عربية ودولية
فرنسا تدعو إلى جعل بنود خطة عنان في سوريا «إلزامية»
تاريخ النشر : الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢
باريس - الوكالات: اعلنت فرنسا أمس الاربعاء انها ستقترح على الدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن ان تجعل بنود خطة الموفد الدولي كوفي عنان في سوريا «الزامية» لتفادي مزيد من تدهور الوضع الذي وصفته بانه «حرب اهلية».
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحفي «ينبغي اللجوء إلى الفصل السابع لجعل بنود خطة عنان الزامية»، واضاف «نعمل في هذا الاتجاه ونأمل اتخاذ هذا الاجراء سريعا».
ويتيح الفصل السابع فرض اجراءات على بلد معين تحت طائلة العقوبات وصولا حتى إلى استخدام القوة. واضاف الوزير الفرنسي «سمعنا حتى الصين اليوم تعرب عن قلقها البالغ. ينبغي اذا ان يتحرك مجلس الامن بسرعة قصوى ويدرج تحت الفصل السابع بنود خطة عنان تحت طائلة عقوبات قوية جدا». وقال ايضا «اذكر بان خطة عنان تشمل خصوصا وقف العنف وانسحاب الجيش من المدن وايصال المساعدات الانسانية، وهذا يعني كل ما يجعل ممكنا البدء بانتقال سياسي في سوريا وتاليا رحيل بشار الاسد».
وشدد على ان «فرنسا تنوي ان تكون في مقدمة التحرك ضد بشار الاسد وجرائمه».
وترى باريس انه يمكن التوصل إلى اتفاق جديد في مجلس الامن في شان سوريا في ضوء تصاعد وتيرة العنف في هذا البلد، علما ان روسيا والصين تتمسكان برفض ادانة القمع الذي يمارسه النظام السوري بحق معارضيه.
واعتبر فابيوس ان الوضع في سوريا يمكن وصفه بأنه «حرب اهلية»، مجددا دعوته إلى انهاء «نظام القتلة» برئاسة بشار الاسد.
وقال «حين تتناحر مجموعات تنتمي إلى الشعب نفسه وتتقاتل على نطاق واسع، اذا لم نسم ذلك حربا اهلية فهذا يعني ان ما يحصل لا يمكن وصفه».
وطالبت فرنسا بالوقف «الكامل» لصادرات الاسلحة إلى نظام الاسد كما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس الاربعاء. وقال الناطق «ندعو إلى وقف صادرات الاسلحة للنظام السوري بالكامل كما طلب عنان امام مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي». واضاف «نكرر دعمنا الكامل واحترامنا الدقيق للحظر التام على الاسلحة ضد سوريا الذي فرضته اوروبا» في وقت ينتقد فيه الغربيون ولا سيما الامريكيين تسليم اسلحة روسية إلى نظام دمشق.
واكدت وزارة الخارجية السورية أمس الاربعاء ان «سوريا لا تشهد حربا أهلية بل تشهد كفاحا لاستئصال آفة الإرهاب ومواجهة القتل والخطف وفرض الفدية والتفجيرات والاعتداء على مؤسسات الدولة وتدمير المنشآت العامة والخاصة وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة».
كذلك رفضت «الهيئة العامة للثورة السورية» أمس الاربعاء وصف مسؤول في الامم المتحدة التدهور الامني في سوريا بأنه «حرب اهلية». واعتبرت الهيئة ان ما قاله مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو يوم الثلاثاء «لا يعبر عن صورة الاحداث الجارية ولا يعبر عن الشعب السوري» وثورته «السلمية». وانتقدت الهيئة التصريح معتبرة انه «مساواة بين الضحية والجلاد وتجاهل لمجازر النظام الأسدي وطمس لمطالب الشعب السوري المشروعة بالحرية والكرامة».
وبعد نحو شهرين على انشاء بعثة المراقبين الدوليين، اعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو يوم الثلاثاء ان سوريا باتت «في حرب اهلية» وان الحكومة السورية فقدت السيطرة على «اجزاء واسعة من اراضيها».
وردت وزارة الخارجية السورية أمس الاربعاء على ما اعلنه لادسو، مؤكدة ان «سوريا لا تشهد حربا أهلية بل تشهد كفاحا لاستئصال آفة الإرهاب».
من ناحية اخرى اعتبر الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان تدخلا عسكريا اجنبيا في سوريا «لن يكون الطريق الصحيح». واضاف راسموسن «ليس هناك اي خطط حاليا» لشن عملية للحلف الاطلسي في سوريا، ورأى ان فشل مجلس الامن الدولي في التوصل إلى اتفاق لتشديد الضغط على دمشق «خطأ جسيم»، معتبرا ان بوسع روسيا لعب «دور اساسي» من اجل وقف العنف واعادة السلام إلى سوريا. وقال في كلمة امام صحفيين استراليين «ان تدخلا عسكريا اجنبيا ليس الطريق الصحيح لسوريا» داعيا إلى حلّ سياسي للازمة في هذا البلد كما اقترحه مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان.
ميدانيا قتل 34 شخصا بينهم 28 مدنيا في اعمال عنف امس بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان ان 14 شخصا قتلوا في محافظة حمص امس من بينهم اثنان في منطقة الحولة، اضافة إلى ثمانية قتلى في مدينة الرستن اثر سقوط قذائف على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ اشهر.
وأضاف أن طفلا قتل في القصير في القصف على البلدة، بالاضافة إلى قتيلين في قرية تير معلة وحي ديربعلبة، كما سقط مقاتل معارض في حي جورة الشياح خلال اشتباكات مع القوات النظامية.
وفي محافظة اللاذقية قتل مواطنان من حي الرمل الجنوبي كانا يتواريان عن الانظار في جبل الاكراد. وفي محافظة دير الزور قتل ستة مواطنين في مدينة دير الزور من بينهم شابان اصيبا برصاص قناصة، وثلاثة مواطنين من حي الموظفين الذي شهد اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة. كما قتل قائد «كتيبة ثائرة» في اشتباكات عنيفة في احياء المدينة.
وفي محافظة ادلب، قتل ثلاثة مدنيين، احدهم اثر تعرض سيارته لقذيفة من قبل القوات النظامية في خان شيخون, واثنان برصاص مجهولين استهدف سيارة لنقل العمال السوريين على الحدود اللبنانية.
وفي محافظة حلب قتل مواطن من بلدة الاتارب جراء القصف الذي استهدف منزله، بالاضافة إلى قتيل آخر في محافظة دمشق اثر انفجار عبوة ناسفة بحي العسالي. وقتل مواطن في محافظة حماة برصاص القوات النظامية اثر اقتحام بلدة طيبة الامام.
كما سقط ستة من القوات النظامية على الاقل اثر اشتباكات في محافظتي حمص ودير الزور.
واعلن «الجيش السوري الحر» أمس الاربعاء انسحاب عناصره من منطقة الحفة في محافظة اللاذقية التي تعرضت للقصف خلال الايام الثمانية الماضية، فيما اكدت السلطات السورية «تطهير» المنطقة من «المجموعات الارهابية».