الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرأي الثالث


يوميات صحفي في «كوفي شوب»

تاريخ النشر : الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

محميد المحميد



كنت قد اتفقت مع الزميل الصحفي بـ«أخبار الخليج» الأستاذ سيد عبدالقادر في وقت سابق على إصدار كتاب بعنوان «يوميات صحفي في كوفي شوب» ويكون عملا ثنائيا مشتركا، نظرا إلى كوني من مدمني ورواد المقاهي «كوفي شوب» لقضاء ساعات يوميا في تجاذب الحديث مع الأصدقاء وكتابة المقال اليومي، بجانب التعرف على عادات وطبائع الشباب من خلال كثرة وجودهم في المقاهي «الكوفي شوب» التي تعد اليوم من أهم المراكز التي تتجمع فيها شريحة كبيرة من شباب البحرين من الجنسين.
ربما كان للشعور الصحفي بأن وجودي في المقهى لا يكون فقط باعتباري زبونا يطلب الأكل والشرب ويحتسي القهوة التركية، ولكني أمارس عادة الرصد والمتابعة لبعض المواقف والمشاهد والشخصيات والزبائن، وأكاد أجزم بأنني يوميا أخرج بحصيلة كبيرة من القصص والحكايات التي تحصل في المقاهي من الشباب والزبائن، وخاصة أيام الإجازات نظرا إلى وجود عدد كبير من الزوار من خارج البحرين، ولربما كان لتنقلي في الأسبوع الواحد لأكثر من مقهى يكفي لأن أتعرف المزيد من الطبائع والحكايات.
في إحدى المرات جلست في مقهى وكانت أمامي طاولة جلست إليها سيدة خليجية تشرب «الشيشة» ومعها أبناؤها الصغار، وما ان ذهبت السيدة إلى دورة المياه، حتى سارع أبناؤها الصغار إلى شرب الشيشة وتناولها سريعا فيما بينهم، وحينما لاحظوا متابعتي للموقف، قال لي أحد الصغار: نرجو ألا تخبر أمنا بما قمنا به، فابتسمت وقلت: إذا كانت الأم قد أتت بكم لهذا المكان وشربت الشيشة أمامكم، فكل التداعيات ستكون نتيجة أكيدة لشربكم الشيشة، ولربما نشاهد اليوم أن بعض المقاهي منعت دخول الأطفال ومن هم أقل من سن 18 سنة.
في موقف آخر شاهدت عددا من السياسيين في البلاد يجتمعون في إحدى الغرف التابعة للمقهى، وأدركت بالحس الصحفي أن ثمة «طبخة» تتم في المكان وتنسيقا ما يحصل لأمر مهم في البلاد، وبالفعل بعد أيام كان لمجموعة السياسيين مواقف وبيانات سياسية في شأن وطني مهم تم التوافق عليه في المقهى.
ربما كان لمواقف الجنس الناعم حكايات لا تعد ولا تحصى في المقاهي، لعل من أبرزها وقوع مشادة كلامية بين مجموعة من البنات، تطايرت معها الصحون وتكسرت الأكواب، وكل ذلك بسبب الخلاف على شاب واحد أوقع الفتيات في حيلة الحب المزعوم، والغريب أن تلك المجموعة من البنات انقطعن عن المقهى بعدما علمت بأن إدارة المقهى منعت دخولهن مرة أخرى.
في احدى المرات وجدت سيدة أربعينية تدخل فجأة للمقهى وتتوجه إلى طاولة يجلس حولها شاب وشابة، فقامت بأخذ الأجهزة الهاتفية للشاب وجهاز الكمبيوتر المحمول، وقالت له بغضب: «أنت ما تستاهل ما صرفته عليك، ودع هذه البنت تنفعك وتصرف عليك»، وقد انقلب وجه الشاب إلى ألوان قوس قزح بعدما انكشفت حقيقته.
مؤخرا جلست في أحد المقاهي وكان بجانبي حول الطاولة الأخرى مجموعة من الشباب الخليجي، وعندما طلبوا الفاتورة قال لهم المحاسب باللغة الإنجليزية: هل الحساب «سبرت»؟ أي هل أكتب الحساب لكل شخص على حدة؟ فغضب أحد الشباب الخليجيين الذي لم يفهم كلمة «سبرت» وقال له: «إش (سبرايت) يا شيخ أنا ما شربت إلا كولا وشيشة، وما طلبت «السبرايت»؟ ظنا منه أن كلمة (سبرت) تعني الشراب الغازي (سبرايت).
عموما تسجيل الحكايات والقصص والمواقف في الكوفي شوب يستحق أن يسجل في كتاب سيشد القراء، وهذه دعوة مجددة للزميل سيد عبدالقادر إلى إصدار الكتاب.. و(السبرايت على حسابي).