الجريدة اليومية الأولى في البحرين


حديث القلب


أمــن الخليــج

تاريخ النشر : الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

حامد عزة الصياد



لا تمييز بين الفاعل الأصلي والشريك..
وظائف المخ لا تعمل وهي تشاهد شبيحة «الأسد» وهم يقتلون السوريين بمنشار كهربائي.
هذه الحقيقة تدل على أن المخ قد يتعرض للتلف عندما يشاهد منشارا كهربائيا يقطع رقاب من يعارض طاغية دمشق.
أعاد إلى ذاكرتي هذا المشهد، الطريقة البشعة نفسها التي اعتمدها «صولاغ» الإيراني حينما كان وزيرا لداخلية العراق، ضمن مخطط تشييع بغداد، لكن في تلك المرة، بمثقاب كهربائي، يبقر البطون، وينخر العظم، ويفرم اللحم، ويفقأ العيون، ويحفر الصدور، ويثقب الإذن، ويقطع الأطراف.
يا الله، ما أشد حقد هؤلاء الوحوش!
هذه الهجمة البشعة لا تمحى من الذاكرة، بمجرد إعادة تموضع الاحتلال الأمريكي والإيراني لبغداد، بل تظل موجودة برسومها وشخوصها ومواقعها، ونحن نشاهد اجتثاث أهل السنة والجماعة الذي مارسه «مقتدى الصدر» بجيش المهدي ومعه فيلق بدر وحزب الدعوة، من حواضر بغداد.
تنظيم التكامل بين مراكز عمل المخ وتبلد الإحساس في الجهاز العصبي لمراكز حقوق الإنسان، أمام المجازر البشعة للأطفال والنساء في كرم الزيتون، وبابا عمرو، والحولة والقبير، والرستن، ومعظم المحافظات السورية، أصبح مفقودا.
لكن ممارسات أنواع بشعة من التعذيب والتمثيل بالجثث وحرقها وسحلها بالدبابات، وجرها بالسيارات، ودهسها بعربات الدفع الرباعي في شوارع حمص وحماة، خبرات يتناقلها الخونة واللصوص والمجرمين وقطعان التشبيح في أكثر من عاصمة عربية.
أما ما يثير الانفعال والغضب، فهو مشاهد حرق إطارات السيارات والقذف بالحجارة وأسياخ الحديد والزجاجات الحارقة وهي كلها تتكامل في شوارع بغداد وبيروت والقاهرة والمنامة وفي أحداث تونس الأخيرة.
هو أمر يبدو مستحيلا إن لم يكن وراءه فاعل أصلي وشريك لارتكاب الجريمة «إسرائيل وأمريكا وإيران» أعداء البلاد والعباد، حيث اتفقوا فيما بينهم على تدمير العرب، ونهب ثرواتهم، والاستخفاف بهم، وعزلهم عن حركة الإصلاح والتغيير.
سواء قد وقعت الفوضى من الفاعل الأصلي أو الشريك بالتقادم، بناء على تحريض أو اتفاق على ارتكابها، أو تقديم المساعدة في الأعمال المتممة لإحداث الفتنة بين مكونات المجتمع الواحد، فقد ظهرت بوضوح في مطالبات هستيرية بديمقراطية طائفية يراد بها باطل.
سياسة الاستخفاف بالعقول يتصدر مشهدها اليوم رموز الخلايا النائمة، وبقايا الأحزاب الشيوعية، والرأسمالية، والشبيحة والأتباع، والمرتزقة، وطابور خامس من الإعلاميين كل منهم يعمل على شاكلته، لتقويض استقرار دول الخليج بتحريض من الفاعل الأصلي.
إلحاقا بما سبق، كان من الضروري أن تتصدر العاصمة البحرينية المحبة للخير والسلام مشهد الأحداث أواخر هذا الأسبوع في فعاليات مؤتمر أمن الخليج، «الحقائق الإقليمية والاهتمامات الدولية عبر الأقاليم»، والذي حضره ما يقرب من 200 خبير أمني ناقشوا الكثير من المحاور المختلفة، كان أبرزها، السياسات الأمنية العربية في منطقة الخليج، وقضية الإسلام السياسي، وتعزيز آليات التعاون العسكري مع دول حلف شمال الأطلسي.
في ختام فعاليات المؤتمر أكدت الأوراق هذه التوصيات:
(1) ضرورة التصدي لمثل هذه الفوضى العابرة للأقاليم بالعمل المشترك لاحتواء الأزمات.
(2) استحداث استراتيجية جديدة لاتحاد خليجي فاعل.
(3) معالجة التأثيرات السلبية في دول الإقليم في ظل توتر الأوضاع في سوريا والعراق.
(4) مطالبة إيران بالكف عن مطامعها التوسعية بعودة الجزر الإماراتية إلى أصحابها وعدم التدخل في شئون الجيران.