المال و الاقتصاد
البحرين تنفذ قريبا المرحلة الأولى من مشروعها للطاقة
دول الخليج الغنية بالنفط تبدأ في الاتجاه نحو الطاقة الشمسية
تاريخ النشر : السبت ١٦ يوليو ٢٠١٢
بعد ان امضت عقودا في استخراج واستخدام الوقود الاحفوري لبناء وانماء مدنها في الصحراء، بدأت بعض دول الخليج الغنية بالنفط والغاز في التطلع إلى الطاقة الشمسية.
واعلنت عدة مشاريع ضخمة لاستخدام طاقة الشمس التي تشرق على مدار السنة، وخصوصا في السعودية وقطر الامارات العربية المتحدة.
كما تنظم في الخليج مؤتمرات وقمم دولية حول موضوع الطاقات المتجددة فيما بدأت مؤسسات ابحاث متخصصة في شؤون الطاقات المتجددة تبصر النور.
والاهم من هذا كله هو ان صناع القرار في الخليج بدأوا على ما يبدو يعون اهمية الطاقات المتجددة بالنسبة إلى المستقبل، إلا ان الاهتمام يأتي ايضا من منطلق اقتصادي بحسب عدنان أمين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا) التي مقرها ابوظبي.
وبحسب امين «ان دعم اسعار المحروقات مكلف اكثر من الاستثمار في الطاقات المتجددة».
وحسب تقرير لـ (ا ف ب) فإن دول الخليج تبقى متأخرة عن الدول المتقدمة في مجال حماية البيئة واستخدام الطاقات النظيفة، إلا ان التوجه نحو الاستدامة يبدو متزايدا.
وقال امين ان منطقة الخليج يمكنها ان تصبح المنطقة التي «تشهد اكبر نمو للطاقات المتجددة في العالم»، واشار إلى ان وجود ايرينا في ابوظبي دليل على هذه التوجه ولاسيما ان الامارات تعد صاحبة ثالث أعلى معدل انبعاث كربوني في العالم نسبة إلى عدد السكان.
والامارات التي تملك ثروة نفطية هائلة، هي في الواقع بلد يحرص على توفير الطاقة، وسيستثمر بشكل كبير لدعم الطاقات المتجددة.
وابرز مشروع في الامارات في هذا المجال هو مشروع مدينة مصدر التي صممت لتكون مع اقل قدر ممكن من الانبعاثات الكربونية إذ ستستخدم فيها السيارات الكهربائية والاضاءة والتبريد بالطاقة الشمسية، إلا ان هذه المدينة لا تزال في مراحلها الاولى وليست حاليا إلا بعض المباني التي تحتضن وخصوصا مقر معهد مصدر، وهو برنامج دراسات عليا للأبحاث في مجال الطاقات النظيفة.
وصممت المباني بشكل يتيح لها الاستفادة من ضوء الشمس وتجنب حرارتها، وبذلك تبقى الحرارة بين أروقة المباني اقل بما بين 10 و15 درجة مئوية مقارنة بالحرارة في مدينة ابوظبي التي لا تبعد إلا كيلومترات قليلة.
وقال بدر اللمكي مدير مدينة مصدر «ان جميع العناصر من التصميم وصولا إلى التعامل مع القمامة، باتت واقعا في مدينة المستقبل».
وبحسب اللمكي فان هناك ضوابط جديدة للمباني الجديدة في ابوظبي ودبي، وهي ضوابط تضمن خفض استهلاك الطاقة فيما تقوم سلطات متخصصة بالرقابة على المباني الموجودة.
وباتت مصدر على وشك انجاز واحدة من اكبر محطات انتاج الطاقة الشمسية، وهي مشروع شمس 1 الواقع في جنوب ابوظبي والذي اتى ضمن شراكة مع الشركة الاسبانية ابيغوا سولار والفرنسية توتال. ويفترض ان يتم انجاز المشروع قبل نهاية السنة.
