الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٣ - السبت ١٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


لقاء حاسم في موسكو حول الملف النووي الإيراني





موسكو-(ا ف ب): ستحاول روسيا ان تقنع حليفتها إيران بتحقيق تقدم ملموس حول برنامجها النووي المثير للجدل، وذلك خلال لقاء حاسم مع القوى العظمى في موسكو الاثنين والثلاثاء من اجل ابعاد خطر شن هجوم عسكري ضد طهران.

ويلتقي مسؤولون رفيعو المستوى من مجموعة ٥+١ (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) مع إيران من اجل مواصلة المباحثات بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي قبل اسبوعين على دخول حظر نفطي من الاتحاد الاوروبي على إيران حيز التنفيذ من اجل حملها على العدول عن برنامجها النووي.

وبعد جولتين من المفاوضات في اسطنبول في إبريل ثم في بغداد في مايو، افترق الاطراف المشاركون على خلاف وخصوصا حول مسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة ٢٠% التي تعتبر حساسة للغاية، مما يجعل إيران اقرب من مستوى التخصيب الضروري لتصنيع قنبلة ذرية (٩٠%).

وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي امس الجمعة ان «هناك اسبابا تدعو إلى التفكير في أن الخطوة المقبلة ستجرى في موسكو ومن المهم بالنسبة لروسيا ان تستمر عملية التفاوض». واضاف «نريد ان تعقد لقاءات جديدة وإلا تتوقف فترات طويلة».

واثر زيارة يوم الاربعاء إلى طهران، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن إيران «تأمل التوصل إلى حل» للأزمة المتعلقة ببرنامجها النووي الذي تشتبه القوى العظمى واسرائيل بانه يخفي جانبا عسكريا وذلك على الرغم من النفي المتكرر لطهران.

اما نظيره الايراني علي اكبر صالحي، فاعرب عن «تفاؤله حول النتيجة النهائية» للمفاوضات في موسكو، مشيرا إلى ان مسالة النووي «معقدة» وتتطلب «صبرا من اجل احراز تقدم».

وامس الجمعة حضت فرنسا إيران على «عدم اضاعة الفرصة» الممنوحة لها لإيجاد حل دبلوماسي لأزمة برنامجها النووي خلال لقائها مع الدول الكبرى يومي الاثنين والثلاثاء في موسكو. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ان «اجتماع موسكو يمثل فرصة جديدة منحت لايران لكي تقدم ردا على المقترحات الكاملة جدا التي عرضتها في بغداد الدول الست» (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والمانيا) في مايو.

واضاف «انها فرصة ينبغي عدم اضاعتها اذا كانت إيران صادقة في رغبتها في التفاوض».

وقالت فرنسا ان مجموعة الدول الست «تقدم نفسها في موسكو مرة اخرى موحدة ومتضامنة ومصممة على قرار دبلوماسي لهذه الازمة في إطار احترام مجلس الامن» الدولي «ومجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

ورأى الخبير الروسي اندريه باكليتسكي انه «لا بد من ان تقدم إيران مقترحات ملموسة والا فهناك خطر توقف المحادثات، وخصوصا ان الغرب بات يعتقد اكثر فاكثر ان إيران تسعى لكسب الوقت».

وتطالب (مجموعة ٥+١) الاعضاء الخمس الدائمو العضوية في مجلس الامن الدولي بالاضافة إلى المانيا، إيران خصوصا بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة ٢٠% وان تبادل مخزونها من اليورانيوم المخصب بـ٢٠% بوقود نووي هي بحاجة اليه.

في المقابل، تقترح (مجموعة ٥+١) تخفيف العقوبات الدولية على إيران والتعاون في مختلف مجالات الاستخدام المدني للطاقة النووية. وكان رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني اعلن الاربعاء ان إيران يمكن ان تبدي مرونة حول مستوى التخصيب لكنها لن تتخلى عن حقها فيه.

ويرى محللون ان إيران التي تتعرض منذ اشهر لضغوط من الغرب من اجل تقديم مقترحات ملموسة، تواجه احتمال ان تصعد حليفتها روسيا لهجتها في حال وصلت المحادثات في موسكو إلى طريق مسدود.

وحذر باكليتسكي من ان «موقف روسيا سيصبح اكثر تشددا في حال رفضت إيران التفاوض لان ذلك سيشكل فشلا دبلوماسيا».

واكد دبلوماسي اوروبي رفيع المستوى الفكرة نفسها، قائلا «في حال اعتبر الجميع ان المحادثات لا تؤدي إلى نتيجة فسنجد انفسنا مرغمين على رفض الدخول في مفاوضات لا جدوى منها».

ومثل هذا الفشل يمكن ان ينطوي على عواقب خطيرة وخصوصا وان الولايات المتحدة واسرائيل لوحتا مجددا باحتمال اللجوء إلى ضربة عسكرية لوقف البرنامج النووي الايراني في حال فشل الدبلوماسية.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة