الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


36 قتيلا في قصف وأعمال عنف والأمم المتحدة تؤكد أن سوريا الآن في حرب أهلية

تاريخ النشر : الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٢



نيويورك - الوكالات: اعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو أمس الثلاثاء ان «سوريا الآن في حرب اهلية». وقتل 36 شخصا على الاقل في سوريا أمس الثلاثاء في قصف واعمال عنف اخرى بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال لادسو لمجموعة صغيرة من الصحفيين ردا على سؤال عما اذا كان يظن ان سوريا دخلت مرحلة الحرب الأهلية «نعم أظن انه يمكننا قول ذلك. من الواضح ان ما يجري هو ان حكومة سوريا فقدت السيطرة على انحاء واسعة من اراضيها، على مدن عدة، لصالح المعارضة وهي تحاول استعادة السيطرة عليها». واضاف «هناك ارتفاع هائل في وتيرة العنف».
من جانبها اتهمت سوريا الولايات المتحدة بالتدخل «السافر» بشؤونها الداخلية، مؤكدة ان التصريحات التي تطلقها تشجع «الإرهابيين» على تصعيد عملياتهم في البلاد. وقالت وزارة الخارجية في بيان ان التصريحات الأمريكية «تقلب الحقائق وتزور ما يجري على الارض وتشجع المجموعات الارهابية المسلحة على ارتكاب مزيد من المجازر والعنف والإرهاب ليس في الحفة فحسب بل في جميع أرجاء سوريا».
وأضافت الخارجية ان الإدارة الأمريكية «تابعت تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لسوريا ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة والتغطية على جرائمها وتشويه الحقائق حول سوريا». وتابعت ان ذلك «انعكس في تصريحات تصعيدية خلال الايام الأخيرة بشكل خاص انسجاما مع التصعيد الذي يقوم به الإرهابيون في مختلف أنحاء سوريا وقتلهم للعشرات من الأبرياء وهجماتهم الإرهابية على عدد من المدن السورية».
واعربت الولايات المتحدة يوم الاثنين عن قلقها من ان يكون النظام السوري يستعد لارتكاب مجزرة جديدة اثر معلومات عن استخدام قذائف الهاون والمروحيات والدبابات في مدينة الحفة في محافظة اللاذقية في غرب البلاد.
وتعرضت ثلاث سيارت تقل المراقبين الدوليين امس إلى اطلاق نار بعد ان أجبرت على مغادرة منطقة الحفة في محافظة اللاذقية، بحسب ما أفادت المتحدثة باسم البعثة سوسن غوشة في بيان. وذكرت غوشة انه «تم اطلاق النار على ثلاث سيارات تقل المراقبين فيما كانوا يغادرون منطقة الحفة باتجاه ادلب»، مشيرة إلى ان «مصدر إطلاق النار لا يزال غير واضح». وأوضحت المتحدثة ان المراقبين كانوا يعودون ادراجهم بعد ان اجبروا على مغادرة المنطقة حيث تصدت لهم «حشود غاضبة» لدى محاولتهم الوصول إلى الحفة و«أحاطت بسياراتهم ومنعتهم من التقدم». وأشارت إلى ان هذه الحشود «التي يبدو أنها من سكان المنطقة» قامت بعدها «بالقاء الحجارة والقضبان الحديدية على سيارات الامم المتحدة». واكدت غوشة ان المراقبين «عادوا إلى مراكزهم وهم الآن بامان».
واوضحت المتحدثة ان البعثة تحاول الوصول إلى منطقة الحفة منذ 7 يونيو لكن اعمال العنف المتواصلة تعوق ذلك، داعية اطراف الصراع إلى «تأمين وصول المراقبين فورا ومن دون عوائق إلى مناطق النزاع».
وتتعرض المنطقة للقصف منذ أسبوع في موازاة اشتباكات عنيفة على اطراف المدينة وفي بعض القرى المجاورة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، ما تسبب بمقتل 120 شخصا هم 68 عنصرا من القوات النظامية و29 من المقاتلين و23 مدنيا، بالإضافة إلى مئات الجرحى، بحسب المرصد.
وواصلت القوات النظامية السورية لليوم الثامن على التوالي للمدينة، بحسب ما افاد به المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقتل 36 شخصا، هم 24 مدنيا و12 عنصرا من قوات النظام، في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس.
وفي واشنطن اعلن مسؤول عربي كبير يوم الاثنين ان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان عليه ان يتخذ قرارا حول نجاح خطته لتسوية الأزمة السورية عند انتهاء تفويض بعثة الامم المتحدة الشهر المقبل، مشددا على ضرورة الا تظل من دون مهلة محددة.
وقال المسؤول الذي رفض كشف هويته «اعتقد ان المطلوب هو رؤية مدى التقدم الذي سيتم إحرازه حتى 19 يوليو موعد انتهاء مهلة البعثة رسميا». لكنه اضاف ان الدول المجاورة لسوريا ترصد أعمال العنف الدامية بقلق متزايد بينما تسعى للتوصل إلى حل وسط ازمة متفاقمة للاجئين ومخاوف من تمدد العنف إلى أراضيها.
وتابع المسؤول امام صحفيين «نحن واضحون عندما نقول ان خطة عنان يجب ان يكون لها فترة زمنية ولا يمكن ان تظل من دون مهلة. وعلى عنان ان يقرر ما اذا كانت خطته يتم تطبيقها وما اذا نجحت ام لا. ومن المفترض ان يتم التمديد لها في يوليو».
واضاف «عندما نتحدث عن نجاح فنحن نقصد كل بنود الخطة لانها متكاملة... لم نتوصل إلى وقف لإطلاق النار ولا إلى عملية سياسية».
واعرب عن اعتراضه على اقتراح قدمه عنان في شان تشكيل مجموعة اتصال تشمل إيران وروسيا والصين. وتابع المسؤول «انه وضع يخص الجامعة العربية وبالتالي فان وجود إيران سيثير الكثير من المشاكل».
وقدمت طهران أمس الثلاثاء دعمها ضمنيا لاقتراح روسيا تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة إيران مؤكدة في الوقت نفسه ان المسالة السورية يجب ان تحل «من قبل السوريين». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست ردا على سؤال حول موقف طهران حيال مؤتمر دولي حول سوريا اقترحته موسكو «سندعم اي طريقة تساعد في تسوية القضية السورية عبر الحوار بين الحكومة والمعارضين في إطار مناسب». وأدلى مهمنبارست بهذا التصريح عشية زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لطهران حيث سيبحث وخصوصا المسالة السورية.
وأعلن لافروف يوم السبت ان موسكو ترغب في تنظيم مؤتمر حول سوريا في اسرع وقت ممكن من اجل تطبيق خطة كوفي عنان التي لم تؤد حتى الان إلى وقف أعمال العنف.
الى ذلك اعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الثلاثاء ان تمديد مهمة بعثة المراقبين في سوريا بعد يوليو سيكون صعبا اذا لم يحصل تقدم في تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي انان لاحلال السلام في هذا البلد. وقالت الوزيرة الأمريكية خلال اجتماع في واشنطن «إذا لم يحصل تحرك ملحوظ بحلول ذلك التاريخ فسيكون صعبا جدا تمديد مهمة خطرها متزايد على المراقبين على الارض».