المال و الاقتصاد
تداولات «كارثية» تطيح ببورصة الكويت والمؤشر يفقد 100 نقطة
الأسباب: الأحداث السياسية الملتهبة وتجاهل السلطتين لأزمة البورصة وانعدام الثقة
تاريخ النشر : الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢
في تداولات كارثية ومشابهة لأجواء الانهيار الكبير للسوق ما بعد أزمة 2008، وفي عمليات بيع محموم ووسط أجواء مليئة بالخوف والهلع، انهار بالأمس مؤشر السوق الكويتي بمقدار 100 نقطة، وهوت الأسعار معروضة بالحد الأدنى وبكميات عروض مقلقة.
وبحسب الوطن الكويتية، عزت المصادر ذلك الانهيار الكبير إلى عدة أسباب منها ما يتعلق بالأحداث السياسية الملتهبة ما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وكذلك لاستمرار تجاهل أعضاء السلطتين للأزمة الطاحنة التي يعاني منها السوق الكويتي، علاوة على الانعدام التام للثقة، هذا في الوقت الذي أكدت فيه مصادر رفيعة المستوى أن جزءا كبيرا من انهيار الامس كان متعمدا ومقصودا وان قوى اقتصادية أرادت من ذلك الانهيار إيصال رسالة الى الحكومة بأهمية التدخل، كما أن صراع الأقطاب الاقتصادية و«السياسية» لم يكن بعيدا عن تلك الاسباب.
وقد هوت جميع المؤشرات الفنية لقطاعات السوق، وفي مقدمتها السيولة النقدية التي بلغت 15,7 مليون دينار.
وانخفض مؤشر «كويت 15» بنسبة محدودة جدا، نتيجة لاستمرار عمليات الدعم الفني من قبل المحفظة الوطنية على عدد من الأسهم الرئيسية كـ «الوطني» و«زين» و«الصناعات» إضافة لأسهم «الخليج» و«اجيليتي» و«بيتك» رغم «هزة» البيع التي تعرض لها ما قبل الإغلاق، ويرى المراقبون أن سياسة الدعم الحكومي لتلك الاسهم وان كانت مطلوبة وحكيمة، الا انها قد اثارت العديد من علامات الاستفهام ولاسيما مع تهاوي وانهيار معظم الاسهم الاخرى سواء تلك الجيدة أو السيئة.
ويتساءل المراقبون هنا.. هل يقتصر دور الدعم اللوجيستي والفني على تلك الأسهم والتي غالبا ما ترتبط بـ «الكبار»، وأين هو الدور المؤسسي والاجتماعي للمحفظة الوطنية وبقية المحافظ الحكومية بدعم بقية الأسهم؟ ولاسيما تلك التي تتملك الحكومة عن طريق محافظها وصناديقها حصة منها.
ووسط عزوف فني متعمد ووسط وسائل احتجاج واستياء وانعدام للثقة من قبل صنّاع السوق ومسؤولي المحافظ والصناديق الرئيسية، ووسط استغلال بشع من قبل المضاربين، هوت أسعار معظم أسهم القطاعين معروضة بالحد الأدنى ومن خلال تداولات محدودة جدا وعروض بيع ملفتة للنظر، وتركزت تلك العمليات على اسهم مجاميع «المدينة» و«ايفا» و«الاستثمارات الوطنية» والعديد من الأسهم العقارية والاستثمارية ذات الصبغة الإسلامية، وقد فوجئ المتداولون بتلك العروض الضخمة وللعديد من الأسهم خلال الدقائق الأولى للتداول، هذا في الوقت الذي تمسكت فيه بعض الأسهم كـ «المتحدة» و«الاستثمارات» و«رمال» و«انجازات» و«اعيان» بالتماسك ما قبل الإغلاق.
وتراجع مؤشر قطاعي الخدمات وغير الكويتي بشكل ملحوظ، وفي تداولات غلب عليها الطابع البيعي وجني الأرباح والتخارج، هذا مع ملاحظة وجود بعض عمليات الدعم الفني لعدد من الاسهم كـ «الانابيب» و«التنظيف» و«مشاعر» و«الفجيرة».