مسافات
«الأرانب» الذين صنعتهم أمريكا في البحرين!
تاريخ النشر : الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
في سباقات الجري لمسافات طويلة، وحين تشارك بعض الدول بأكثر من لاعب في السباق توكل إلى أحدهم مهمة إرهاق بقية المتنافسين بالجري السريع منذ بداية المباراة، ويسمى هذا الشخص (الأرنب)! حتى تحين اللحظة التي يجهد فيها المتنافسون الآخرون، فيقوم فيها متسابق آخر من نفس الدولة بالتقدم في نهاية السباق ومفاجأة الآخرين بإحراز (الفوز) وكسب الميدالية!
وخلال السنوات العشر الأخيرة قامت (الإدارة الأمريكية) بصناعة مجموعة (أرانب) ورمت بهم في الشارع السياسي البحريني تحت أسماء مختلفة: (ناشط حقوقي)! أو (ناشط سياسي)! أو (ناشط إنساني)، أو (مدون سياسي)! أو (ناشط إعلامي)!.. ووفرت لهم دورات تدريبية والمشاركة في (ورش عمل) حزبية، كما وفرت لهم مقابلات صحفية في جرائد ومجلات وقنوات فضائية أمريكية وأوروبية، وأشركتهم في ندوات عالمية أو مؤتمرات حقوقية دولية.. وصرفت عليهم أموالا طائلة.. من تذاكر سفر وإقامة في فنادق فاخرة! ومصاريف (بوكت موني)! وتسهيلات الحصول على (فيزات) المرور والدعوة لهم بالتوفيق في الحل والترحال!
هؤلاء (الأرانب) الذين صنعتهم (الإدارة الأمريكية) في البحرين، مثلما صنعت غيرهم في دول أخرى، معظمهم يعملون تحت لافتة (منظمات المجتمع المدني)! والمكاتب والمعاهد السياسية الأمريكية العاملة في المنطقة، وذلك من أجل إعطائهم (الحصانة) ضد المساءلة القانونية أو تقديمهم للمحاكم أثناء ارتكابهم المخالفات والجنح والجرائم بحق الدولة والمواطنين.. وشيئا فشيئا يتحول هذا الشخص البحريني إلى مواطن أمريكي، وتتعامل معه السفارة الأمريكية على هذا النحو! ولا تسمح للسلطات الأمنية والقضائية البحرينية بمحاكمتهم أو الاقتراب منهم!
هؤلاء (الأرانب) الذين صنعتهم أمريكا ودول غربية أخرى لعبوا دورا كبيرا في تحريض المخربين الذين ارتكبوا (ومازالوا) يرتكبون أعمال العنف والتخريب والحرائق ويستخدمون المولوتوف والقنابل والأسياخ الحديدية ضد رجال الشرطة والمواطنين، ويروح ضحيتها الأبرياء.
وإذا كانت (الإدارة الأمريكية) تريد إنجاح أي مساع للحوار الوطني، وإيجاد حلول سياسية سلمية في الأزمة الراهنة، فعليها أن تتخلص من كل هؤلاء (الأرانب) الذين صنعتهم، لأن هؤلاء هم سبب الأزمة وليس المواطنين (سواء كانوا شيعة أو سنة) في البحرين.. أما إذا كانت (واشنطن) تواصل سياسة المزيد من (الأفواه والأرانب)! لإنهاك الفريق البحريني في سباقات الجري، فإنها لا تصلح أن تكون (حكما) في دورة الألعاب الأولمبية!