بطولة كأس الأمم الأوروبية يورو ٢٠١٢ في نسختها الرابعة عشرة والمقامة حاليا بالاشتراك في أوكرانيا وبولندا فرضت نفسها على المشاهد الرياضي وغير الرّياضي بل أضحت حديث الوسط بمختلف اهتماماته وسمّار المجالس ومرتادي المقاهي الشعبية والراقية في الآن نفسه التي دخلت هي الأخرى في سباق محموم لمضاعفة استقطاب مرتاديها الذين يتضاعفون في مثل هذه المناسبات الرياضية الراقية من خلال إيجاد خدمات إضافية في المقهى ناهيك عن الأهم بتوفير شاشة كبيرة تستوعب زوايا المشاهدين.

ولم تسلم الصحافة الرياضية هي الأخرى مما يجري من يورو أوكرانيا وبولندا ولست أدلّ على ذلك أنّ هناك الكثير من الملاحق قد جنّدت أغلب صفحات ملاحقها إن لم يكن كلها للبطولة ودخلت في سباق مع بعضها البعض على مستوى التفنّن في الإخراج وأسلوب التنفيذ ولم تتوقف وكالات الأنباء العالمية المحترفة التي يعوّل عليها دائما في مثل هذه المناسبات بما تضخّه من أخبار ومعلومات مختلفة لا حصر لها وحتى لو وجدت خبرا أو تصريحا محليا يتيما هنا أو هناك فستجده مركونا في زاوية لا حول له ولا قوّة وكلّ ذلك بسبب يورو٢٠١٢ الحدث الرياضي الأبرز حاليا والذي لا يعلى عليه.

والملفت للنظر أنّ المنتخب الإسباني حامل اللقب السابق الذي يقوده العجوز المدريدي ديل بوسكي رغم تركيبة لاعبيه المختلفة إلا أنه يلعب كرة هي ماركة مشابهة من الكرة التي يقدمها فريق البارشا وتجلى ذلك من خلال لقاء الإسبانيين أمام المنتخب الإيطالي والتي تتميّز بالاستحواذ على امتلاك الكرة وتناقلها لأكثر وقت ممكن لاستنزاف طاقة الفريق المقابل ومن ثمّ فتح ثغرة من خلال تحركات مدروسة واستثمار إحدى التمريرات السحرية التي يقف دائما وراءها أحد صناع اللعب السّحريين الموهوبين.

لا ندري هل سيأتي يورو ٢٠١٢ على غرار المونديالات العالمية؟ التي لاحظّ للمشاهد في أدوارها الأولى بمشاهدة كرة عالمية وغزارة في الأهداف إذ تحرص أغلب المنتخبات على اللعب بحذر للتأهل للأدوار الثانية بأيّ شكل حتى لو كان بفارق الأهداف إلا أنّ المفارقة الغريبة التي سيكون المتابعون شاهدين عليها أنه ربما تخرج منتخبات من الدور الأول وهي صاحبة الحظ الأكبر للحصول على اللقب ولا يمكننا الآن من إصدار أيّ حكم مسبق خاصة أنّ الكرة مجنونة وفيها العجب العجاب وأكثر من ذلك أنها مدوّرة.