ويمتد المشروع على مساحة 2,5 كيلومتر مربع وستبلغ قدرته الانتاجية مائة ميغاواط، وبحسب اللمكي، فان المشروع سيسهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 175 ألف طن سنويا، وهو ما يوازي «سحب 15 ألف سيارة من الطرقات أو زراعة 1,5 مليون شجرة».
وقد وضعت ابوظبي لنفسها هدف تأمين 7% من حاجاتها من الكهرباء بواسطة الطاقات المتجددة بحلول العام 2020. اما هدف امارة دبي فهو بلوغ نسبة 5% في 2030.
وفي يناير الماضي، اعلنت دبي خطة لانشاء محطة شمسية تنتج الف ميغاواط. وسيتم انجاز المرحلة الاولى من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية والبالغة قدرته 10 «ميغاواط»، في العام 2013.
وقال محمد عيسى ابوشهاب مدير قسم المناخ في الخارجية الاماراتية «نعم، نحن نبنى مدنا في الصحراء ونعمل على بناء مدن مستدامة».
وفي السعودية التي تملك اكبر احتياطات نفطية في العالم، تطمح مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بان تبلغ قدرتها الانتاجية في غضون عشرين سنة حوالي 41 غيغاواط.
وفي البحرين كلف وزير الطاقة الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا فريقا مختصا لتنفيذ مشروع للطاقة الشمسية في البحرين، حيث يتابع الفريق عمليات تنفيذ المشروع بعد التوقيع على انطلاق المرحلة التجريبية لهذا المشروع والذي يعد الانطلاقة الأولى لمملكة البحرين في الدخول في مضمار الطاقات البديلة والمتجددة.
وكانت كل من بترا سولار وهي شركة تقنية ينصب اهتمامها على توفير حلول الطاقة ذات الفاعلية الاقتصادية لتوليد الكهرباء، والهيئة الوطنية للنفط والغاز، وشركة نفط البحرين (بابكو) وكاسبيان إنرجي هولدنجز، كانت قد أعلنت في شهر مايو توقيعها اتفاقية لتوزيع 5 «ميجاواط» من الطاقة الشمسية على مدينة العوالي وجامعة البحرين وبعض المواقع الأخرى في المملكة.
وسيكون هذا المشروع من جملة التقنية الشمسية الذكية التي تم تطويرها في الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة شركة بترا سولار لتوليد طاقة كهربائية بطريقة موثوقة تعمل على استقرار شبكات التوزيع الكهربائية.
وهذه هي المرحلة الأولى من خطة وطنية لتوليد الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة. وتعد التقنية الشمسية الذكية طريقة مبتكرة تقرن الطاقة الشمسية بتقنية الشبكات الكهربائية ويتم تطويرها بالشراكة بين شركات المنافع لتوليد طاقة نظيفة وآمنة ومتجددة، مما يجعل البنية التحتية للكهرباء أكثر استقراراً وفاعلية واعتمادية.
وتم خلال اللقاء استعراض الخطوات الخاصة بالمراحل القادمة لتنفيذ المشروع والمناطق التي يمكن أن تستفيد من المشروع، وكذلك التنسيق مع مختلف الجهات الرسمية والخاصة فيما يتعلق بمراحل التنفيذ والتعاون مع الشركة المنفذة لهذا المشروع المهم الذي ينفذ للمرة الأولى في مملكة البحرين.
وبدورها، أطلقت قطر، وهي صاحبة أعلى معدلات انبعاث كربوني في العالم نسبة إلى عدد السكان وتملك ثالث اكبر ثروة غازية في العالم، خططا لتأمين التكييف للملاعب التي ستستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم في 2022، بواسطة الطاقة الشمسية.
ووصف مدير الطاقة النظيفة في منظمة غرين بيس تيسكي سفين دول الخليج بانها العملاق النائم في مجال الطاقة المتجددة.
وقال إن المنطقة يمكن ان تكون «سوقا ضخما ومركزا كبيرا للطاقة الشمسية ومن الرياح... هناك الكثير من المؤتمرات والكثير من المشاريع والقليل من العمل. لكن هناك اقرار وفهم بأنه قد آن الأوان للتحرك».