مصارحات
هل يعرف قدر نفسه؟!
تاريخ النشر : الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
إليكم ما قاله علي سلمان، أحد رؤوس التحريض يوم أمس الأوّل: «سعادة المشير لتعلم أن كلمتين بفتوة شرعية!! سيقدم أبناء هذا الشّعب عشرات الألف على كفوفهم لا تبقي ولا تذر) !! ويواصل جيفارا: «نعم كلمتنا سمحة لاننا نحب هذا الوطن بمن فيه انتم لاننا رحماء!! على هذا الوطن وعلى مصالحه رأفة وخوف وحنو، والا والله ما ألذّ الشهادة وفي يوم الخامس عشر من مارس العام الماضي، والله لولا هذا الخوف يلبس الإنسان كفنه وتنفتح معركة لا تبقي ولا تذر، هذا ما جعلنا نتحمل»! ويختم المناضل السلمي تهديده بقوله: «قال المشير إن عدتم عدنا 200% قوة، لتعلم يا أيها المشير ان في هذا الشعب قوة ومصادر قوة لم نستخدم حتى خمسين بالمائة منها»!! (أعتذر عن الأخطاء اللغوية الكثيرة، فقد نقلتها بأخطائها من حساب الوفاق على تويتر)!!
في ظنّي المتواضع، هذا هو أسوأ وأغبى خطاب «سياسي» يمكن أن يصدر عن شخص يُعتبر عند البعض رمزاً سياسياً ودينياً، ولكن من الواضح أنّ ما قيل لا يخرج إلاّ من رئيس عصابة أو زعيم مليشيات، لم يكتف «بالعنترة» الفاضية، ولم يكتف بالتلويح باستخدام العنف، ولكنّه ربط العنف بمذهبه بشكل أحمق، وشرح ما كان يتهّرب منه طوال السنوات الماضية، بأنّ العنف والإرهاب له جهة محددّة، تحدّد طبيعته، تأمره برمي المولوتوف والسّحق، وتأمره باحتلال السلمانية وإغلاق الشوارع، وتأمره بالإرهاب في الجامعة، كما تأمره باحتلال الشوارع، وقد تأمره بالذّبح والتصفية إذا اقتضت الحاجة! وهي العقلية التي ينطق بها الأحمق المطاع في العراق مقتدى الصّدر!
عندما يصاب «السياسي» باختلال في وظائفه الجسدية لأيّ سبب كان، يجب عليه أن يتنحّى حتى يعود إليه توازنه، ولكن الأحداث أثبتت أن هذا النموذج الموجود هو الأسوأ من حيث التعالي واختيار الألفاظ التي تفوق حجمه بكثير، وهاهو يثبت يوماً إثر يوم، أنّه (خادم) كما يكررها دائما، وأنّى للخادم أو للعبد أن يفكّر كما يفكر السّادة والقادة؟!
ذلك الخطاب الأحمق الذي يوازي خطاب السّحق، موجّه الى جميع مكونات الوطن الأخرى، وإن كان مُرّر عبر الزجّ باسم المشير فيه، فإنّه يعبّر بوضوح عن خلل فاضح في معرفة حجم الإنسان بنفسه!
لو حذفت كلمة المشير فيما سبق، ووضعت مكانها (الصهاينة) لما اختلف المعنى، وهذا يشير إلى بشاعة المنهج والفكر والأسلوب!!
كم يؤلمني أن تخرج تلك النماذج لتطعن في الوطن بتك الوقاحة، ولنا أن نترحّم على أيّام الشملان والعليوات والزياني وغيرهم، حيث لم يتجرّأوا طوال تاريخهم النضالي، على استعراض عضلاتهم طائفيا، كما يفعل بعض الأقزام اليوم.
برودكاست: هل من الرّجولة أن تحرّض طفلاً في الحادية عشرة من عمره على الخروج من مدرسته، ليحرق الإطارات ويرمي المولوتوفات على رجال الأمن وعلى النّاس في الشوارع، ثمّ تتاجر عندما يقبض عليه دوليا، أعود إلى سؤالي: هل أنتم بشرٌ ممّن خلق الله؟!