المال و الاقتصاد
أوبك تبقي سقف الإنتاج على حاله وتطالب أعضاءها بانضباط أفضل
تاريخ النشر : السبت ١٦ يوليو ٢٠١٢
فيينا ـ (ا ف ب): قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إبقاء سقف الانتاج عند مستواه الحالي المعمول به منذ ديسمبر لكنها طلبت من كامل اعضائها الانضباط بشكل افضل بغية وقف تدهور الاسعار.
واكد البيان الختامي لاوبك عقب اجتماع ماراتوني استمر خمس ساعات لوزرائها الاثني عشر في فيينا «ان الصعوبات المستمرة للنهوض الاقتصادي والمترافقة مع وجود عرض وفير للذهب الاسود في السوق، ادت إلى انخفاض كبير في اسعار النفط في الاشهر الاخيرة».
وفي إطار هذا الوضع قررت أوبك إبقاء سقف الانتاج المحدد منذ ستة اشهر بـ30 مليون برميل في اليوم على حاله لكافة الدول الاعضاء، لكن سقف الـ 30 مليون برميل يوميا لا يتم الالتزام به لان العرض الاجمالي لأوبك ارتفع في مايو إلى 31.68 مليون برميل في اليوم مع الزيادة الكبيرة لإنتاج السعودية، وأيضا ليبيا والعراق، بحسب ارقام وكالة الطاقة الدولية.
وقال الامين العام للكارتل النفطي عبدالله البدري للصحافيين «نطلب من الاعضاء تخفيض عرضهم بـ 1.6 مليون برميل في اليوم في الاجمال» للامتثال بهذا السقف.
وشدد على «ان الجميع اتفقوا، انه قرار جماعي» موضحا ان تجديد الحصص الافرادية لم يكن مدرجا على جدول الاعمال.
وكانت إيران وفنزويلا العضوان الاكثر محافظة في الكارتل اتهمتا في مطلع الاسبوع دول الخليج بزيادة عرضها بشكل مفرط وزعزعة استقرار السوق.
وصب وزير النفط السعودي علي النعيمي الزيت على النار بقوله مؤخرا ان رفع سقف انتاج اوبك «ضروري، قبل ان يتراجع ويعبر في نهاية المطاف عن ارتياح لوضع السوق».
وعبر الوزير الفنزويلي رافايل راميريز من جهته عن ارتياحه قائلا «ناقشنا بصورة مكثفة.. هذا الافراط في عرض الذهب الاسود، والاهم هو اننا قررنا ابقاء السقف» الانتاجي على مستواه الحالي.
من جانبه قال وزير النفط الاماراتي محمد بن ظاعن الهاملي «كان اجتماعا ممتازا»، في حين اكتفى نظيره السعودي علي النعيمي بالقول انه راض عن نتائج الاجتماع.
وقد هيمن على اجتماع اوبك تدهور الاسعار على خلفية ظروف اقتصادية سيئة ووفرة العرض النفطي. وتراجعت الاسعار 30 دولارا للبرميل في خلال ثلاثة اشهر، وانخفضت في لندن إلى ادنى مستوياتها منذ سنة ونصف السنة حيث بلغ سعر البرميل 97 دولارا.
وتحدث وزراء عدة عن امكانية عقد اجتماع طارئ للكارتل لاحقا ان تراجعت الاسعار إلى ما دون التسعين دولارا للبرميل.
واوضح البدري بعد الاجتماع «من الطبيعي ان يدعو رئيس اوبك (حاليا الوزير العراقي عبد الكريم لعيبي) إلى عقد اجتماع وزراء ان حصل امر استثنائي في السوق».
واكد البدري في لقاء مع صحفيين أمس في فيينا ان سعر البرميل 110 دولارات لن يشكل «تهديدا للنمو الاقتصادي العالمي».
وأضاف أن «الجميع يجب ان يحترموا» سقف الانتاج، موضحا ان انتاج الدول الاعضاء تجاوز السقف بـ 1.6 مليون برميل في مايو.
وتابع ان «كل دولة مسؤولة عن انتاجها ولا استطيع التدخل».
وسيعقد اللقاء المقبل، العادي، لاوبك في 12 كانون الاول/ديسمبر في فيينا. وقد ارجىء ايضا إلى هذا التاريخ موضوع خلافة البدري الذي تصل ولايته إلى نهايتها مع نهاية العام.
والى جانب المرشحين الايراني والسعودي اللذين لا يحظيان بفرص كبيرة للحصول على الاجماع المطلوب، قدم العراق مرشحه وهو ثامر غضبان، كما ترشح ايضا الوزير الاكوادوري باستور موريس.
وفي حال لم يحصل اي مرشح على الاجماع لا يستبعد تمديد ولاية البدري.
ولكن، وعلى صعيد آخر، فقد أبدت دول اوبك قلقها من مخاطر انهيار الطلب العالمي على الخام في ظروف اقتصادية مضطربة، لكنها تبدو حريصة قبل اي شيء اخر على وقف تدهور اسعار البرميل.
وعبر وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الذين تضخ بلدانهم حوالي ثلث العرض العالمي من الذهب الاسود، والذين اجتمعوا الاربعاء والخميس في فيينا، عن قلقهم الشديد إزاء الوضع المترنح للاقتصاد العالمي.
وقال وزير النفط الفنزويلي رافايل راميريز «ان النظام الرأسمالي يشهد ازمة عميقة (...) حولت امكانية انهيار الطلب العالمي على النفط إلى خطر واضح ووشيك».
واستطرد نظيره الانغولي جوزيه ماريا بوتليو دي فاسكونسيلوس قائلا ان تباطؤ النمو في الولايات المتحدة وفي الصين، اكبر بلدين مستهلكين للخام، وكذلك الازمة المستمرة في منطقة اليورو، «قد يزيدان الضغط على طلب الخام».
ولم تسهم وكالة الطاقة الدولية في التخفيف من تلبد الاجواء بتخفيض توقعاتها الاربعاء للطلب العالمي على النفط للعام 2012.
ومن الاعراض المثيرة للقلق تسجيل المخزونات الامريكية من الخام أعلى مستويات منذ 1990، وانهيار اسعار برميل النفط 30 دولارا في غضون ثلاثة اشهر ليتدنى في لندن إلى ما دون عتبة المائة دولار.
وقال غاري هورنبي المحلل لدى شركة الطاقة البريطانية اينينكو «ان الاقتصاد العالمي قد يستفيد من هذا الانخفاض في الاسعار الذي هو اشبه بمحفز للنمو».
لكن معظم وزراء اوبك لا يرون الامر كذلك، وابدى كثير منهم قلقهم من تدهور الاسعار وتمنوا معاودة ارتفاع الاسعار لتتجاوز المائة دولار.