الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد


الفاو: إنتاج الغذاء الكلي في العالم يستهلك 30% من الطاقة

تاريخ النشر : الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢



أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) أمس أن اعتماد الزراعة بقوة على الوقود الأحفوري يقوض قابلية القطاع على تلبية احتياجات العالم الغذائية ويديم أوضاع الفقر ويعوق الجهود المبذولة لبناء اقتصاد عالمي أكثر قدرة على الاستدامة.
وأوضحت المنظمة في دراسة نشرتها حول «الإنتاج الغذائي الكفء في الطاقة» تزامنا وانعقاد أعمال مؤتمر قمة «ريو +20» المقبل للتنمية المستدامة حيث يعتزم أن تطرح تحديات الطاقة العالمية على رأس جدول الأعمال.. وقالت ان إنتاج الغذاء الكلي في العالم من حقول الإنتاج إلى مواقع التجهيز ومنافذ التسويق يستهلك 30% من مجموع الطاقة المتوافرة.
وأشارت إلى أن 70% من كميات الطاقة تستهلك خلال المراحل اللاحقة للحصاد حين ينقل الغذاء خارج المزارع في عمليات الشحن والمعالجة والتحزيم والتنزيل والخزن والتسويق وغيرها.. فيما تفقد كمية كبيرة من الطاقة عبر السلسلة الغذائية مع خسائر الأغذية والفاقد الغذائي التي تشكل «نحو ثلث مجموع الغذاء المنتج في العالم أو ما يعادل مليارا و300 مليون طن من الأغذية التي تهدر بلا طائل أو تؤول إلى التلف كل عام».
وتشير تقديرات المنظمة إلى أن ثمة ثلاثة مليارات شخص لا يملكون إمكانية استخدام الطاقة الحديثة أو تسديد كُلف التدفئة والطهي فيما هناك مليار و400 مليون آخرين بلا أي إمدادات كهربائية أو يحصلون على إمدادات جزئية ومحدودة من الطاقة الكهربائية.
وأوردت دراسة المنظمة حول «الإنتاج الغذائي الكفء في الطاقة» أن ارتفاع كُلف النفط والغاز الطبيعي وانعدام موثوقية الاحتياطيات من هذه الموارد غير المتجددة فضلا عن الإجماع العالمي على ضرورة خفض العوادم المسببة للاحتباس الحراري.. إنما تشكل عوامل يمكن أن تعوق الجهود العالمية لإشباع الطلب المتزايد على الغذاء ذلك ما لم تفصل سلسلة الأغذية الزراعية عن استخدامات الوقود الأحفوري.. مشيرة إلى أنه من دون النفاذ إلى الكهرباء ومصادر الطاقة المستدامة تتضاءل فرص المجتمعات في تحقيق أمنها الغذائي ولا تتاح لها إمكانية لضمان موارد معيشة منتِجة لانتشالها من براثن الفقر.
من ناحيته أوضح جوزيه غرازيانو دا سيلفا مدير عام منظمة «فاو» أن هناك فرصا هائلة سانحة لترشيد استخدام الطاقة عبر سلسلة الأغذية بجانب إنتاج طاقة مستدامة في قطاع الزراعة.. مشيرا إلى أن الحكومات تعتزم في إطار مؤتمر قمة (ريو +20) للتنمية المستدامة توجيه نداء لتصعيد مبادرة الأمم للطاقة المستدامة في خدمة الجميع التي تستهدف ضمان الوصول إلى خدمات الطاقة الأساسية على الصعيد العالمي والنهوض بترشيد استخدامات الطاقة ومضاعفة حصة الطاقة المتجددة في التقسيم العالمي للطاقة والترويج لتنمية ذات بصمة كربونية خفيفة.
من جهته أكد الخبير ألكساندر مولير مدير عام مساعد مسؤول قسم الموارد الطبيعية والبيئة في (فاو) أن تلبية احتياجات سكان العالم المتزايدين ستتطلب زيادة مقدارها 60 % في إنتاج الأغذية بحلول عام 2050.. مشيرا إلى أنه لن نتمكن من بلوغ هذا الهدف إن سلكنا طريق الثورة الخضراء نفسها التي اعتمدت على الوقود الأحفوري في حينها.
وأوضحت المنظمة أن الإنتاج الغذائي الكفء في الطاقة يقتضي رفع كفاءة استخدام الطاقة المباشر وغير المباشر في نظم إنتاج الغذاء من دون خفض للإنتاجية واستعمال طاقة متجددة أكثر كبديل للوقود الأحفوري في سلسلة الأغذية الزراعية.. بجانب تحسين النفاذ إلى خدمات الطاقة وخاصة الطاقة المتجددة في حالة الأسر الفقيرة بالذات لترويج التنمية الاقتصادية من خلال الإنتاج الغذائي المتكامل بالاقتصاد في استهلاك الطاقة.