في يناير 2009 حين سجلت نسبتها 5,3% في تلك المحافظ، بارتفاع عن نسبة 4,7% التي سجلتها في مايو الماضي. من ناحيته، هبط المؤشر المركَّب للمخاطر والسيولة إلى 30 نقطة، مقارنة مع متوسط 40 نقطة المعتاد. من ناحية أخرى، تراجعت المبالغ التي خصصها مسؤولو تخصيص الأصول الاستثمارية للأسهم العالمية إلى أقل من المتوسط المعتاد وارتفعت حصة استثماراتهم في السندات.
ومع تزايد تأييد سياسات التحفيز الاقتصادي، بات معظم المديرين المشاركين في استبانة شهر يونيو الجاري يعتقدون الآن أن السياسات النقدية العالمية «تقييدية أكثر مما يجب». وفي حين تبنى 6% من المشاركين هذا الموقف في أعلى نسبة من نوعها منذ ديسمبر 2008، أعرب 15% منهم عن اعتقادهم في مايو الماضي أن تلك السياسات كانت «محفِّزَة أكثر مما ينبغي». في المقابل، واصلت نسبة المشاركين الذين يعتقدون أن السياسات المالية العالمية «تقييدية أكثر مما يجب» الارتفاع لتبلغ 28% في يونيو الحالي مقارنة مع 23% فقط أعربوا عن نفس الاعتقاد في مايو الماضي.
وفي سياق تعليقه على هذه التطورات، قال جاري بيكر، رئيس دائرة استراتيجية الأسهم الأوروبية في شركة بنك أوف أمريكا ميريل لينش للبحوث العالمية: «تبنى المستثمرون مواقف متطرفة في الابتعاد عن المخاطر وأمعنوا في بيع حيازاتهم من الأسهم، لكن الأمور لم تصل بعد إلى حد الاستسلام الكامل. ولا تزال المخصصات الأوروبية المنخفضة الخاصة بالاستثمار في الأسهم تتماشى مع توقعات تنامي مستويات المخاطر في منطقة اليورو».
من ناحيته، قال مايكل هارتنت، كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم العالمية في شركة بنك أوف أمريكا ميريل لينش للبحوث العالمية: «تحولت الآمال التي أعرب عنها المستثمرون بحدوث استجابة من قبل كبار صانعي القرار العالمي الشهر الماضي، إلى توقعات خلال الشهر الحالي، وباتت الأسواق تترقب بلهفة واضحة صدور قرارات حاسمة عن أولئك المسؤولين في يونيو الحالي».
تقييمات متدنية للغاية للأسهم
بلغت تقييمات أسعار الأسهم العالمية أدنى مستوياتها منذ أغسطس 2011. وأعرب 48% من المشاركين عن اعتقادهم أن تلك التقييمات أدنى مما يجب، وأنها تضاهي أدنى المستويات السعرية التي تم تسجيلها منذ بدء نشر تقارير نتائج هذه الاستبيانة العالمية. وتعتبر هذه النسبة أعلى من نسبة 35% التي تم تسجيلها في مايو الماضي ونسبة 22% التي تم تسجيلها في إبريل الماضي. في نفس الوقت، أكد 83% من المشاركين في الاستبانة أن تقييمات أسعار السندات أعلى مما تستحق، في نسبة هي الأعلى أيضاً من نوعها تاريخياً، وبارتفاع ملحوظ عن نسبة 74% المسجلة في مايو الماضي.
وتبدو هذه النظرة لمستويات الأسعار أكثر وضوحاً في أوروبا، حيث أعرب 45% من المشاركين في الاستبانة عن اعتقادهم أن أوروبا هي المنطقة التي تشهد أعلى مستويات التقييم «الأدنى مما يجب» للأسعار؛ في أعلى نسبة من نوعها تاريخياً وبارتفاع بلغت نسبته 27% عن مايو الماضي.
ولاحظت الاستبانة تخارج مسئولي تخصيص الاستثمارات من الأسهم العالمية، لتبلغ نسبة الذين خفضوا استثماراتهم فيها 4%، مقارنة مع 16% كانوا قد عززوا استثماراتهم فيها الشهر الماضي. وبلغت نسبة مسئولي تخصيص الاستثمارات الذين خفضوا استثماراتهم في السندات ما دون المتوسط 23%، بتراجع ملحوظ عن 33% فعلوا ذلك في مايو الماضي. وسجلت المواقف الاستثمارية للمستثمرين العالميين أقرب مستوياتها من التعادل في نسب الاستثمار بين الأسهم والسندات منذ نوفمبر 2011.
تجدد المخاوف من الاقتصاد الصيني
توقف التفاؤل المتزايد الذي ساد آراء المشاركين في استبانة الشهر الماضي حول آفاق تحسن الاقتصاد الصيني، وتساوت في شهر يونيو الحالي نسب المتفائلين والمتشائمين حول آفاق ذلك الاقتصاد خلال العام الحالي، مقابل 10% توقعوا تحسن أدائه في مايو الماضي. وارتفعت نسبة الذين يتوقعون هبوطاً قاسياً للاقتصاد الصيني هذا العام، من 9% في مايو الماضي إلى 16% في يونيو الحالي.
كما تراجع التفاؤل بأداء الأسواق الصاعدة، حيث انخفضت نسبة مسؤولي تخصيص الاستثمارات الذين عززوا مخصصاتهم للاستثمار في أسهم الأسواق الصاعدة من 34% في مايو الماضي إلى 17% في يونيو الحالي. كما فقدت أسهم شركات السلع الأساسية حظوتها، حيث بلغت نسبة مسؤولي تخصيص الاستثمارات الذين قلصوا حصص أسهم شركات السلع الأساسية في محافظهم الاستثمارية 8% في يونيو الحالي، في أدنى نسبة من نوعها منذ فبراير 2009.
من ناحية أخرى، ارتفعت مخصصات مسؤولي تخصيص الاستثمارات للاستثمار في الأسهم الأمريكية في يونيو الحالي، لتبلغ نسبة الذين عززوا مخصصاتهم للاستثمار في تلك الأسهم 31%، بارتفاع شهري بلغت نسبته 5% عن مايو الماضي. لكن نسبة المستثمرين الأمريكيين الذين تبنوا مثل هذا الموقف تراجعت، حيث توقع 36% من المستثمرين الأمريكيين المشاركين في الاستبانة الاقليمية الأمريكية، تدهور حالة الاقتصاد الأمريكي خلال الشهور الاثني عشر المقبلة.
العودة إلى الأسهم التقليدية المقاومة لتأثيرات الدورات الاقتصادية
انسجاماً مع توجهات «الابتعاد عن المخاطر»، تحول المستثمرون مجدداً خلال الشهر الحالي إلى الأسهم التقليدية المقاومة لتأثيرات الدورات الاقتصادية، وعززوا استثماراتهم في أسهم شركات المستحضرات الصيدلانية والأدوية والمرافق العامة والاتصالات والمواد الغذائية الأساسية مقارنة مع مستوياتها في مايو الماضي. وبينما تحملت أسهم شركات المواد الأولية والطاقة والصناعة القسط الأكبر من تخفيضات المخصصات الاستثمارية في يونيو، لا تزال أسهم شركات التكنولوجيا تمثل القطاع المفضل من قبل المستثمرين.