الجريدة اليومية الأولى في البحرين


في الصميم


إنه المهموم بالوطن .. اقترب منه أو بعد

تاريخ النشر : الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢

لطفي نصر



نضرب بسمو رئيس الوزراء دائما المثل والنموذج الذي يحتذى به، وخاصة بالنسبة إلى مسئولي الحكومة على وجه خاص وجميع المسئولين وأصحاب الواجبات تجاه المواطنين بوجه عام.
وجدنا سموه يعود من إجازة عمل ليعقد اجتماع عمل في صبيحة اليوم التالي مباشرة.. ويحاول من خلال هذا الاجتماع أن يرسم خطى المستقبل، والمشاريع الواجب تنفيذها من أجل راحة المواطنين، كل ذلك من خلال وضع تقديرات واعتمادات الميزانية الجديدة لعامي 2013 و2014م.
ويجيب سموه عن الأسئلة الحائرة على ألسنة المواطنين.. فيسارع إلى تطمين الجميع بأن الميزانية الجديدة لن تبنى على أساس الواردات أو الاحتياطيات والوفورات أو غيرها من الروافد الطبيعية أو المعتادة فحسب.. بل سيشكل برنامج الدعم المالي الخليجي، وقوامه عشرة مليارات دولار أمريكي رافدا أكبر ومهما يستمر على مدى عشر سنوات قادمة.
المهم.. وكعادة سموه.. فإنه يحرص على أن يكون المواطن، بكل ما يهمه أو يحتاج إليه، محور اهتمامه وتوجيهاته.. لذا فليس بغريب أو مستغرب أن يكون أول توجيه من سموه إلى المسئولين بالحكومة الاهتمام بالمشروعات التي تهم حياة المواطنين والارتقاء بها إلى صدارة أولويات التنفيذ في الميزانية العامة الجديدة، وضمن برنامج الدعم المالي الخليجي أيضا، وخاصة ما يتصل منها بالإسكان والتعليم والصحة والبنية التحتية والتنمية الاجتماعية.
أبرز ما بث الطمأنينة والراحة في نفوس المواطنين في جميع المحافظات هو توجيه سموه بتحقيق التوازن بين المحافظات في المشروعات وخاصة الإسكانية منها، وأن تتسم عملية تنفيذ المشروعات الحكومية المقدمة إلى المواطنين بالسرعة، وأن يتم الانتهاء منها في أقصر فترة زمنية ممكنة.
معنى ذلك أن سمو رئيس الوزراء قد أراد أن يحقق العدالة بين جميع المحافظات بالنسبة إلى المشاريع الإسكانية الجديدة.. لذا جاءت الراحة والطمأنينة إلى المواطنين بعد هذا التوجيه.. لأن هذه القضية على وجه الخصوص كانت مثار شكاوى متكررة في كثير من المحافظات.. وكانت الشكاوى أكثر حدة في محافظة العاصمة.. حيث أكد أهلها انه رغم أنهم الأغلبية العظمى.. فإنهم أكثر حرمانا من المشاريع الإسكانية.
ليس هذا فقط.. بل ان هذه القضية كانت محور المناقشات في مجلس النواب.. وقد جرى جانب كبير من هذه المناقشات في حضور السيد باسم الحمر وزير الإسكان، وانقسم النواب ازاء هذه القضية إلى فريقين متضاربين.. الفريق الأول يرى أن المشاريع الإسكانية في أي محافظة يجب أن تقتصر على أبنائها، وأن تكون الأولويات بين مواطنيها على أساس الأقدمية في تقديم الطلبات الإسكانية.. أما الفريق الآخر فيرى أن تلبية الطلبات الإسكانية تجب أن تكون عن طريق الأقدمية المطلقة، أي أن صاحب الطلب الأقدم يلبى طلبه في أي محافظة كانت، وخاصة أن هناك طلبات راكدة أو مهملة منذ عام 1992 لم تلب.. بينما نجد في بعض المحافظات الأخرى أن الطلبات التي قدموها حديثا تتم تلبيتها.. الأمر الذي أثار ضغينة وحنق أبناء المحافظات الأخرى.
كل هذا جعل وزير الإسكان يعلن مؤخرا أن هناك توجها بأن تلبى الطلبات من خلال مبدأ الأقدمية.. لكن يبقى أن تصريح سعادة الوزير قد جاء مبهما وغامضا ويحتاج إلى كثير من الشرح والتفسير.. كما أن ما ردده الوزير قد طولب به صراحة خلال إحدى لجان مجلس النواب وتم النشر من خلال الصحافة في حينه على أساس أن العدالة المطلقة تكمن في هذا المبدأ أكثر من غيره.
لهذا كله قد وجدنا سمو رئيس الوزراء يقول خلال اجتماع العمل الذي ترأسه أمس الأول: «لا تأخير مقبول في المشروعات الموجهة إلى المواطنين، ذلك لأنها تحظى بأقوى دعم حكومي، ويجب أن تحمل الميزانية الجديدة اعتماد تنفيذ وتشغيل وصيانة مشاريع جديدة في مختلف المجالات، ونريدها أن تكون ملبية لحاجة المواطن، وتبعث على راحته ومحققة لمصالحه».
ومعنى هذا أيضا أن سموه لم يوجه بتحقيق التوازن والعدالة عند تنفيذ المشاريع الإسكانية بالمحافظات فحسب، بل وجدناه يعلن رفضه القاطع لأي تأخير في تنفيذ هذه المشروعات حتى تلبى طلبات جميع المواطنين على وجه السرعة.
}}}
وبعد اجتماع العمل الموسع والمنهك الذي ترأسه رئيس الوزراء، كان سموه يمتلئ شوقا نحو الميدان والمواطنين بعد اجازة عمل، ويرغب في أن يكون بينهم ليعرف أحوالهم، ويستمع إليهم وإلى مطالبهم وتطلعاتهم.. فوجدنا سموه يسارع إليهم بلهفة كعادته.. وفاجأ سموه الجميع عندما رأيناه يتوجه إلى أسرة وأهل وأحبة الشهيد أحمد الظفيري ليقدم إليهم جميعا واجب العزاء، معلنا استغرابه مما حدث وخاصة عندما قال سموه: «إن المجتمع البحريني المتسامح لم يعتد في تاريخه على ما نشهده اليوم من ممارسات إرهابية دخيلة تستهدف حياة الأبرياء». كما لم يفت سموه أن يعلن أيضا «أن يد العدالة ستطول كل من يمس أمن الوطن واستقراره، فحياة الناس ودماؤهم ليست رخيصة».
وأعتقد ان الجميع يدرك تماما أن سمو رئيس الوزراء كان يتابع كل صغيرة وكبيرة تحدث على أرض البحرين طوال فترة غيابه عن أرض الوطن.. ذلك لأن قلبه على الوطن دائما.. فهو المهموم على الدوام بكل أمور الوطن والمواطنين سواء كان على القرب أو البعد منهم.. لذا فإن حب المواطنين لسموه والتفافهم من حوله لم يأت من فراغ.