الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد


أسواق المال تنتظر حلا دائما من دون توقع معجزة

تاريخ النشر : الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢



باريس ـ (ا ف ب): قال محللون إن أسواق المال التي لم تقتنع كثيرا بخطة مساعدة المصارف الاسبانية، باتت تخشى الأسوأ في منطقة اليورو، بما في ذلك خروج اليونان بانتظار علاج طويل الامد يمر حكما باوروبا اكثر تلاحما.
والمؤشر إلى التوترات في منطقة اليورو هو الارتفاع الكبير لنسب اقتراض اسبانيا وايطاليا في الأيام الأخيرة في سوق السندات حيث يتم تبادل الديون.
وقال رينيه ديفوسيز الخبير الاقتصادي لدى ناتيكسيس «لم يعد احد مقتنع بالحلول القصيرة المدى. ان الأسواق مدركة انه سيكون من الصعب خفض العجز والدين في وضع اقتصادي متدهور».
وهذا ما يفسر عدم اطمئنان الأسواق للخطة الأوروبية المقدرة بـ 100 مليار يورو لمساعدة المصارف الاسبانية.
والأسوأ هو ان الأسواق باتت تركز أنظارها على ايطاليا في حين ان منطقة اليورو لن يكون لديها القدرات المالية لانقاذ البلاد في حال تدهور الوضع.
وعلى خلفية هذه الظروف ستجرى الانتخابات في اليونان الأحد، وهو اقتراع محفوف بالمخاطر يتوقف عليه إلى حد ما مستقبل البلاد والاتحاد النقدي.
ورأى رينو موراي المسؤول لدى باركليز بورصة «ان النتيجة يمكن ان ترغم اوروبا على التدخل بشكل أسرع، من دون حسبان احتمال اتخاذ تدابير من البنوك المركزية في حال حدوث اضطراب شديد»، وذكر ان البنك المركزي الأوروبي احتفظ بأوراق احتياطية. ويبقى ان مخاطر تقويض الاستقرار في كامل منطقة اليورو بدأت تؤثر على نسب اقتراض البلدان المتينة بما في ذلك ألمانيا، التي سجلت اضطرابا قويا يوم الثلاثاء. وبعبارة أخرى فإن المستثمرين يرون انه في حال تفاقمت الأزمة حتى الألمان لن يبقوا في منأى.
وبالنسبة للسوق فإنه يشير إلى ان الوضع يتغير في منطقة اليورو. اما بالنسبة لأوروبا هو الربح او الخسارة كما استطرد برونو كافاليه الخبير الاقتصادي لدى اودو سيكيوريتيز في مذكرة.
واعتبر الأخير ان الشعور بالوهن الذي يهيمن على المستثمرين يترجم هذا العجز لرؤساء الدول والحكومات في ملاءمة التحركات العاجلة مع مبادئ التحرك على المدى المتوسط، لكنه لا يغفل بعض انفصام الشخصية لدى الأسواق التي غالبا ما تكون توقعاتها متناقضة، وخصوصا بين طلب التشدد والنمو. لكن المحللين يتفقون على القول بانه فضلا عن اليونان أو إجراءات الدعم المؤقتة للمصارف المركزية التي يمكن ان تريح أوروبا، فإن الأسواق في انتظار حلول دائمة التي وحدها يمكن ان ترفع الشكوك حول استمرارية منطقة اليورو. وبالطبع سيعلم المستثمرون المزيد في غضون الأيام المقبلة، أولا في إطار مجموعة العشرين قبل قمة أوروبية مرتقبة أواخر الشهر.
ولفت موراي إلى ان صدور «رد بين ليلة وضحاها على الأزمة يبدو مستحيلا لكن ينتظر من هذه القمة خطوة نحو مزيد من الاتحاد».
وذكر كافاليه ان كثيرا من الامور تتحقق مثل صندوقي الاغاثة والمحادثات حول الاتحاد المصرفي وكذلك المزيد من الاندماج المالي ويبقى برأيه ان «حجر العثرة الرئيسي هو مسألة التقاسم ونقل السيادة»، اذن فهي مشكلة سياسية.
إلى ذلك حذر ديفوسيز من «ان المشكلة هي ان اليورو اعد بشكل سيئ من قبل حكوماتنا. والمشكلات الأساسية لا يمكن حلها الا بقبول الاندماج السياسي والمالي».