الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


هكذا هو رئيس الوزراء.. اجتماعات عمل على مدار الساعة!

تاريخ النشر : الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



مشهدان في الشارع البحريني حاليا.. مشهدان متناقضان تماما.. المشهد الأول هو احتراق الإطارات وتلويث سماء البلاد بالسموم السوداء في بعض المناطق، واستهداف المواطنين والمقيمين بقنابل المولوتوف والاعتداء على رجال الشرطة وقطع الطرقات من قبل المخربين، وتطاول لسان المحرضين على العنف والتخريب.
أما المشهد الثاني المناقض له تماما هو استمرار عملية التنمية الاقتصادية والعمرانية، ومواصلة تدشين مرافق البنية التحتية من شوارع وطرقات وجسور و(هاي واي) وبناء وحدات سكنية جديدة للمواطنين، وإقامة متنزهات و(مماشي) رياضية، وتوفير مجمعات تجارية و(مولات) استهلاكية وغذائية، وتوفير المزيد من المدارس والكليات وإقامة احتفالات بتخريج دفعات جديدة من الطلبة الخريجين بالجامعات، وتوفير المزيد من محطات الطاقة الكهربائية والمائية للمواطنين وغيرها.
وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء دائما كان يقول لمن حوله، سواء مسئولين أو مواطنين: (إنهم يريدون أن يشغلونا عن التنمية الاقتصادية والإنتاج والاهتمام بحاجات المواطنين ومصالحهم عن طريق الإرهاب والتخريب ومواصلة العنف المدمر للوطن).
ولذلك تحرك سريعا فور عودته إلى أرض الوطن من زيارته الرسمية لمملكة تايلند إلى عقد اجتماع عمل مع الوزراء المسئولين وأصدر توجيهاته (بضرورة أن تكون المشروعات التي تهم حياة المواطنين، وترتقي بها، في صدارة أولويات التنفيذ في الميزانية العامة الجديدة للدولة وضمن الدعم المالي الخليجي، كما وجه سموه إلى تحقيق التوازن بين المحافظات في مجال المشروعات وخاصة الإسكانية منها).
خبرته الطويلة كرجل دولة تجعله يعرف حجم المخاطر التي تحدث في البلاد، ولكنه يصر دائما على أن يعطي الأولوية للتنمية الاقتصادية والدفع بمزيد من الاستثمارات وتوفير فرص عمل للمواطنين، والاهتمام بحاجات الناس المعيشية والإسكانية والصحية والتعليمية.. إلا أن هذا لا ينسيه واجب الدفاع عن أرض الوطن ضد من يريد الخراب والتدمير، لذلك حرص يوم أمس الأول على زيارة ذوي الشهيد (أحمد الظفيري) وتقديم واجب العزاء لهم في مصابهم الأليم، وأكد (أن حياة الناس ودماءهم ليست رخيصة).
باختصار.. سمو رئيس الوزراء يعي تماما حالة المشهدين المتناقضين في البلاد.. ولذلك يصر على أن يحمل بيده الأولى طاقة البناء، واجتماعات عمل على مدار الساعة، وفي يده الأخرى راية البحرين الخفاقة في الدفاع عن أمن الوطن، ولا يرتاح حتى يطمئن قلبه على راحة المواطنين.. هكذا هو سمو رئيس الوزراء دائما وأبدا.